هي ترنيمة عشق ورنة عود، هي قارورة العطاء والعنفوان والحب والوئام، مانكر فضلها ألاجاحد، ومااكرمها ألا نبيل وفاهم.
لم يكن في خاطري أن أمتدح المرأة في يوم تعنيفها، الواحد من شهر صفر الخير الذي أعتبر تأريخا دوليا لمناهضة العنف ضدها، لكن ماشدني على التدوين هو حال بعض الأسر، أو البيوتات التي جعلت المرأة أداة وسلعة! ولم تكرمها كمخلوقة تحت قدميها الجنان.
قبل أيام رأيت جاري الذي أغضب زوجته وأرسلها الى أهلها، يخرج ليس كعادته، فبحسب حديث الزوجة المنكوبة.. “أنه صاحب اتكيت عالي جدا”، لم أبالي بخروجه كل يوم حسب توقيت خروجي للعمل، إلا هذه المرة لعلمي بأنه قام بضرب زوجته! وإرجاع البضاعة الى البائع(الأهل المساكين)، نسجت في مخيلتي قصة لهذا الرجل وكيف حاله بدون شريكته، رأيته في أول أيام عزوبيته الجديدة، يجول في المنزل بكامل حريته ويتحدث بصوت عالي، “شنو يعني أموت من غيرج”، فأخذه الكبرياء وفتح خزانة الملابس، لم يجد أي شيء صالح للبس، لأن ملابسه لم تغسل منذ اسبوع، اخذ يرتب له شيء لعله يفي بالغرض، شعر بالجوع فتح الثلاجة التي تصرخ من التقشف الحاد، لم يجد الفسنجون أو الدولمة أو الكبة، فدمدم (مولازم، جبن كافي)، أدخل يده في جيبه لم يجد النقود الكافيه، لأنه أعتاد أن يأخذ من زوجته مايحتاجه من باب التعاون لحين استلام راتبه، فهي رغم وظيفتها وأطفالها الصغار كانت ولازالت سيدة راقية ومدبرة كبيرة، ولعلها قد تكون مخطئة بحقه فجل من لايخطأ، لكنه أراد أن يثبت للجميع أنه قادر على العيش بدونها، وهو يستجيب لأصوات معدته الخاوية، طرق الباب، أووو من الطارق؟ البيت غير مرتب، كل شيء مبعثر، فتح الباب واذا به احد اصدقائه: “اهلا ابوعلي شلونك تفضل”، وكان ابوعلي الجار المدلل الذي إعتاد على أطباق هذه العائلة المثالية، كيف سيتلافى الموقف، فأخذ يختلق العبارات،”اليوم أم محمد هي والجهال راحوا لأهلهم ومثل متشوف الحال تعبان”، رن جرس الهاتف، مديرة المدرسة تسأل عن غياب معلمتها المجدة وتبلغ ابومحمد بقدوم الراتب، ويجب أن تأتي لأستلامه، فكر قليلا.. كيف أستطاعت أن ترضينا جميعا، البيت لم يعاني الأهمال والمطبخ عامر بمالذ وطاب، الأطفال هم الأوئل والأدارة تفتقدها، إذن هي حسنة السلوك حتى خارج منزلها، فوجد نفسه بمأزق كبير، ثم شاهد ملامحه وشعرة بالمرأة وكأنه كبر أعوام على فراق هذه المخلوقة (الناقصة عقل ودين !).. مسك جاره من يده وقال له ارومك بخدمة وفيها أجر كبير، أن تأتي معي لأرجاع سيدة هذا البيت.
أتت حواء.. متوجة بالعز، لقنته درسا انيقا مهذبا، دون الخروج عن أطر تربيتها الكبيرة، فهي ليست بالناقصة وليست بالضعيفة لتعنف، هي أدت واجباتها على اكمل وجه ولن تطلب غير التقدير والأحترام، دخلت منزلها الجميل، رحب بها أدم وكأنه يراها لأول مرة “نورتي بيتك” فقالت له بعنفوان وبلغة مصرية لطيفة(مكان من الأول) فعلت ضحكاتهم وعمت أجواء الفرح بيتهم الصغير.
قادرة انتي ياسيدتي، فلن يقف بوجهك اي عارض ولن يحد من طموحك اي شخص، سيري وعين الله ترعى خطواتك، سيري على خطى بطلة كربلاء ودوني للعالم اجمع انك كل المجتمع وليس نصفه وسيقف الجميع لك احتراما، وسيكون تأريخ تعنيفك هو تأريخ رقيك وعلو شأنك.