خاص : ترجمة – محمد بناية :
استمراراً لفضح الدور الأميركي في توتير الأجواء الإقليمية، أعلن رئيس إدارة عمليات الجيش السوري، أن الجيش الأميركي قام خلال ثلاثة أشهر فقط بتحويل عدد 1421 شحنة سلاح للجماعات الإرهابية “داعش” و”جبهة النصرة”.
أميركا تسلح الجماعات الإرهابية وليس ما تطلق عليهم “المعارضة”..
في اطار استعراض الأسلحة، التي تم العثور عليها في أواكر الجماعات الإرهابية، قال الجنرال “علي العلي”، بحسب ما نقلت صحيفة “السياسة اليوم” الإيرانية: “الولايات المتحدة الأميركية لا تقوم بتسليح الجماعات المعروفة اصطلاحاً باسم (المعارضة)؛ وإنما تضع السلاح تحت تصرف الجماعات الإرهابية”.
وأضاف “العلي”: “نحن نعلم أن الولايات المتحدة سلمت في الفترة من 5 (حزيران) يونيو وحتى 15 (أيلول) سبتمبرالماضي عدد 1421 شحنة معدات عسكرية وأسلحة للجماعات الإرهابية”. ولطالما ادعت الإدارة الأميركية أن هذا السلاح موجه للحرب ضد الجماعات الإرهابية، ولكنه وصل في النهاية إلى عناصر “داعش” و”النصرة”.
وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، آيار/مايو الماضي، أنه تم ارسال الأسلحة المذكورة إلى (قوات سوريا الديمقراطية) لاستخدامها حسب الاتفاق في تحرير “الرقة” من الإرهابيين، ولكن، وبحسب “العلي”، فقد حصل الجيش السوري على هذه الأسلحة خلال المواجهات مع العناصر الإرهابية “داعش” و”جبهة النصرة”.
موقف الدول الأوروبية يميل ناحية “الأسد”..
جدير بالذكر أن المصادر الإخبارية أعلنت دعم الاتحاد الأوروبي منذ بداية الأزمة السورية لفصائل المعارضة، بينما تميل حالياً إلى “دمشق” تاركةً المعارضة بدون دعم. وكانت الدول الأوروبية قد شكلت تحالفاً سياسياً باسم “أصدقاء سوريا”، يضم عناصر المعارضة السورية، وبلغ الأمر درجة أن حذرت “فدريكا موغريني”، مسؤول السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قبيل سنوات من الأزمة، من أن هذا التحالف سوف يشارك فقط في إعمار سوريا حال انتقال السلطة السياسية في هذا البلد.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية، عن مصادر خبرية معارضة، تراجع دول القارة الخضراء حالياً عن مواقفها الصارمة حيال الرئيس السوري “بشار الأسد”. كذا مارس بعض سفراء أوروبا أيضاً ضغوطاً شديدة على المعارضة السورية للقبول ببقاء “بشار الأسد” في السلطة.
في السياق ذاته أوفد الألمان أيضاً مسؤولهم الأمني (قبيل أشهر)، إلى سوريا للتعاون مع “دمشق” في مسألة الإرهاب واللاجئين. وطبقاً للمصادر الإخبارية المعارضة؛ فقد توجه وفد مخابراتي – أمني من الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، الصيف الماضي، والتقوا عدداً من ضباط المخابرات السورية وطلبوا إلى أجهزة الأمن السورية التعاون في المجالات الأمنية. وجاءت هذه الزيارات عقب تفجر موجة الإرهاب في دول أوروبا لا سيما ألمانيا. لكن سوريا أكدت ضرورة التعاون في هذه المسالة عبر المحافل السياسية، واشترطت تفعيل دور السفارات السورية في أوروبا مجدداً.
وقد عقد “غرارد استك”، المبعوث الهولندي المقرب من المعارضة السورية، اجتماعاً قبل أسبوعين مع “رياض السيف”، رئيس تحالف المعارضة، كما ذكرت صحيفة “السياسية اليوم” الإيرانية، وطلب إليه بشكل مباشر القبول ببقاء “الأسد” خلال المرحلة الانتقالية.
وطبقاً لمصادر معارضة فقد طرأ تغير على موقف أوروبا على مستوى رسم السياسات الاستراتيجية، وهذه المسألة واضحة في التوصيات السياسية التي نشرها “مجلس العلاقات الخارجية” بالاتحاد الأوروبي. وتطرقت هذه التوصية إلى مساعي الإدارة الأميركية في المواجهات مع الجمهورية الإيرانية داخل سوريا، ما يعكس نظرة الاتحاد الأوروبي إلى إيران باعتبارها جزء من الحل وليس المشكلة. وبموجب هذه التوصيات لابد من أخذ كافة التعهدات التي تضمن، إلى حد ما، الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
وقد كشف مصدر بالمعارضة السورية عن مساعي “موغريني” للبدء في عملية إعمار سوريا من المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة. وقد أعرب مسؤول بالسفارة الفرنسية في أنقرة عن اعتراضه بشأن توصيات الاتحاد الأوروبي بخصوص سوريا، وقال إن بلاده لن تقبل هذه التوصيات.
ويرى مراقبون: “أن موقف أوروبا سوف يتغير بشأن مساعي الاتحاد للمشاركة في عملية إعمار سوريا، تلك القضية التي لطالما حذرت منها دمشق، وأكدت أن الأولية في هذا الصدد لحفاءها وليس للدول التي دعمت الإرهابين خلال سنوات الأزمة وتسببت في إراقة دماء السوريين”.
بالنسبة للقطاع العسكري، ثمة أخبار عن نجاح الجيش السوري وقوات المقاومة، في تحرير المطار الزراعي الواقع على المحور الغربي ومزارع “الخرافي” جنوب مدينة الميادين.
وكانت عناصر “داعش” قد أغارت على مواضع للجيش السوري في منطقة “سيلوها” (غرب المدينة) ومطار “المهجور” (جنوب غرب المدينة)، ولكن القوات السورية أحبطت الهجوم ودعمت سيطرتها على الأجزاء الجنوبية بالمدينة.
وفي حوار مع الموقع الإخباري “قادسيون”، كشف مصدر عسكري عن نجاح الجيش السوري في تحرير المطار الزراعي والواقع جنوب “قلعة الرحبا” على المحور الغربي للمدينة. كذلك نجحت القوات السورية في التقدم باتجاه المحور الجنوبي لمدينة “الميادين” والسيطرة على مزراع “الخرافي” المطلة على طريق الامدادات.
على صعيد آخر طردت حكومة الإمارات العربية المتحدة، خلال الأيام الماضية، عشرات الأسر والعوائل السورية دون إبداء أسباب. وفي حوار لأحد المطرودين مع صحيفة “القدس العربي”، قال: “قبل أيام طردت حكومة أبو ظبي 50 أسرة سورية من سكان درعا، وأمهلتهم مدة 24 ساعة لمغادرة البلاد”.