18 ديسمبر، 2024 8:45 م

درجات وظيفية في وزارة الداخلية بعنوان …. إرهابي !!

درجات وظيفية في وزارة الداخلية بعنوان …. إرهابي !!

أصبح العراق بعد العام 2003 وببركات الاحتلال بلد العجائب والغرائب دون منافس … ففي كل يوم لنا حكاية جديدة مع غرائب وعجائب دولة القانون وأبطالها ومتنفذيها وأخرها عندما أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن توفير وظائف على ملاكها لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقال الفارين من سجن تسفيرات تكريت !!!
وربما يكون الخبر عادي جدا لمن وضعه وأعلنه ولكننا لم نسمع في يوم ما وفي أية دولة في العالم عن تخصيصها درجات وظيفية لمن يدلي بمعلومات عن اعتقال مطلوبين لديها … الجيش الأمريكي لم يعلن في يوم ما عن درجات وظيفية لديه عندما كان يتقصى اثر أبطال كارتات القمار الخمسة والخمسين بل وضع مقابل رؤوس بعضهم ملايين الدولارات، ولم نسمع بيوم ما في أي بلد من بلدان أمريكا الجنوبية أن تضع درجات وظيفية كمكافئة لمن يدلي بمعلومات توصلها إلى تجار المخدرات لديها، ولا نعلم من هو الفطحل الذي اخترع هذا التكريم لمن يدلي بهذه المعلومات؟؟؟ وربما سيخرج علينا احدهم ليدافع باستماتة عن هذا القرار ولكننا سننظر إلى الموضوع نظرة واقعية وأمنية فقط …
في كل أنظمة العالم يتم بناء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بناءا دقيقا لأنها عصب الحياة وبدونها لايمكن للحياة أن تستمر لان الأمن هو أساس كل ماهو جميل في حياتنا اليوم وبالتالي فان اختيار عناصر هذه الأجهزة يتم بعناية فائقة وتدقيق عالي المستوى لخلفيات هؤلاء وتوجهاتهم وانتماءاتهم وكما كان يسمونه في السابق (تحقيق الهوية) بل حتى يتم التحقق من سلامته البدنية بشكل دقيق جدا كي يتمكن هؤلاء من الحفاظ على امن البلاد والعباد، ولكن في عراقنا الجديد يكون الاختيار على العكس تماما … فمن يدفع أكثر ومن يُزكّى بورقة من هذه العمامة أو تلك أو من هذا الحزب أو ذاك يكون منتسبا وضابطا امنيا وبأعلى المناصب وارفعها مهما كانت خلفيته وانتماءاته السابقة وتوجهاته المستقبلية !!!
الم تفكر وزارة الداخلية المحترمة أن يأتي احد المندسين إليها ليدلى بمعلومات على احد الفارين من سجن تسفيرات تكريت ليدخل الوزارة بطلا ومن أوسع أبوابها وبمباركة من قادتها !!! الم نسمع مرارا وتكرار وعلى لسان ارفع قيادات الداخلية يتقدمهم وزير الداخلية وكالة السيد المالكي بان الوزارة مخترقة وإنهم يعالجون هذه الاختراقات ويسرحون آلاف المنتسبين بسبب ثبوت خيانتهم لعملهم!!!! إن الكارثة لا تكمن في نشر هكذا تصريح بل الكارثة تكمن في العقلية التي تحكم العراق امنيا فمن يفكر بهكذا طريقة لا يمكنه الحفاظ على امن أربع نِعاج لا أن يحافظ على امن بلاد بأكملها وشعب عانى الويلات لعشرات السنين.
مليارات صرفت على بناء أجهزة أمنية مهلهلة لا تستطيع القبض على سبعين مطلوبا في رقعة جغرافية لا تتعدى بضع عشرات من الكيلومترات المربعة فور فرارهم !!!!
نصيحة للقائمين على هذه الوزارة … إن كنتم تبحثون عن سبعين فارّا فلا تتعبوا أنفسكم في عناء البحث طويلا فمن هرب ليس غبيا لينتظر مكارمكم بتعيين المخبرين عنه فهو الآن أما خارج العراق في ربوع حواضنه التي ربّته وأرضعته الإرهاب دينًا ودنيا أو في احد دوواين السادة المسؤولين محتميا به!! ففي عراقكم الجديد كل شيء ممكن ومبروك لكم عناوين منتسبيكم الجديد … موظف امن بعنوان … إرهابي وتحت شعار جمهوريتكم!!!

[email protected]