عاد بخُفي حنين .. “تليرسون” يُحمل الدول الأربع مسؤولية فشل الوساطة ولم تنفعه أطماعه الشخصية !

عاد بخُفي حنين .. “تليرسون” يُحمل الدول الأربع مسؤولية فشل الوساطة ولم تنفعه أطماعه الشخصية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة منه لحلحلة الأزمة، قام وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيلرسون”، بزيارة المملكة العربية السعودية وقطر، لمصالحة الأطراف المعنية بالأزمة الخليجية وجمعهم على طاولة الحوار.

الزيارة بدأت مع انطلاق “المجلس التنسيقي السعودي العراقي” في الرياض، يوم الأحد 22 تشرين أول/أكتوبر 2017.

والتقى “تيلرسون” بالعاهل السعودي “سلمان بن عبد العزيز”، والشيخ “تميم بن حمد”، خلال الزيارة التي تهدف لكسر جمود الأزمة الخليجية القطرية.

مشاورات بشأن الأزمة..

في الرياض، أعلن وزير الخارجية السعودي، “عادل الجبير”، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع “تيلرسون”، أن الجانبين بحثا خطر إيران على المنطقة وأزمة قطر.

قائلاً: “نتشاور مع الإمارات والبحرين ومصر بشأن الخطوة المقبلة في أزمة قطر”.

موضحاً “الجبير” أنه خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي للمملكة، التي التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير “محمد بن سلمان”، تم بحث موضوعات عدة، أهمها عملية السلام بالشرق الأوسط، والوضع في سورية، والخطر الإيراني على المنطقة، والأوضاع في اليمن، والأزمة القطرية، والإرهاب والتطرف سواء في سورية والعراق ومنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، مؤكداً على تطابق رؤى المملكة وأميركا في معظم هذه القضايا “دون الدخول في التفاصيل بالنسبة لموقف البلدين، لأنها واضحة جداً”.

عمق العلاقات الأميركية السعودية..

من جانبه، أوضح “تيلرسون” أن زيارته هذه تعد الثالثة للرياض بصفته وزيراً للخارجية الأميركية، ما يؤكد طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة، معبراً عن سعادته بانطلاق “مجلس التنسيق السعودي العراقي”، مقدماً الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، ووزير الخارجية، على إتاحة فترة طويلة معهم لتبادل الأفكار.

الأطراف المعنية غير مستعدة للحوار..

خلال زيارته للدوحة، قال “تيلرسون” أنه “ليس هناك ما يشير إلى أن أطراف الأزمة مستعدون للدخول فى حوار”، مضيفاً: أن “واشنطن لا يمكنها فرض أي حل غير أنها ستبقى قريبة من كل الأطراف”، بينما قال نظيره القطرى “محمد بن عبد الرحمن”، خلال مؤتمر صحافي مشترك، إن أي تأجيل لقمة “مجلس التعاون الخليجي” المقبلة، في كانون أول/ديسمبر المقبل، سيكون بسبب “تعنت دول الحصار”، حسب تعبيره.

السعودية غير مستعدة..

أضاف “تيلرسون”، بعد وصوله الدوحة قادماً من السعودية، أن “واشنطن مازالت قلقة بشأن الأزمة، وتدعم جهود الوساطة الكويتية، وتطالب بتخفيف حدة الخطاب الكلامي”، لافتاً إلى أن “السعودية ليست مستعدة لمحادثات مع قطر بشأن الأزمة، وطلبت من ولي العهد السعودي في اجتماعي معه الدخول في حوار لحل الأزمة”، وقال إنه على مجلس التعاون أن يكون موحداً.

وأشار “تيلرسون” إلى إنه ناقش مع نظيره القطري عدداً من القضايا، منها الجهود لمحاربة الإرهاب، موضحاً أن الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب شهدت تقدماً ملحوظاً.

انعقاد قمة مجلس التعاون فرصة جيدة للحوار..

قال الوزير القطري إن بلاده تعتبر أن “الأزمة الخليجية طالت أكثر من اللازم”، داعياً إلى “تغليب صوت العقل”، وعن قمة مجلس التعاون المقبلة في الكويت، قال إن انعقادها “سيشكل فرصة جيدة للحوار”، مضيفاً: “نحن مازلنا بمجلس التعاون ونؤكد على أهمية هذه المنظومة”، وأجرى “تيلرسون” محادثات مع أمير قطر، “تميم بن حمد”.

ورجحت صحيفة (عكاظ) السعودية تأجيل القمة الخليجية 6 أشهر، وقالت مصادر للصحيفة إن التأجيل يهدف إلى إزالة الخلافات، وإنهاء الأزمة التي بدأت بسبب عدم التزام قطر باتفاق الرياض 2013.

الحل بيد الدول الأربع..

كان “تيلرسون” قد قال، الخميس الماضي، إن الدول العربية الأربع التي قطعت علاقاتها مع قطر قبل أربعة أشهر؛ بيدها اتخاذ القرار حول المشاركة في حوار مع الدوحة، وذلك في مقابلة أجراها مع وكالة “بلومبيرغ”.

مضيفاً: أنه “لا يبدو أن هناك رغبة حقيقية من جانب بعض الأطراف في المشاركة”.

وأوضح وزير الخارجية أن قطر “مستعدة للمشاركة” في حوار لحل الأزمة بين الدول العربية الخمسة، معرباً عن عدم تفاؤله بإمكانية حل الأزمة قريباً.

