17 نوفمبر، 2024 11:35 م
Search
Close this search box.

لمن تقرع اجراس الغلبة بين المجلس الاعلى وتيار الحكمة “2”

لمن تقرع اجراس الغلبة بين المجلس الاعلى وتيار الحكمة “2”

انتهت مرحلة الاعلان والتهاني وبدأ كل فريق يبحث عن نفسه ومساحته في الساحة السياسية العراقية وبدأت معها هجمات ومناوشات من هنا وهناك تم تجاوزها مرحليا وبدأت مرحلة توزيع الارث بطريقة فرض الواقع قبلها الطرف الاخر على مضض لأنه حسبها عقليا فتخلى عن بعض استحقاقاته في المواقع والابنية والمنشأة والفضائيات والوكالات وفق مبدأ “الف عين لأجل عين تكرم”.

مع انتهاء مرحلة الاعلان بدأت مرحلة جديدة قديمة لتيار الحكمة الوطني، فالإعلان عن التشكيل الجديد لا يعني انه ارتدى ثوبا جديدا وتخلى عن ثوبه القديم مع ان الالوان تغيرت من الاصفر الى الازرق بسرعة كبيرة يعرفها كل من امتهن الاعلام والسياسة….تغيير الالوان والمواقع والمسميات لم يغير من اصل الموضوع والمشكلة حتى وان جاءت العناوين مختلفة هذه المرة بعنوان الصفوة والنخبة وتغيير بعض المواقع والغاء اخرى وتبديل اشخاص واستخدام مبدا المداورة والمناقلة، كلها شكليات وليس لها اثر في التغيير انما هي اسماء يجيد احترافها من عمل في المجلس وتحول الى الحكمة ورضي بها السيد الحكيم بقناعته او بدونها لان مثل هذه المحاولات المتكررة من التلاعب في الاسماء والعناوين لا يصمد امام الواقع بشيء خاصة وان هذه المسميات تم استهلاكها منذ عام 2010 وحتى يومنا هذا عندما بدأت مرحلة التغيير وفق مبدا الكفاءة على حساب الولاء.

الحيرة ليس محض صدفة لكنها نتاج تفكير عكسي لما قام به السيد الحكيم من خطوة مفاجئة لان خروجه من المجلس الاعلى وتخليه عن كل التاريخ الحافل بالجهاد والدماء والنضال وتخليه عن عباءة عمه وابيه يفترض ان يكون ثمنه كبير وكبير جدا اما ان يتحدث عن خلاف في القيادة والرؤية وفي صراع بين الكهول والشباب فهذه كلها اشكاليات لا ترتقي الى مشاكل كما يصفها السيد الحكيم ولا تستحق ان يشق عباءة عمه وابيه ويرتدي قلنسوة الحداثة والتغيير من اجلها وبسببها .

علينا ان ننتظر فكل ما قيل عن اسباب الانفصال شكليات اما الثمن والسبب الحقيقي فيحتاج الى وقت لمعرفته والوصول الى حقيقته وان لم يكن هناك ثمن وسبب فاعتقد ان ما حدث من انفصال سيكون وبالا على السيد الحكيم لان الادوات التي معه ستجعله امام مسؤوليات مضاعفة ولن تجعله يصل الى معشار ما يطمح اليه بعد ان خسر نصف المعركة وهو لم يبدأ بعد، لأنها ادوات لا ترقى الى مستوى الحدث ولأنها تنتمي الى عالم الزمن الضائع الذي لفظه الشارع العراقي حتى وان تغيرت الالوان والمسميات.

التغيير لن يوسع مساحة النجاح بل سيقلصها وتيار الحكمة سيكون الاكثر ضررا لانه من سعى، على خلاف المجلس الاعلى الهادئ المطمئن، وبين السعي والاطمئنان مساحة كبيرة سنكتب عنها في مقالنا القادم ان شاء الله.

 

أحدث المقالات