تشير الوقائع على الأرض ،إن التحضيرات التي تقوم بها إدارة اوباما وإسرائيل وبعض الدول الغربية الحليفة لأمريكا ،بشأن البرنامج النووي الإيراني ،قد وصلت الى حافة الحرب، فالمناورات المزمع إجراؤها في الخليج العربي والتي ستشارك فيها أكثر من ثلاثين دولة بعدتها الحربية،ودخول أساطيل أمريكية وغربية جديدة الى الخليج العربي ، وتهديدات إيرانية مباشرة وقوية الى غلق مضيق هرمز وقصف دول الخليج والهجوم على الكويت ،ومحو إسرائيل من الخارطة وأخيرا تصريح احد القادة العسكريين الإيرانيين الكبار ،بان الحرب قريبة وستقع حتما في نهاية الأمر بين أمريكا وإسرائيل من جهة وبين ايران وحلفائها (روسيا والصين وسورية وحزب الله)من جهة ثانية وان حربا عالمية ثالثة ستقع في الخليج العربي وستدمر المنطقة بأكملها،إذن نحن على أبواب حرب عالمية ثالثة لا محالة وملحة ايضا كما يقول هنري كيسنجر(من يسمع طبول الحرب العالمية الثالثة فهو أصم وأعمى)،فهل ستفعلها إدارة اوباما وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية ،وهل هي دعاية انتخابية لاوباما أم هي هدف استراتيجي لها ،وهل الضربة المدمرة التي حضرت لها أمريكا بصواريخ صنعت خصيصا للبرنامج النووي الإيراني ستكون قبل الانتخابات أم بعدها،أسئلة لا تحتاج الى إجابات،لسبب بسيط أن الوقائع على الأرض تشير بوضوح أن الضربة قادمة وبإصرار، ولكن ليس قبل أن تنهي أمريكا تغيير نظام بشار الأسد ،وبعد أن تصل منظمة الطاقة الذرية ومجلس الأمن ،الى قناعة تامة أن النظام الإيراني يصر على انجاز برنامجه النووي العسكري، الذي يهدد الأمن السلمي العالمي كله(منظمة الطاقة الذرية عبرت عن هذا في اجتماعها الأخير ) وأيقنت عدوانية البرنامج النووي الإيراني وأهدافه العسكرية،لإخضاع المنطقة للنفوذ الإيراني العسكري والاقتصادي، ونظرتها التوسعية الفارسية وأهدافها الدينية الصفوية ،في حين عبر مجلس الأمن عن قلقه من البرنامج النووي المثير للجدل ،وما زيارة الوفد الأمريكي الى العراق برئاسة جون ماكين الى إشارة تحذير شديدة اللهجة الى حكومة المالكي، لتواطئها بتسهيل عبور الطائرات الإيرانية المحملة بالحرس الثوري والميليشيات والأسلحة الى سورية،ومن ثم رفض اوباما استقبال رئيس الوزراء نوري المالكي في واشنطن بناء على طلب المالكي قبل افتتاح مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد حاليا في نيويورك ثم رفض طاقم إدارة اوباما استقبال أي مسؤول عراقي يزور الأمم المتحدة الآن لهذا السبب،وكذلك تهديدات المرشح الرئاسي جون كيري بقطع المساعدات الأمريكية للعراق، وما خطاب اوباما يوم أمس الذي أكد فيه على (يجب إنهاء حكم الأسد في سورية )و(يجب أن نمنع ايران من امتلاك السلاح النووي بكل الوسائل)، إلا تأكيد على إن المشروع الأمريكي لتغيير خارطة المنطقة ماض في تنفيذه اوباما (بكل الوسائل كما يقول)،إذا الإصرار الأمريكي على إقامة الشرق الأوسط الكبير يدخل حيز التنفيذ بإنهاء النظام السوري وتدمير البرنامج النووي الإيراني،وثمة من يقول إن هذا وهم