المعلوم ان اقصى درجات الاستهتار بالانسانية والقيم والمبادئ لا يقدم عليها الا اسوء عصابات العالم والتي اشهرها في امريكا بل انها معادلة منطقية المجرمون بالمبادئ لا يبالون ، وهنالك طواغيت يتحدثون عكس ما يفعلون ، ولكن الاستهتار العالمي الذي يتجلى باسوء صوره هو عندما تكون هنالك دولة لا تحتاج أي دولة من حيث الاقتصاد والقوة العسكرية فمثل هكذا دولة لا تحتاج الى الكذب والازدواجية الا اذا كانت تحمل في طيات نفوسها شر استعباد الاخرين ولكن يصل الحال الى هذا المستوى السافل من الاستهتار الذي يوميا تطل علينا امريكا بصورة جديدة من صور هذا الاستهتار .
اخرها ما صرح به وزير خارجيتها قبل يومين ، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إن الفصائل المدعومة من إيران التي اشتركت في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق يجب أن تعود إلى “ديارها” لأن المعركة مع التنظيم توشك على الانتهاء…
كلمات كلها تنم عن مستوى متدن للقيم التي يجب ان تكون عليها الدبلوماسية العالمية ، جناب الوزير لو صدقناك في ما قلت فانت تقر ان هذه الفصائل كانت تحارب داعش فايهما احسن الذي يحارب داعش ام الذي يمول ويدعم داعش؟
ومن ثم لماذا لا تقول تقاتل داعش وليس اسمها الصريح ؟ والامر الاخر انت كالذي يعيب الناس وهو كله عيوب .
سيادة وزير الخارجية ان صح ما تقول فتواجد هذه الفصائل بعلم الحكومة العراقية فكيف بكم وانتم تتدخلون في شؤون الدول الاخرى سياسيا واقتصاديا وعسكريا دون الرجوع الى حكوماتها وحكومتكم اقدمت على هكذا عمل دنيء في سوريا .
ماذا تقول عن قواعدكم المنتشرة في دول ليس فيها ارهاب ولا قتال ؟ فقد اوضحت التقارير بان لدى اميركا قواعد عسكرية خارج اراضيها اكثر من اي بلد آخر، ويصل عدد تلك القواعد الى قرابة 800 قاعدة موزعة عبر اكثر من سبعين بلدا، و جنودها في الخارج يبلغ عددهم 150 الف جندي تقريبا .
تصريحك هذا اليس بخلاف تصريحات الحكومة الامريكية التي تقول ان العراق بلد ذو سيادة فاي جراة لك ياوزير الخارجية في تصريحك هذا على بلد ذو سيادة وكانك تقول ان الامر بايدينا ، الم يصرح مسؤوليكم ( كلنتون وبايدن ) بان امريكا هي من صنعت داعش ، وان السعودية والامارات وقطر هم من يمولون داعش ، ونرى علاقتكم مع داعش والدولة الراعية لها باحسن وجه بعد علاقتكم بالعدو الصهيوني.
اليست امريكا دمرت افغانستان بحجة ابن لادن وحشدت قوات عالمية للحرب في افغانستان ؟ واخيرا فصيل وجندي وطلقة تم تصفية ابن لادن في باكستان التي دخلتموها عنوة ومن غير قرار من مجلس الامن على غرار حربكم في افغانستان .
ان كنت لا تستحي فافعل ما شئت ، انك على راس هرم الدبلوماسية الم يكن الاجدر بك ان تناقش الامر سريا ؟ الم يجدر بك ان تتحدث عن هذه الامور في العراق ؟ الا ان دبلوماسيتكم التي فشلت امام دبلوماسية ايران في الاتفاق النووي تحاول ان تصنع لها هيبة بمعاداتها لايران ، افعلوا ما شئتم الحشد قوة عسكرية لها مكانتها في نفوس العراقيين بل حتى دول المنطقة عليها ان تنحني اجلالا لهذا الحشد الذي بمؤازرة القوات الامنية العراقية ازالوا خطرا كان يهدد المنطقة والاسلام برمته .
كثير من ازماتكم ردت عليكم بنتائج عكسية ، حزب الله زاد قوة ، القوة العسكرية الايرانية زادت عدة وعدد وتصنيع ، الحشد الشعبي قوة عسكرية جديدة، انصار الله في اليمن ، وستبقى الانتصارات طالما بقيت امريكا تحشر انفها في الوضع العربي .