خاص : ترجمة – آية حسين علي :
الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب” لا يريد الاستمرار في الاتفاق النووي الإيراني، هذه هي الحقيقة التي بات الجميع يدركها، ورغم أن كل التقارير والمؤشرات تؤكد إلتزام طهران ببنود الاتفاق، يلوح “ترامب” بفسخ الاتفاق بل وبفرض عقوبات على “الحرس الثوري” الإيراني.
وتشير التقارير إلى أن إيران أبقت مخزونها من “اليورانيوم” المخصب أقل من 300 كغم، وتمضي قدماً في عملية إعادة تصميم مفاعل “آراك” للماء الثقيل، الذي كانت قد أنشأته خصيصاً لإنتاج “البلوتونيوم”، إلا أن كل هذا لا يكفي لاعتراف “ترامب” بإلتزامها بالاتفاق، بل على العكس رفض التوقيع على إلتزامها وتعهد بفرض عقوبات مشددة ضد “الحرس الثوري”.
طهران تتوعد واشنطن بعد التعهد بفرض عقوبات على “الحرس الثوري”..
قال رئيس الحرس الثوري الإيراني، “محمد علي جعفري”، إنه في حالة قيام واشنطن بتصنيف “الحرس الثوري” كـ(منظمة إرهابية)، فسوف تتعامل إيران مع الجيش الأميركي بنفس أسلوب تعاملها مع عناصر تنظيم “داعش”، موضحاً أن إعادة تفعيل “قانون العقوبات الأميركية” يعني خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي من جانب واحد، وقد تستغل إيران الفرصة لتطوير برنامجها وتسليحها.
وأكد وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، أن طهران سوف ترد على الولايات المتحدة بطريقة مناسبة وقوية إذا ما اعتبرت “الحرس الثوري” منظمة إرهابية.
من جانب آخر، حذرت الباحثة في مركز “ثينك تانك” للدراسات العسكرية، “أنيسة باسيري”، من أن تطبيق أي عقوبات على “الحرس الثوري” الإيراني، من شأنه تهديد القوات الأميركية الموجودة في المنطقة.
ويعرف حرس الثورة الإيراني أيضاً باسم “حرس الباسداران”، وشكله “روح الله الخميني” عام 1979 لحماية الطبيعة الإسلامية للبلاد بالإضافة إلى الأنشطة العسكرية.
موقف “ترامب” من الاتفاق النووي وحد الصف الإيراني..
كان لموقف “ترامب” المعارض والرافض للاتفاق النووي، تأثير إيجابي بالنسبة لإيران على المستويين الداخلي والخارجي؛ إذ أدى إلى شعور الإيرانيين بالخطر ومن ثم تعززت وحدة الصف الإيراني، كما دفع زعماء عدة دول إلى التأكيد على تمسكهم بالاتفاق.
وصرح الرئيس “حسن روحاني”، بأن “الرئيس الأميركي خلق الظروف التي سمحت بأن تصبح إيران موحدة أكثر من أي وقت مضى، واليوم يقف من يعارضون الاتفاق النووي إلى جانب من يؤيدونه”.
ورغم أن “روحاني” قد سبق له وانتقد “الحرس الثوري” خلال فترة الانتخابات لدعمه لغريمه، إلا أنه أكد هذا الأسبوع على أنه “في قلب الشعب”.
وقال خطيب جمعة طهران، آية الله “محمد موحدي كرماني”، خلال خطبة الجمعة الماضية، إن خطاب “ترامب” كشف العداوة الخفية التي تكنها الولايات المتحدة للجمهورية الإسلامية.
دعم دولي للاتفاق النووي الإيراني..
على المستوى الخارجي، أكد وزراء خارجية “بريطانيا وفرنسا وألمانيا” إلتزامهما بالاتفاق ورفضهما لموقف “ترامب”، وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، “فيديريكا موغيريني”، بأن “رئيس الولايات المتحدة يمتلك سلطات كبيرة؛ لكنه لا يمكنه فسخ الاتفاق النووي”، وطالبت باقي الدول الموقعة على الاتفاق العمل بشكل جماعي للحفاظ عليه.
وجاءت الضربة الكبرى لترامب من جانب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، “يوكيا أمانو”، الذي صرح بأن “جميع بنود الاتفاق الموقع مع إيران مطبقة”.
وأكدت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” إلتزام طهران ببنود الاتفاق 8 مرات منذ توقيعه، وكشف تقرير للوكالة أن إيران ليس لديها إمكانية تصنيع أسلحة نووية، وهو ما تم الاتفاق عليه خلال إدارة الرئيس السابق، “باراك أوباما”.
ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، قامت الوكالة بتفتيش أكثر من 400 مؤسسة إيرانية، كما قامت بعمل 25 زيارة مفاجئة على الأقل.
من جانب آخر، صرح مسئول أميركي لوكالة “أسوشيتد برس”، بأن الولايات المتحدة ترى أن الاتفاق مع إيران جيد للغاية لأنه يمنحها آلية لمراقبة نشاط طهران النووي.