وان أمريكا وإيران وإسرائيل في خندق واحد ،وان هذا من باب الوهم وقصر النظر ،ونقول نعم هو وهم لمن لا يرى خطورة البرنامج النووي الإيراني على المنطقة العربية، وبروز حزب الله (كدولة داخل دولة) مع حليف ابدي سوري لإيران، بحجة المقاومة ضد إسرائيل،خطورة هؤلاء على مستقبل المنطقة العربية بعد حصول ايران على الأسلحة النووية ومنها دول الخليج المتخوفة منها وتعمل مع الأسرة الدولية لإيقاف برنامجها بكل السبل حتى بتقديم دعم لوجستي لأمريكا وحلفائها لضرب المفاعلات النووية الإيرانية)، وهو تخوف مشروع لعدة عوامل شاخصة أمامنا ،وهي تدخلات ايران (والحرس الثوري وفيلق القدس والميليشيات الإيرانية وحزب الله) في العراق وسورية، ونفوذ ايران العسكري والسياسي فيهما ،إضافة الى تواجد خلاياها النائمة في الكويت والبحرين واليمن والسعودية والإمارات العربية والعراق وغيرها ،والتي تشكل خطرا حقيقيا مباشرا لزعزعة امن واستقرار هذه الدول ،وقد حصل هذا في اليمن الحوثيين والبحرين ما يسمى بالمعارضة الشيعية(انظروا الى الاسم المعارضة الشيعية) حسب ما تبثه القنوات الفضائية التابعة والموالية لإيران ،وتتباكى على شعب البحرين (الشيعي) المنفلت في شوارع البحرين بهتافات طائفية مع رفع صور قادة ايران والولي الفقيه مع المطالبة( بإعادة البحرين) الى ايران،في حين يقتل الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس والميليشيات الطائفية الموالية لإيران، شعب سوريا العظيم الذي يقود ثورة شعبية حقيقية ضد نظام الأسد الدموي الطائفي التابع لولي الفقيه في ايران،والآن هل يمكن لأمريكا وغيرها أن تتسيد ايران وتهيمن على المنطقة والسيطرة على نفوطها وثرواتها وأنظمتها،في ظل غياب التوازن الغائب(العراق) ،نعم هناك تخادم سياسي بين أمريكا وإيران في المنطقة وهذا واضح بعد احتلالهما معا للعراق وإسقاط نظامه وتدمير بنيته وقتل شعبه وتهجيره،وفرض نظام محاصصة طائفية مقيتة فيه ،وإشعال حرب أهلية على أساس عرقي وطائفي ،بين نسيجه الاجتماعي المتنوع والمتماسك منذ آلاف السنين،وعندما تتنافر وتتقاطع المصالح الأمريكية –الإيرانية يحصل التصادم العسكري(لا توجد صداقات دائمة وعداوات دائمة توجد مصالح دائمة) ،وهو ما يحصل الآن في سورية ،على عكس ما حصل في العراق قبل وبعد احتلاله (لان صدام حسين عدو مشترك لهما)،والعراق يشكل للطرفين بوابة لتحقيق المصالح والهيمنة على المنطقة كل على انفراد من زاوية المصالح ،فلكل منهما مشروعه (أمريكا لها مشروع الشرق الأوسط الكبير وامن إسرائيل والنفط العربي،في حين المشروع الكوني الإيراني يختلف وهو مشروع توسعي شيعي صفوي فارسي لإقامة الإمبراطورية الفارسية )،لذلك من الطبيعي أن يحصل الصدام المحتم وتكون الحرب الأمريكية على ايران ضرورة قصوى ولو كان ذلك نشء الحرب العالمية الثالثة التي بشر بها هنري كيسنجر عراب السياسة الأمريكية طوال الخمسين السنة الماضية،وبعد حرب المجرم بوش على العراق تجيء حرب اوباما على ايران..والتي ستعيد بكل تأكيد تغيير خارطة المنطقة بأكملها……..