هاشتاق أطلقته قناة فضائية معارضة للعملية السياسية برمتها بعد ساعات من إعلان إستعادة القوات النظامية العراقية السيطرة على كركوك الغنية بالنفط وإبعاد المقاتلين الكورد عنها، وطالبت القناة في تغطيات إعلامية مستمرة بمحاكمة البرزاني وأسرة الطالباني بتهمة الفساد ونهب المال العام العراقي والكردي وعدت القناة ماقام به رئيس الحكومة حيدر العبادي نصرا لكل العراقيين وحماية لوحدة البلاد من التقسيم.
إنقسم السنة بين مؤيد للكورد في دعواتهم للإنفصال ومعارضون أيدوا الحكومة في إجراءاتها، وعقد معارضون منهم يتقدمهم السيد ناجح الميزان مؤتمرا في أربيل بعيد إستفتاء إنفصال الإقليم عن بغداد في 25 سبتمير الماضي أكدوا فيه على ضرورة دعم القرار الكوردي، وإحترام الحق في تقرير المصير، وإن السنة ماضون في ذات النهج، ودعا سياسيون الى إقامة إقليم للعرب السنة في العراق يكون متوافقا مع الإقليم الكوردي، وبدأوا بحملة ترويج للفكرة التي أستهجنت من قيادات سياسية وشعبية ونخب ومفكرين، لكنها كانت تلقى آذانا صاغية من بعض المتشددين والناقمين على العملية السياسية، وأيد أغلبية من السنة الإجراءات التي قام بها العبادي لفرض السيطرة على كركوك والمناطق المتنازع عليها خاصة وإنها تضم أغلبية سنية، إضافة الى مكونات أخرى كالتركمان والأيزيديين.
الكورد إنقسموا هم أيضا قبيل وبعد الإستفتاء لأنهم كانوا قلقين من تبعاته وحتى المؤيدين له فإنهم لم يكونوا قادرين على ضمان تأكيد نجاحه في تحقيق المطامح الكردية، لكن الحماسة القومية دفعتهم للمضي قدما في طموح الإستقلال، وقد كان المعارضون وهم أغلبية من اليسار الكردي يشيرون الى تبعات قد تؤدي الى كارثة وهو ماحصل بالفعل بعد قيام العبادي بتوجيه القطعات العسكرية نحو عشرات المدن والقرى والقصبات، وتأكيد إبعاد البيشمركه منها، وكانوا يعلنون عن مخاوف من خسارة مكاسب مابعد 2003 والواقع إن الكورد عادوا الى ماقبل العام 2003 حيث يحتفظون بمدن أساسية لكنها غير مؤمنة إقتصاديا ببقاء كركوك تحت سلطة بغداد وهذا ماحصل بالفعل في 16 أكتوبر 2017 يوم دخول الجيش الى مركز المدينة الغنية بالنفط والغاز.
ظهر الشيعة أكثر تماسكا في الموقف من كركوك ومحاولة إستعادتها فقد تناغم الشعبي بالرسمي لديهم، وأكدت المرجعية على إجراءات حمائية لمنع التصرف خارج السياقات الدستورية، وبدا إن المرجعية كانت راضية عن طريقة الأداء الحكومي في هذا السياق، بينما أيد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر تلك الإجراءات، وبارك للقوات النظامية دورها في العملية، وهو ذات الموقف الذي بدر من قوى شيعية أخرى بالرغم من حديث يتداول في الغالب عن أهمية كركوك بالنسبة للسنة والتركمان أكثر من أهميتها للشيعة الذين يعيشون في مناطق غنية بالنفط، وبعيدة نسبيا عن مناطق العرب السنة والتركمان والكورد الذين يتنازعون كركوك، وهو مايراه المتابعون تعبيرا عن موقف وطني حقيقي للعبادي الذي لم يتحرك على أساس طائفي، أو قومي، بل تحرك بإتجاه تدعيم الوحدة الوطنية العراقية، ومنع سيطرة فئة دينية، أو عرقية على جغرافيا بعينها وحرمان البقية من ثرواتها ومن وجودهم التاريخي فيها، وتصرف كرجل دولة، وليس إبنا لقومية، أو طائفة، وهذا مهم جدا لتحقيق النجاح في إدارة الدولة..