وكانت “السعودية والإمارات ومصر والبحرين” قد أعلنت قطع علاقاتها مع “قطر” في حزيران/يونيو الماضي، متهمة حكومة الدوحة بدعم جماعات إرهابية وهو ما نفته الأخيرة.

وسبق لتيلرسون أن قام بجولة في تموز/يوليو 2017، زار فيها “السعودية وقطر والكويت”، التي تقوم بجهود وساطة، لم تسفر عن تحرك في الأزمة.

الزيارة سببها المجلس التنسيقي..

علق الدكتور “علي الهيل”، المحلل السياسي القطري وأستاذ العلوم السياسية، في حديثه مع برنامج “بين السطور”، بأن زيارة وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيلرسون” لكل من الرياض والدوحة؛ لم تكن لحل الأزمة الخليجية على الإطلاق، مضيفًاً: “إذا أرادت وشنطن حل الأزمة الخليجية لتمكنت بمكالمة هاتفية خلال دقائق؛ السبب في زيارة تيلرسون وبدأها من الرياض هو فرض حل سعودي عراقي وتأسيس مجلس التنسيق بين البلدين”.

استمرارها يخدم مصالحهم..

موضحاً أن أميركا تريد من “السعودية والعراق” أن ينأيا بـ”إيران” عن منطقة الخليج، وهذه تمنيات، لذلك رعى وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيلرسون” تأسيس مجلس التنسيق “السعودي – العراقي” لخدمة المصالح الأميركية، معتبرًا تأسيس المجلس أكثر تعقيدًا من الأزمة الخليجية.. “تيلرسون” لا يريد حل الأزمة الخليجية؛ لأن استمرارها يخدم مصالحهم.

تصريحاته تهدف لإرضاء قطر..

من جانبه، قال “خالد المجرشي”، المحلل السياسي السعودي، إن جهود “تيلرسون” انتهت قبل أن تبدأ، وذلك حينما صرح بتصريحات فقاعية لوكالة “بولمبورغ”؛ وحمل فيها الدول الأربع مسؤولية فشل الوساطة في الأزمة الخليجية القطرية، مضيفًا: “تصريح تيلرسون جاء ليرضي قطر، حيث تربط وزير الخارجية الأميركية علاقة وراء الكواليس بقطر، كونه كان مسؤولًا لشركة نفطية أميركية كبيرة، مضمون حوار تليرسون تغير تمامًا منذ وصوله للرياض وخلوته على مائدة الحوار وإعلان السعودية تمسكها بالمطالب الثلاث عشر المقدمة من الدول الأربع”.

تجميد عضوية قطر..

متوقعاً تأجيل انعقاد جلسة “مجلس التعاون الخليجي” القادمة، وفي حالة استمرار ما وصفه بـ”التعنت القطري”، ستطالب دول الخليج (السعودية، الامارات، البحرين) بتجميد عضوية قطر بالمجلس، مردفًا: “بالفعل قطر معزولة وتعاني، خاصة من الناحية الاقتصادية؛ هناك استنزاف كبير من الاحتياطي النقدي القطري جراء مقاطعة الدول الأربع”.

لا يستطيع الفصل بين رأيه الشخصي وسياسة “ترامب”..

من جانبها، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أسباب انبطاح “تيلرسون” أمام قطر، قائلة أن “تيلرسون” كان على رأس شركة “أكسون موبيل”، والتي استخدمتها قطر كأداة ناعمة من خلال مشروعات الغاز والنفط لتوظيف أموالها بأهداف سياسية وإعلامية “أكبر من حجمها”.

ورأت الصحيفة أن انبطاح “تيلرسون” يوضح مدى التناقض الشخصي الذي يعاني منه، فهو لا يستطيع الفصل بين رأيه الشخصي فى النظام القطري وسياسة رئيسه “دونالد ترامب” ودولته بشكل عام المناهض لنظام الدوحة الممول والراعي للإرهاب.

ويدافع “تيلرسون” عن قطر بوصفها “تعمل على تجفيف منابع الإرهاب؛ وأنها تُظهر في ذلك رغبة بفعل المزيد”.

مضيفة الصحيفة الأميركية أن “تيلرسون” متعاطف مع القطريين في النزاع، ودعا في البداية المملكة العربية السعودية وحلفائها إلى رفع الحظر دون قيد أو شرط على قطر؛ في الوقت الذي استمرت فيه المفاوضات.

رغم اتصالاته الأطراف متباعدة..

قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إنه منذ الإعلان عن المقاطعة المفروضة على قطر في 5 حزيران/يونيو 2017، أجرى “تيلرسون” أكثر من 20 مكالمة هاتفية واجتماعاً مع قادة من الخليج وغيرهم، موضحة أنه عقد اجتماعين شخصيين مع نظيره السعودي “عادل الجبير”، ورغم ذلك لا تزال الأطراف متباعدة.

لم يصنف الإخوان كجماعة إرهابية !

نفس الأمر عبرت عنه “منظمة كلاريون” الأميركية، في وقت سابق، حيث أكدت إن إدارة “ترامب” لم تصنف “الإخوان المسلمين” جماعة إرهابية كما كان متوقعاً، مشيرة إلى أن هذا التصنيف يقع في اختصاص وزير الخارجية “ريكس تيلرسون”؛ الذي فضل “الإخوان” وأنصارها في قطر وتركيا على الدول العربية الأخرى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة