الحسين عليه السلام، قام بثورة التصحيح العظيمة، التي هزت عروش الطغاة على مر التاريخ، وحفظت الإسلام دينا خاتما للبشرية، قام بثورة تتجدد كل عام منذ انتصارها عام 61 هجرية وحتى ما شاء الله تعالى، قام بثورة خالدة، خلدت باسمه عليه السلام، فهو سيد الشهداء، وأبو الأحرار، ما من ثورة قامت إلا وكانت الثورة الحسينية جذورها، وما من حر طالب بحق وقاتل باطل، إلا وكان أبو عبد الله ملهمه ومقتداه.
الحسين عليه السلام، قاد الثورة، وبلغت ذروتها في العاشر من المحرم، وفي اليوم التالي كان كل شيء قد إنتهى، إستشهد هو ورجاله أجمعون، فكيف إستمرت الثورة إذن؟ سؤال وجيه، جوابه إن الحسين ترك ماكنة إعلامية قوية، زلزلت الأرض تحت عروش الطغاة، وجعلتهم كالجرذان يختبؤن في جحورهم، ترك زينب عليها السلام، التي كانت ترسل الصواعق على رؤوس بني أمية لتذيقهم هوان الهزيمة وتحمل العار ابد الدهر.
الحسين ثائر، وزينب تنشر الثورة، فالنصر قادم لا محالة، كيف لا وقد سنت عليها السلام سُنَة الاعلام المقاتل، الذي من أدواته المنبر الحسيني، وهو الإمتداد الطبيعي لثورة الصرخة الزينبية والدمعة السجادية، المنبر الحسيني الذي دعمته جماجم الشهداء في كل حين، وإرتفع بقوة ارواحهم الأبية، وجرأتهم بقول الحق والنطق به، ولو كره المتجبرون، المنبر الحسيني كان المدرسة التي تربي الاجيال المتطلعة للحرية، ويعطيها المدد للثورة.
المنبر الحسيني، يحارب الطغاة بالقران وكلام العترة، ويبني الإنسان بما إختطه الدين الحنيف للإنسان أن يكون بحق خليفة الله على الأرض، والخطيب الحسيني ذلك الفارس الهمام، الذي يرتقي ذلك المارد الاشم، هو المسؤول على تغذية الناس بتلك التربية، بل ويعلجها لتكون بأطيب طعم تستذوقه البشرية لتكون كما أسلفنا، وعليه فالحذر كل الحذر من الخطيب فقد يتفوه بكلمة تكون وبالا على الامة ومدعاة للتفرقة وكسر النفوس.
الخطيب الحسيني اليوم، ابتعد عن رسالة المنبر، واتجه إلى موضوع لا يمت بصلة للثورة الحسينية، إتجه إلى تشويه الحكومة وتسقيطها، بحجة ( الجمهور يريد ذلك ) بالأمس كنت أتابع محاضرة لم أسمع من الخطيب إلا الذم والتقريع للحكومة وفي النهاية نعى على الحسين بلسان حال زينب وختم، عندها تذكرت خطيبا حسينيا، أعطى سنين عمره للمنبر الحسيني وبناء الإنسان، لم يشتم ولم يسب وأنا لا أقول إلا: رحمة الله عليك وائلي.