“الفينتك” تكنولوجيا مالية وصلت الدول العربية .. العراق تخلو منها والإمارات ومصر على رأس مستخدميها !

“الفينتك” تكنولوجيا مالية وصلت الدول العربية .. العراق تخلو منها والإمارات ومصر على رأس مستخدميها !

خاص – كتابات :

لم تعد قاصرة على دول ناشئة اقتصادياً، بل وصلت إلى بعض الدول العربية وأخذت في النمو بشكل سريع، وفي 6 سنوات تضاعفت قيمة الاستثمار فيها مرات ومرات، وينظر لها كونها أحدث الشركات التي تبتعد في تعاملاتها عن الأساليب القديمة..

“الفينتك”.. ثروة اقتصادية جديدة خاصة في القطاع المالي بدأت منذ الأزمة العالمية، ولكن خلال السنوات الأربع الماضية وتحديداً منذ العام 2013، بدأت تشهد صعود واضح وبدأ اعتقاد البعض بأنه سنشهد هنا ذلك الصراع ما بين البنوك التقليدية والمؤسسات المالية التقليدية، مع هذه الشركات الصاعدة والتي استطاعت أن تجتذب الكثير من الأفراد والشركات، رغم ذلك شوهدت مؤخراً عمليات اندماج وعمليات شراء لشركات الـFintech، وحتى البنوك بدأت تستخدم تكنولوجيا “الفينتك”.

منتجات وخدمات تعتمد على التكنولوجيا ظهرت نتيجة عدم الثقة في البنوك التقليدية !

الـ Fintech هو عبارة عن منتجات وخدمات تعتمد على التكنولوجيا لتحسين الخدمات المالية التقليدية، في عدة قطاعات، وحدث تسارع كبير في استخدامه من بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ويعود السبب الرئيس في الاعتماد على تلك التكنولوجيا هو تراجع ثقة المواطن الأميركي في البنوك العادية بعد الخسائر الفادحة التي وقعت مع الأزمة العالمية.

من مليار و800 مليون دولار في عام 2010 إلى 46 مليار دولار في 2020..

أما بالنسبة للنمو الذي بدأ يطرأ على الاستثمارات في التكنولوجيا المالية، فهو نمو سريع جداً، فمنذ العام 2010 كانت الاستثمارات فقط بحدود مليار و800 مليون دولار، لتصل إلى 19 مليار دولار في عام 2016، وتشير التوقعات إلى أن هذا النمو سيتضاعف بحلول عام 2020 ليصل إلى 46 مليار دولار.

وفيما يتعلق بالدول الأكثر استخداماً للتكنولوجيا المالية، وبخاصة هؤلاء الأشخاص الذين يلجأون دائماً إلى العالم التكنولوجي.. سنكتشف أن “الصين والهند” هي من يتبنى هذه التكنولوجيا وبقوة..

الصين الأولى تليها الهند وحتى المكسيك تتفوق على كثير من الدول..   

فنجد “الصين” تستخدمها بنسبة 69%، “الهند” بنسبة 52%، وتحل ثالثاً “المملكة المتحدة” بنسبة 42% وهي من أكثر الدول المتقدمة اقتصادياً، ثم 40% لـ”البرازيل”، و37% لكل من “أستراليا” و”إسبانيا” ومن بعدهم “المكسيك” بنسبة 36%.

لكن لماذا يلجأ العالم الآن إلى التكنولوجيا المالية ؟.. الإجابة بكل بساطة لأنها تستخدم لتسهيل الأمور إلى حد كبير وتقدم حلولاً تطويرية للأدوات المالية، فضلاً عن أن أنها تصل إلى شرائح سكانية واسعة عبر تطبيقات متنوعة.

أقل كلفة وأسرع في التعامل ولا حاجة للاقتراض من البنوك..

فبنظرة واسعة إلى العالم، لن نجد الجميع لديه حسابات بنكية أو استثمارات ولكن عالم الـ Fintech يسهل هذه الأمور؛ لكثير من الأفراد والشركات، كما أنه أسرع من الطرق التقليدية وأيضاً التكلفة أقل، فتخفيض التكلفة عامل أساسي لانتشار التكنولوجيا المالية وسرعة الخدمات.

أما فيما يتعلق بالقطاعات الأبرز في هذه التكنولوجيا، فإنها تبدأ بالمدفوعات، والإقراض وجمع رأس المال.. فالشركات لم تعد بحاجة إلى اللجوء للبنوك من أجل الحصول على الأموال، فيكفيها الاقتراض عبر منصات الـ Fintech، وهي تسهل الأمور إلى حد كبير؛ وحتى في مستويات الفائدة ربما هي أقل !

تحويل الأموال أيضاً أصبح أسرع وأسهل وأقل تكلفة من باقي الوسائل التقليدية، فضلاً عن ما تتميز به التكنولوجيا المالية من إدارة الثروات، فالمستشار المالي للبنك أنت لست بحاجة إلى الذهاب إليه للحصول على النصيحة، فاليوم تتواجد برامج كثيرة وكل ما عليك هو تحديد بعض المعايير، وهذه البرامج تعطيك الصندوق الأفضل لك واستثماراتك، وحتى في قطاع التأمين، فهناك تطور واضح في التكنولوجيا المالية.

امتدت إلى شمال إفريقيا ودول الخليج..

أخيراً علينا أن نعلم أن ثروة التكنولوجيا المالية قد امتدت إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويظهر ذلك في النمو الواضح لعدد الشركات التي تستخدم هذه التكنولوجيا، فنجد 105 شركة عام 2016، موزعة كالتالي: 29% بشمال إفريقيا و43% بدول مجلس التعاون الخليجي و29% في دول المشرق العربي.

ويأتي على رأس تلك الدول المستخدمة للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط؛ دولة “الإمارات العربية المتحدة”، خاصة أن لديها بيئة حاضنة لتطوير قطاعات الـ Fintech بإجمالي 30 شركة، و”مصر” 17 شركة، “الأردن” 15 شركة، “لبنان” 15 شركة، “المغرب” 8 شركات، “الكويت” 6 شركات، “السعودية” 6 شركات، “تونس” 3 شركات، “الجزائر” شركتان، وكل من “البحرين” و”سلطنة عمان” و”قطر” شركة واحدة في كل منهم، ولا توجد أي شركة من هذا النوع من الشركات في “العراق” !

ويبقى السؤال.. هل تستمر التكنولوجيا المالية في الانتشار ونشهد اندماجات بين تلك الشركات ونظيرتها التقليدية والبنوك ؟.. أم ستشتعل حرب شرسة بينهم حفاظاً على مكانة القديمة ؟.. أو لسعي الجديدة لكسب مزيد من المساحات في الأسواق المالية ؟!

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة