23 نوفمبر، 2024 6:33 ص
Search
Close this search box.

عبادة الفرد في العراق

عبادة الفرد في العراق

هنالك مصطلح في علم السياسة شائع هذا المصطلح يدعى (عبادة الفرد ) ولقد استخدم الشيوعين هذا المصطلح لوصف مرحلة حكم جوزيف ستالين التي تميزت بالدكتاتورية الشديدة وقمع الرأي الاخر وجعل ستالين بمنزلة مقدسة فوق الاخرين فلا احد يجروء على الاختلاف معة في الرأي والفكر والتوجة بل ان افكارة واقوالة تعتبر فوق مستوى الخطاء ……
في القران الكريم هنالك انتقاد واضح لظاهرة الطغيان وتألية الزعيم وردت في  قصة فرعون (اذهبا الى فرعون انة طغى فقولالة قولا لينا لعلة يتذكر او يخشى قالا ربنا اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى )… ان الطغيان والدكتاتورية وعبادة الفرد كلها افكار يرفظها المنطق السليم وهي لم تعد منسجمة مع روح العصر والتطور التاريخي للشعوب وينظر اليها على انها من مخلفات العصور الغابرة التي عفى عليها الزمن ورفضها منطق الحضارة والتقدم ….
آن النظام الديمقراطي ليس نظام انتخابي فقط يمكن كائن من يكن من الوصول الى السلطة ان الديمقراطية اكثر من سلم للوصول للحكم آنها منظومة متكاملة للحقوق والواجبات وثقافة مجتمع وسلوك سياسي واجتماعي وقيم يجب ان تراعى وتحترم حتى يكتب للنظام الديمقراطي الاستمرارية والبقاء والتقدم والنهوض للوصول الى خلق عالم افضل ومجتمع ارقى واكثر حداثة وانسانية .
مع بالغ الاسى والاسف فأن التجربة العراقية التي بداءت عام 2003  واجهت عدة عقبات في طريق ترسيخ قيم الديمقراطية لعل من اهم هذة العقبات ضعف الثقافة الديمقراطية فعلى الصعيد السياسي كان هنالك الفكر القومي العربي متمثلآ بحزب البعث المنحل وهو من الناحية الفكرية او السلوكية ابعد مايكون عن القبول بقيم الديمقراطية والتعددية والرأي الاخر بل هو فكر شمولي يمجد العنف ويمجد الحاكم ومحكوم بنظرية المؤامرة ويسعى للقضاء على اي نوع من انواع المعارضة اما الشق الثاني من القومين العرب فكان يستلهم تجربة جمال عبدالناصر التي هي الاخرى كانت تجربة عسكرتارية الغت الاحزاب وقمعت الرأي الاخر وحاربت حتى المبدعين ورجال القانون امثال الفقية عبد الرزاق السنهوري وانتجت نظام دكتاتوري بأمتياز وصل بة الامر ان يحكم وفق نظرية المؤامرة وسيادة اجهزة المخابرات …
اما الفكر الماركسي في العراق فرغم مطالبة اليسار العراقي بالديمقراطية  لكن هذة المطالبة هي مطالبة تكتيكية وليس استراتيجية فالوصفة الماركسية ترفض الديمقراطية وتعتبرها منتج برجوازي وهنالك فيض من الادبيات الماركسية التي تؤكد على رفض الديمقراطية باعتبارها منتج رأسمالي وان الحرية هي حرية الرأسمالي في استغلال العامل وحرية العامل في بيع عملة لمستغلية …
اما فكر الاسلام السياسي فيعتبر الديمقراطية نظام وضعي قاصر وان فكرة سيادة الشعب غير شرعية اذ ويستعيض عنها بفكرة الحاكمية لله  وبعض مدارس الاسلام السياسي تعتبر الديمقراطية كفر الديمقراطية علمآ آن هنالك مدارس اسلامية متأخرة اخذت بفكرة (سيادة الامة الاسلامية على نفسهى ) وجمعت بين اللبرالية والاسلام مستلهمتآ روح الاسلام مع تفهم ضرورات العصر .
في ظل هكذا اوضاع و في اطار مجتمع تسودة قيم العرق والطائفة والقبيلة فتخلق نكوص في الوعي الجمعي والنخبوي ومع تغير نظام صدام الدكتاتوري الذي كان يقوم على ثقافة عبادة الفرد سلوكآ وفكرآ ويجعل من عبادة الفرد خط احمر لايمكن تجاوزة ويأطر ذالك بقانون حيث كانت عقوبة سب الله جل جلالة اخف من عقوبة سب صدام حسين .
بعد التغير استمرت عملية عبادة الفرد في العديد من القوى السياسية والدينية حيث تعتبر بعض الاحزاب التجاوز على زعماءها بمثابة  جريمة لاتغتفر آحيانآ تؤدي بصاحب الفعل الى التصفية الجسدية وتنسج هالة من الاساطير حول شخصية هذا الزعيم ويحاط بأنواع التبجيل والتفخيم وانواع الالقاب ولقد انتشرت هذة الظاهرة في العديد من مفاصل المجتمع ووصلت الى الجهاز الاداري فصاحب المنصب يخاطب بمختلف انواع القاب التفخيم والتعظيم والتبجيل ولايفكر احد في الاعتراض علية في ظل سيادة قيم المجتمع ماقبل المدني التراتبية التي لاتقبل بأي اختلاف او انتقاد فأي  مؤسسة تخضع  لمزاج رئيسها ولو خالف القانون ففكرة هو الحق واي كتلة سياسية او دينية تنتظر توجيهات الزعيم حتى اصبحنا كأننا  نعيش في مضيف شيخ اقطاعي يقرر فيرد علية الجالسون تأمر محفوظ حاظر شيخ ولقد اصبحت اخلاقيات التملق والخضوع والنفاق دستور عمل في الحياة السياسية والادارية وربما الاجتماعية حتى قلبنا مقولة ديكارت (انا افكر اذآ انا موجود ) الى انا انافق اذآ انا موجود هل يمكن ان نتصور في ظل هكذا ثقافة وهكذا سلوكيات ان تترسخ قيم الديمقراطية المبنية على تكافئ الفرص وحكم القانون وحرية ابداء الرأي والاعتراض والمناقشة في اطار ايمان الكل بأنهم سواسية .قبل ايام كتب الكاتب والروائي المصري الكبير علاء الاسواني مقال بعنوان (فن تلبيس الحذاء ) ينتقد فية حادثة تمثلت بقيام احد شباب تنظيم الاخوان  المسلمين في مصر بحمل حذاء مرشد الاخوان وتلبيسة الحذاء عقب خروجة من المسجد هذة الواقعة تشير الى ثقافة الخضوع والنفاق فهل نتصور هذا الشاب سيعترض في يوم من الايام على سياسة المرشد هي يمكن ان يفكر بأنتقاد سلوك زعيم هل يمكن ان يقول لا عندما يستدعي الحق قول ذالك ….ترى في العراق كم لدينا من نماذج تشابة ثقافة هذا الشاب الاخواني كم لدينا من  حالة صنمية تعبد دون الله كم نحن بعيدين عن ثقافة وفكر الديمقراطية وحقوق الانسان والانسانية والمساواة مع الاسف فأن ثقافة الخضوع العشائرية والسياسية وتاريخ طويل من عصور الاستبداد رسخ ثقافة عبادة الفرد في العراق .

أحدث المقالات

أحدث المقالات