إن استئصال التطلعات إلى الحكم الظالم والتسلط على رقاب الناس وضماناً لمبدأ حرية الإنسان وكرامته ومنحه حق الكلمة ليطالب بحقوقه والعيش بحياة كريمة بعيدة كل البعد عن الذل والهوان تجسيداً للمبادىء النبيلة التي أرسى قيمها الإمام (عليه السلام ) في ظل دولة تبشر الإنسان بالقيم الإسلامية السمحاء مستوحاة من رسالة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) لحماية الدين الإسلامي من الذين يتربصون به ووضع حداً للظلم والجور وفساد بني أمية الفاسقين وقدم الإمام الحسين (عليه السلام ) حياته من أجل الدفاع عن الإسلام وحفظ قيمه. فثورته لم تكن لجمع المال والبحث عن الجاه فقد ناشد الإمام الحسين (عليه السلام ) القوم بقوله الماثور «لم أخرج أشرا ولا بطرا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي. أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر… فمن قبلني بقبول الحق فالله أوْلى بالحق. ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين .
فالامام الحسين عليه السلام فلسفة ثورة الوجود الإنساني وقد سطر لها التاريخ المعاصر الخلود لنقاوة نضوجها الفكري فكانت واقعة عاشت حية في ضمير أحرار العالم لمحوريه المبادئ التي تحلت بها قضية الإمام الحسين كونها عمقت مبدأ التعايش السلمي والدفاع عن المظلومين في إطار النظام العالمي بما لها من العمق الفكري والنفسي لتهيئة البشرية وصولاً إلى التكامل الفكري وفق نظام تحقيق العدالة بين البشر وإقرار مبدا المساواة
إذا علينا أن نجعل الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء هو تحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد , وهذا ما أشار إليه الأستاذ المحقق الصرخي في بيانه رقم -69- محطات في مسير كربلاء, وهذا جانب منه جاء فيه :
((وبعد الذي قيل لابد أن نتيقن الوجوب والإلزام الشرعي العقلي الأخلاقي التاريخي الاجتماعي الإنساني في إعلان البراءة والبراءة والبراءة …….وكل البراءة من أن نكون كأولئك القوم وعلى مسلكهم وبنفس قلوبهم وأفكارهم ونفوسهم وأفعالهم حيث وصفهم الفرزدق الشاعر للإمام الحسين ((عليه السلام)) بقوله :
(( أما القلوب فمعك وأما السيوف فمع بني أمية))
فقال الإمام الشهيد المظلوم الحسين ((عليه السلام)) :
(( صدقت ، فالناس عبيد المال والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم ، فإذا محصوا بالبلاء قل الديّانون ))
ولابد لنا أن نستحضر قيم تلك الثورة الخالدة في كل لحظة من لحظات هذا الزمن الذي تجبر فيه طواغيت الأرض وازدادوا عتواً كبيراً وتمادوا في غطرستهم وعنجهيتهم وظلمهم لبني البشر. وحين نستحضر قيم تلك الثورة المجيدة وأهدافها لننهل من نبعها الثر، ودفقها المتجدد نزداد ثقة وعزيمة بقدرة كل من سُلب حقه وامتُهنت كرامته وصودرت آماله.
https://l.facebook.com/l.php…