· مسعود يسطو على نضال اسلافه من اجل الحقوق القومية للكرد.. ولم نسمع او نقرأ في طروحات محمود الحفيد ولا الملا مصطفى البرزاني.. تعليقا وردت فيه كلمة “دولة كردية”
لم تفلح افغانستان ولا السودان في التحول من كيان خارج على الاجماع، الى دولة، وتنصلت امريكا مما وعدت، عاجزة عن ايجاد اسلحة الدمار الشامل التي احتلت العراق لأجلها، فجنوب السودان انشغلت بالاقتتال الداخلي، ودولة شمال قبرص التركية.. غير المعترف بها، عالقة في انفصال سيلقيها في المجهول تائهة، بعد ان تنصل الواعدون من وعودهم “جذبوا علينا الواعدونة” وتشظت ديمقراطية عراق 9 نيسان 2003، بين فساد ترعاه الاحزاب الدينية والمدنية وإرهاب نفذته قوى محلية وإرادات عالمية، بيد “داعش” وهذا هو المصير المتوقع لدولة كردستان الموهومة.
ما هي مبررات الانفصال بالنسبة لاقليم يتمتع بعلم وجيش، باسطاً سطوته على الحكومة المركزية، من خلال 17% من اقتصاد البلد ورئاسة الجمهورية الاتحادية ووزيري المالية والخارجية، ونواب رئيسي الوزراء والنواب ووكلاء ومدراء عامين في الوزارات كافة وسفراء كرد ملء عواصم الدنيا، جا اشتردون بعد!؟
كان يجب ان يتحاور، قادة الانفصال، مع مجلس النواب المركزي، قبل الشروع بالاستفتاء الذي ضرب عرضا بالدستور وتنكر لقضاء المحكمة الاتحادية؛ وقد إرتضت كردستان العراق لنفسها ان تكون الحذاء الذي تصفع به اسرائيل، العرب والمسلمين.
· توقيت مريب
نشوة البارزاني بالإستفتاء الذي لوى نتائجه نحو انفصال جعله امرا واقعا على اقليم كردستان ملزما لشعبه، قبل ان يتواقح به مع الحكومة المركزية، يشبه غزو الطاغية المقبور صدام حسين، دولة الكويت الشقيقة، الذي ادى الى نهايته وإنهيار العراق، الذي اوجرت به الاحداث.. حربان و”عقوبات دولية – حصار” وإرهاب و… وهنت الدولة، حتى سامها كل سائم.
توقيت مريب لاعلان دولة كردستان المؤجلة منذ مطلع القرن العشرين، فالقوات العراقية، ما زالت تقاتل ضد “داعش” على خطوط الصد، ولم ينفض الاشتباك، بينما مسعود برزاني يشعل الفتيل؛ ليثور بركان “الوطن القومي” مخلخلا موازين البلد الستراتيجية بحرج مفعتل وتعال اجوف لا يمتلك مقوماته! ملحقا الدمار بالعراق كله.. عربا وكردا و… أقليات متآخية يراد تفريقها.
· أحلام يقظة
ثروات كردستان وأمنها والامتيازات التي تتمتع بها، تحولت الى مغامرة على طاولة قمار، يريد منها مسعود ان يسجل اسمه على صفحة صفراء من كتب التاريخ المهترئة: “مؤسس واول رئيس جمهورية لدولة كردستان الكبرى”.
إنسياق مسعود، وراء نشوة أحلام اليقظة، المتدفقة في خيال لايريد الاستفاقة من غيبوبته، يجر على شعبه الكردي ما جره صدام على العراق! و… رحم الله طاغية إتعظ بالجحر الذي قبض فيه على سلفه، وسيق منه الى المشنقة!
إنه يسطو على نضال اسلافه من اجل الحقوق القومية للكرد، ولم نسمع او نقرأ في طروحات محمود الحفيد ولا الملا مصطفى البرزاني، تعليقا وردت فيه كلمة “دولة كردية”.
من أجل مطامع، بطي صفحة النفط الداخل ريعه في حسابات شخصية لافراد من عائلة البرزاني، والتيه صلفاً بلذة السلطة، يوهم مسعود شعب كردستان بمغريات دولة الـ “يوتوبيا.. دلمون التي لايمرض فيها إنسان ولا يجوع ولا يقلق ولا يخاف” بينما الحقيقة التي يعلمها مسعود ويغض الطرف عنها، او يتجاهلها غروراً، هي أنه يريد تأسيس دولة في وقت مستحيل، بإستغلال غفلة الشعب الكردي، ممرراً عليه أحابيل شراكه بالكذب والخداع، وهو يرفع علم اسرائيل كي يستفز العرب والمسلمين، ولا أظنه عارف بأن هذا التصرف الأهوج ألب الجميع ضده، ولن تلتزمه إسرائيل، التي لا تلتزم سوى مصالحها، ولن… ولن… ولن يجد نفسه عندما يجد الجد الا وحيدا، بالمواجهة، من حوله شعب هدت قواه الحروب والحصار الذي أطبق عليه منذ هم بالشروع في إجراء إستفتاء (فطير) غير معترف بنتائجه لا من الحكومة العراقية ولا الامم المتحدة ولا حتى من 3/4 الكرد في شمال العراق وجنوب تركيا وغرب ايران وشرق سوريا
، بل استعان بقوات من حزب العمال التركي لقمع الكرد في السليمانية التي بات وجود البشمركة اغتصابا وليس بمرضاة ابنائها.
حلول الجيش والشرطة الاتحاديين والحشد الشعبي في المناطق المتنازع عليها ثم فتح باب الحوار وفق شروط الحكومة المركزية، مع ساسة إقليم كردستان، ممن لم يتورطوا بالإستفتاء ومعاملة مسعود البرازني على انه مواطن عراقي خارج على القانون.. عرض سلامة البلاد للخطر بالتامر مع دولة اجنبية، نتيجة حتمية لنشوة الحلم الأهوج الذي سعى قسراً الى تحقيقه؛ فتحول الى كابوس!