17 نوفمبر، 2024 7:13 م
Search
Close this search box.

تيلرسون …رجل الإطفاء ام مرابي الأرباح ؟؟

تيلرسون …رجل الإطفاء ام مرابي الأرباح ؟؟

هل مهمة ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي في جولته الشرق أوسطية مهمة (رجل الإطفاء) للانتهاء من الحروب والأزمات ام (مهمة المرابي) والتبشير بموسم (جني الأرباح) المفهوم الذي أطلقه رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب عن السياسة الخارجية في عهده؟؟؟.

هكذا اخذت اللغة الدبلوماسية الأميركية تحدث عن مرحلة ما بعد داعش وإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية في افغانستان والعراق وسورية، ومنظومة مجلس التعاون الخليجي بحل الخلافات القطرية السعودية حتى يقرأ المراقب السياسي كلمات تيلرسون وكأنها تناسب من فم رئيس مجلس الإدارة لمجموعة اكسون موبيل، منصبه السابق قبل تكليفه بموقع الخارجية ، والسؤال لماذا تطفئ واشنطن الحرائق التي اشعلتها، ومنها حريق داعش ومن بعده الاستفتاء الكردي على الانفصال ؟؟

تطرح هذه الآمال التي ترسمها خارطة التحركات الأميركية في المنطقة ومنها جولة تيلرسون الأخيرة السؤال الأصعب عن وجهة نظر القوى المتصدية للسلطة في العراق للاستراتيجية الأميركية وهي تعلن موقفها المضاد علنا للسياسة الإيرانية، وينظر لها من قبل القوى التي ترى طهران الأخ الأكبر للعراق ، بان تيلرسون ليس بأكثر من مرابي جديد وفقا للصورة المعروفة عن السياسات الأميركية، وهناك قوى أخرى ترى ان إطفاء نيران الازمات مهمة أميركية بحتة ، فمن يزرع الألغام افضل من ينتزعها ، وهناك طرف اخر ، ينتظر الموقف الاخير في الحلول المتوقعة لإعادة صياغة العراق الجديد بعد تشخيص الأخطاء في اكثر من مؤتمر نظم في مركز الأبحاث الأميركية وينتظر من تيلرسون،رجل ابرام الصفقات النفطية الكبرى في(اكسون موبيل) الى ابرام هذه الصفقات إقليميا وعراقيا .

المعروف ان الاقتصاد الأميركي يدار بتمويل العجز في ميزان المدفوعات القومي، من خلال تدوير أرباح البترو دولار وكانت صفقة القرن مع السعودية بحدود 450 مليار دولار أبرزها، واليوم تبحث واشنطن،وفقا لتصريحات ترامب عن جني الأرباح الذي يراد به تخفيض العجز المالي الأميركي بعد ان ظهرت ارقام الميزانية عجزا بمقدار 3.15 تريليون دولار خلال الـ 10 سنوات المقبلة، في حين توقع مكتب الكونغرس عجزا للفترة نفسها بواقع 9.5 تريليون دولار.

وموقع العراق في هذه اللعبة المالية يبدأ من مشاريع تمويل مشاريع إعادة الاعمار بمنح دولية تتيح للشركات الأميركية والمتحالفة معها في كارتيلات دولية توظيف هذه الأموال لصالح البنوك الأميركية، وثاني أدوار العراق في هذا التمويل، تحويل اقتصاده الى النظام الرأسمالي وفقا لوصفة قدمت من قبل صندوق النقد الدولي وربطه بمنظومة الشرق الأوسط التي تهمين عليها شركات دولية وفقا لرؤية 2030 التي طرحت من قبل ولي العهد السعودي وتجعل من الصندوق السيادي لبلاده خلال الأعوام العشرة المقبلة يدور اكثر من 1500 مليار دولار في السوق الدولية وهناك اكثر من رابط لهذه الرؤية بالعراق فخارطة انابيب الغاز الخليجية تمر من أراضي العراق، ومشاريع الاستثمار الإقليمية يمكن ان توظف الإمكانات العراقية الكبيرة زراعيا وصناعيا ضمن حملة خصخصة واسعة تتيح لهذه الاستثمارات تحويل العراق من مستورد للبضائع الى تبادل البضاعة مع دول الجوار ، ويعدل من ميزان التبادل التجاري فيما بينهم .

السؤال: كيف ستبدأ السفارة الأميركية في بغداد وقنصليتها في أربيل رسم الخطوات الأولى لإعادة صياغة البيت السياسي العراقي ؟؟

الإجابة في أسباب اللقاء الثاني بين تيلرسون ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، تتمثل اول هذه الخطوات في مساندة آلية أمنية مشتركة لكركوك من خلال رسالة واضحة حملها تيلرسون عن الرغبة الملحة في تخفيف حدة التصعيد والتركيز بشدة على طبيعة التقدم العسكري العراقي في المستقبل وردود فعل البيشمركة، وتشجيع الاستمرارية في اتفاقات تقاسم النفط والعمل على فتح باب الحوار المباشر بعد الانتهاء من تسوية الوضع الكردي الداخلي، المهمة الجديدة للمبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط.

أحدث المقالات