17 نوفمبر، 2024 4:24 م
Search
Close this search box.

انت كاملة لست نصف احد!

انت كاملة لست نصف احد!

أختير الاول من صفر، اليوم الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت شعار ” المراة وطن” اقيم المؤتمر بنسخته التاسعة الذي انطلق منذ العام 2009 برعاية السيد عبد العزيز الحكيم، يعتبر هذا التوجه نحو الاهتمام بواقع المرأه والوقوف على متغيراته، خطوات خطاها ال الحكيم، نحو تحقيق تغيير بموقع المراة العراقية، ضمن الخارطة السياسية الجديدة، وذلك بفسح المجال امام النساء العراقيات النوعيات، لتبوأ المناصب السيادية، والعمل على تمكينها.

ان ﻷختيار الاول من صفر رمزية عظيمة، قد يجهلها الكثيرون، في مثل هذا اليوم، يكون لعيال الحسين قد قضوا، 20 يوما في السبى والاسر وهم سائرون من العراق حتى الشام، في الاول من صفر دخلوا مجلس يزيد ابن معاوية، وقد توسطت السيدة زينب المجلس، كلبوة جريحة اخافت بصوتها الجالسون وادخلت الرعب في قلوبهم، مثلت انذاك الاعلام المدافع عن القضية الحسينية، وقد سلبت قوة المكان واضعفت بوقفتها تلك كل من حولها.

جسدت وقفتها تلك صفعة تنبيه، لنساء العالم اياكن والاستكانه والضعف او الاستضعاف، ولا تقبلن ان يتعامل احدهم معكن بدونية مطلقا، حتى لو كنتن اسارى وسبايا!

تسلقت السيدة زينب قمة العز، واصبحت منار لبنات حواء، ونقطة مضيئة بالتأريخ الشخصيات النسائية، اجبرت العالم ان يقف ويؤدي لها التحية العسكرية ويرفع لها القبعة، فقد اسست مدرسة بتعليم فنون القتال عن الحقوق، والدفاع عن النفس، بقوة الحجة والمنطق، فلو لم تكن زينب متسلحة بالعلم والبلاغة، لم تستطع ان تصمد امام الطغاة، لما للمعرفة وتطوير الذات، اهمية وضرورة من ضرورات الحياة، واسلحة المراة لمواجهة معارك اثبات الوجود.

عند الرجوع لواقع المراة العراقية، نجد ان لها بصمة مميزة وسط نساء العالم، لما قدمت وتقدم من تضحيات مستمرة ودفع بعحلة الحياة نحو الامام، رغم التحديات والصعوبات، والمعوقات التي تواجها فلن تقابل تلك المعرقلات بنفس لوامة، بل عملت على تذليل كل ما يواجهها من صعوبات، والسعي الدائم نحو التقدم، الارتقاء بذاتها وبمن حولها والعبور بهم نحو بر الامان، فكانت الام التي تودع وحيدها، وهو يلتحق بساحات العز،و ترمي وراءه خطواته بضع قطرات ماء، حتى تستعد ﻷستقبله مرة اخرى، وربما ياتي ذلك الابن لكن وهو يحمل رتبة شهيد، مشهد لطالما تكرر في بيوتاتنا العتيقة، لكن سرعان ما تنهض المرأه من جديد لتعيد ترتيب اوراقها، وتحمل مسؤولية العائلة، بعد غياب المعيل الوحيد، سواء كان الاب او الزوج او الابن، فراحت تغزو كل زوايا الحياة بالحب والعطاء والتميز.

ان المرأة ريحانة، كما وصفها الرسول الاكرم عليه وأله الصلاة والسلام، ولا يمكن للريحانه ان تعنف او يمارس التعسف ضدها وتسلب حقوقها، وعلى النساء بالمقابل استغلال هذا التوجه، نحو تمكينها ليتحول من شعارات الى واقع ملموس، والسعي بعدم تضييع المزيد من الفرص المناسبة، نحو التطور والتنمية، وان تعمل بشكل جدي على رسم حدود علاقتها بالمجتمع، بعيدا عن الاستغلال والتمييز.

اننا اليوم امام فرصة حقيقة، اذا ما تم التأسيس لها بشكل صحيح ومدروس، سنقطف ثمارها قريبا، بخلق جيل جديد، يؤمن بان الغدآ افضل، ودفع سحابة التشاؤم التي خيمت على العقلية العراقية منذ سنوات، وذلك بالعمل على مشروع “صناعة قائدة” باستقطاب النساء المميزات ذات الاثر الواضح بالمجتمع، وممن يملكن قاعدة من التاثير لا بأس بها، العمل على دعمهن، وتقليدهن مناصب تليق بما يقدمن للمجتمع من خدمات، وهن بذلك يشكلن صف اول للنساء الاخريات للاقتداء بهن اولا، وللاستفادة من تجاربهن، وذلك بترسيخ مفهوم ان المرأة كائن خلق كامل، لا ينقصها شيء.

أحدث المقالات