يحاول بعض اعضاء مجلس النواب وخاصة في اللجنة القانونية طرح فقرة “الحنث باليمين الدستوري” المتعلق برئيس البرلمان والوزراء خلال الجلسات المقبلة”، وذلك لاسباب سياسية تتعلق بالصراع مع سلطة وحكام شمال العراق الانفصاليين ولكنهم نسوا او تناسوا أنهم حنثوا لمئات المرات باليمين القانوني الذي اقسموا به طيلة اكثر من أربع سنوات مضت مُذ اصبحوا نواباً في غفلة من الزمن ، وعندما نتمعن في نص هذا اليمين ومقارنة فقراته مع ما قامت به لجنة الخبراء النيابية التي اطلق عليها العراقيون والاعلام لجنة خبراء المحاصصة النيابية او لجنة الخبثاء النيابية ويستثنى منهم الشرفاء المنسحبين او المعترضين ، التي أنتجت مجلس مفوضية انتخابات جديد من رحم المحاصصة اللعينة وبعد ان تلقت اوامرها من قادة الأحزاب مدمري ومخربي الوطن نرى انهم خانوا الأمانة وبشهادات اعضاء شرفاء قليلون من داخل اللجنة ( من فمك أدينك) صرحوا بتلاعب الأغلبية من الأعضاء بدرجات المرشحين وابعاد الأكفاء وتقريب المتحزبين وبدراية وعلم ومساندة ومشاركة رئيس اللجنة الذي فرض عليها بدلا من النائب الثاني لرئيس مجلس النواب حتى حققوا مآرب احزابهم المهيمنة رغما عن أنف الشعب الذي يغفو تحت اضغاث احلام بل وكوابيس تؤرق ليله وتنغص نهاره بسبب ما فعلت به احزاب السلطة المهيمنة من خراب ودمار الذين ركبوا جميعا في قطار المحاصصة حتى الذين كانوا منتقدين لها ومحاربين ضدها .
العجيب في الامر ان من قاد عمليات التلاعب والتحايل والغش والخداع هم ازلام احزاب الاسلام السياسي وساندهم بقوة رئيس مجلس النواب( اخوان مسلمين) ونائبه الاول ( مجلس اعلى إسلامي) وكأنهم يفصحون بل يؤكدون ان اسلامهم هو اسلام مشوه من نوع آخر مبني على الغش والكذب والخداع لذا فلا عجب ان تظهر موجات من الملحدين بين الشباب بسبب ردود الفعل على ما عكسه هؤلاء عن الدين الاسلامي بشكل مخالف وهذه الموجة لم تظهر سابقا في تاريخ العراق الحديث . نعود الى نص القسم لنقارن فقراته مع افعال المتحاصصين :
“أقسم بالله العلي العظيم أن أؤدي مهامي ومسؤولياتي القانونية بتفان وإخلاص وان أحافظ على استقلال العراق وسيادته وأرعى مصالح شعبه وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي وان أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقلال القضاء وألتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد… والله على ما أقول شهيد” .
ابرز ما جاء في اليمين وحنث به اعضاء لجنة خبراء المحاصصة وأعضاء المجلس المصوتين معهم لصالح المحاصصة القاتلة هي فقرة اداء المهام والمسئوليات القانونية بتفان واخلاص وهو لم يحدث مطلقاً من قبل اغلب الأعضاء .
أما الحفاظ على استقلال العراق وسيادته فذلك لم يحدث ايضاً من قبل اكثر من نصف النواب.
و رعاية مصالح الشعب والألتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد والحفاظ على النظام الديمقراطي فهي اكثر النقاط التي خالفها وخرقها اكثر من 95 بالمئة من النواب خلال ولاية المجلس الحالي والمجالس السابقة بدرجات اقل بقليل وخرقها اغلب اعضاء لجنة المحاصصة أيضاً.
نقول لكم باسم الشعب : ان لم تخافون الله ايها المتأسلمون من القادة السياسيين ونوابكم التابعين لكم بالأمر والنهي . فان الشعب سوف يحاسبكم ولو بعد حين لأنكم ذهبتم ومستمرون بالذهاب بالعراق الجريح الى الهاوية بفعلتكم هذه وغيرها من الأفعال الاجرامية التي لن يسامحكم عليها التاريخ أبدا وهو قد فعل ذلك مراراً خلال العقود الماضية ان لم نتحدث عن عظاته في عمقه البعيد ولكنكم لم ولن تتعظوا لأن من كان قبلكم لم يعتبروا او يتعظوا ايضا حتى خسف الله بهم الارض وأخزاهم في الدنيا قبل الآخرة.
{وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا}