الفخر بالنسب واللقب من العادات الضاربة بجذورها المتأخرة في المجتمعات العربية و الإسلامية ، و هي بكثرة في أدبيات الفكر و الأدب و التراث منذ عصر الجاهلية و إلى هذه الفترة التي بين ظهرانينا الآن . فكثيراً ما كانت الناس تتذاكر بأنسابها و أحسابها و أصولها ، و تعتبر ذلك مدعاة للفخر و الجاه والعلو في المجتمع ، و ربما طلباً للرياسة و الزعامة . و قديماً .. في المناظرات الشعرية و الأدبية و السياسية ، كثيراً ما كان النسب و الافتخار بالقبيلة ، يتخذ كأداة للإعلاء من شأن الذات و الحط من شأن الخصم . حيث يفتخر الشخص بحسبه و نسبه ولقبه و يعدد مآثره و أخلاقه و مآثر آباءه و أجداده أو بانتمائه لقبيلته او عائلته التي ينتمي اليها . و يعيّر الخصم بهوان نسبه و فَسْل أرومته . و أحياناً إذا ما كان الخصم مجهول النسب أو الأب ، فإنه يصبح مادة للتهكم و الغمز و اللمز من قناته . فكثيراً ما عُيّر أناس بنسْبهم إلى أمهاتهم ، كناية عن أنه لا أب لهم ، أو أنهم مجهولي الأب . و قد كان لهذه القضية الباع الكبير في الهجو و المدح في الشعر العربي للعصور السالفة وفي تقاليد المجتمعات بتعدد اتجاهاتها. فإذا ما أُريد مدح شخص ما ، كان نسبه إحدى مواد المدح . كذلك الأمر إذا أُريد ذم شخص و هجوه ، كان نسبه من الأهداف التي يتم تناولها و سوقها للحط من شأنه .
الامر الغريب الذي نود البحث فيه هو نسب وحسب رجل الدين الإيراني علي السيستاني الغير معروف النسب والعائلة والذي هو مجهول الهوية للكثير من الناس وخاصة اتباعه ، فهل سمعت يوما اسم مرادف للسيستاني كباقي غيره من الاسماء والالقاب والانساب في التاريخ المتأخر منها ؟؟
فهل قرع سمعك اسم السيستاني غير هذا الذي هو منال البحث والتدقيق من جميع الاختصاصات الاجتماعية والسياسية والعلمية منها ؟؟؟ ، وهل سألنا عن اسم السيستاني وما يرادفه من لقب ونسب في غابر التاريخ وحاضره ؟؟؟ ، فان اسم السيستاني ولقبه هو محل استفسار واستنفار لما يحوطه من غموض وعجب ؟؟،
يروى ان عقبة بن ابي معيط لما اسره المسلمون يوم بدر امر الرسول (ص)بقتله فقال يا محمد ناشدتك الله والرحم فقال الرسول ما انت وذاك انما انت ابن يهودي من اهل صفوريه .
كذلك مما يفيد المقام روى شخص يدعى النسابة الكلبي عن نفسه ، قال دخلت على الإمام جعفر الصادق ، فسألني الإمام : أأنت تعرف الأنساب ؟؟ قلت نعم .. قال فضرب الإمام جعفر يده على جبهته و قال كَذَبَ العاذلون بالله و ضلوا ضلالاً بعيداً و خسروا خسراناً مبيناً .. يا أخا كلب ، إن الله عز و جل يقول ( وعاداً و ثمود و أصحاب الرس و قروناً بين ذلك كثيراً ) أفتنسبها أنت ؟ فقلت لا ، جُعِلتُ فداك . فقال لي أفتنسب نفسك ؟ قلت نعم . قال : فافعل . فقلت : أنا فلان بن فلان بن فلان حتى ارتفعت . فقال لي قف ، ليس حيث تذهب .. ويحك أتدري من فلان بن فلان ؟! قلت نعم ، إنه فلان بن فلان .. قال : لا بل هو فلان ابن فلان الراعي .. إنما كان فلان الراعي على جبل آل فلان فنزل إلى فلانة امرأة فلان من الجبل الذي كان يرعى غنمه عليه فأطعمها شيئاً و غشيها فولدت فلاناً .. و فلان بن فلان من فلانة .. ثم قال أتعرف هذه الأسماء قلت لا و الله جُعِلتُ فداك ، فإن رأيت أن أكف عن هذا فعلت . قال : نعم . فقلت : والله لا أعود إلى ذلك أبداً.
فخلاصة القول ان اسم السيستاني ليس له جذور في التاريخ لا بل ان اسمه يولد الشك والريبة لما له من امور قد تلج في خاطر السامع ليسارع في القول انه غير معروف وتحوطه الشبهات الكثيرة الكثيرة . الا اذا كان لقب السيستاني قد استحدث خصيصاً لرجل ايران في العراق علي السيستاني ويراد منه خلط حابل نسبه بنابل حقيقته المرة والخبر اليقين عند جهينة .. والعلم عند الله .