خاص : ترجمة – لميس السيد :
“إنتهت اللعبة.. بخسارتهم الموصل، لقد إنكسروا تماماً”، هكذا قال الجنرال العراقي “صباح العبودة” في حواره مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن حقيقة هزيمة تنظيم “داعش” نهائياً في قضاء “الحويجة” يوم الجمعة الماضي، الذي يعتبر آخر المعاقل الحضرية للتنظيم في العراق.
فبالنسبة للعديد من رجال ميليشيا الشيعة، الذين خرجوا في الشوارع إحتفالاً بالنصر، تشكل هزيمة “داعش” في “الحويجة” بداية نهاية للمسلحين الذين سيطروا على العراق قبل ثلاثة أعوام.
“داعش”.. فقد الكوادر والمؤن منذ معركة الموصل..
يؤكد الجنرال “عبودة”، وضباط آخرون، على أن المسلحين إفتقدوا للقيادة الجيدة والمؤن الكافية منذ مغادرة الموصل بعد معركة استمرت تسعة أشهر إنتهت في تموز/يوليو الماضي، حيث خسروا أفضل القادة والكوادر لديهم، وقد قطعت القوات العراقية خطوط إمدادات التنظيم إلى سوريا.
إضافة إلى ذلك، قال الضباط والجنود العراقيين إن مئات المسلحين لم يطلقوا النار على القوات العراقية في عملية “الحويجة”. وقالوا إنه بعد أوامر قادتهم، فروا من الشمال مع عائلاتهم للإستسلام للقوات الكردية، فيما قرر أفراد من التنظيم البقاء والاستمرار في القتال إلا أن تم أسرهم وتسليم البعض بينما هرب البعض الآخر.
ويضيف “كريم جيتا”، وهو أحد أفراد ميليشيات شيعية، والذي كان يقود نقطة تفتيش في وسط مدينة “الحويجة” يوم الجمعة الماضي، إن العديد من المسلحين فقدوا إرادة القتال.
ويشير الجنرال “عبودة” إلى أن مجموعة من المسلحين بقيت محاصرة في المدينة يوم الجمعة الماضي، حيث عملت فرق هندسية على تمشيط الشوارع والمباني من القنابل وجوانب الطريق من الأفخاخ المتفجرة.
وعلى إفتراض أن المناطق النائية في “الحويجة” قد تم تطهيرها بالكامل، فإن تنظيم “داعش” لا يزال يمتلك سلسلة من البؤر الإستيطانية الصحراوية في وادي نهر الفرات ومدينة القائم على الحدود السورية، ولا يزال التنظيم يسيطر على مساحات أراضٍ كبيرة في سوريا.
أسباب إنهيار قوات “داعش” سريعاً..
يؤكد القادة العراقيون على أن المسلحين لم يصمدوا كثيراً في “الحويجة”، حيث أنهم في الأسبوع الأول قاتلوا القوات الحكومية بعد محاصرتها لهم من ثلاثة اتجاهات في المناطق النائية، وبحصارهم، تمركزوا في وسط المدينة. وبعد ثلاثة أيام من القتال في المناطق الحضرية، قال القادة إن المعركة إنتهت تماماً بحلول يوم الخميس.
وتقول الصحيفة الأميركية أن معظم المركبات المدنية إحترقت، وكان من بينها تلك التي كانت تحمل أفراد من تنظيم “داعش”، ولكن لم تحترق أي مركبات عسكرية، مما يشير إلى أن المسلحين في “الحويجة” لم يعد بإمكانهم الحصول على حاملات “هومفيز” التي كانت تقل الجنود سابقاً، حيث تم القضاء عليها في معركة الموصل.
وقال “رهيد طلال” (22 عاماً)، وهو من الميليشيات الشيعية: “أصبحوا لا يعرفون كيفية القتال بعد الآن”.
رد فعل المدنيين على معركة “الحويجة”..
كانت القوات العراقية قد ألقت منشورات، قبل العملية، توعز السكان بالفرار. وقال “ناجي إبراهيم حواس”، رئيس مجلس محافظة “الحويجة”، أن حوالي 75 ألف إلى 80 ألفاً لجأوا إلى المناطق النائية بعد البيان، وهي مناطق لم تمسها أي من أحداث المعركة.
عبر المدنيين عن دهشتهم من فرار أفراد التنظيم من المدينة دون قتال أو مقاومة، حيث يقول “عبد الباسط”، (21 عاماً)، إنه صدم من أن العديد من المسلحين قد فروا دون قتال لأنهم بداوا مرعبين جداً ولا يرحمون.
وقال “رعد محمد جاسم”، (38 عاماً)، الذي قال إنه سجن لمدة ثلاثة أسابيع على يد مسلحين سرقوا غنمه وسيارته “ضربوني بحزام أمام أطفالي”.
ويضيف السيد “حواس” أن الشيعة ساعدوا “الحويجة” في التخلص من “داعش” وتحرير المنطقة. وأكد على أن وحدات الميليشيات الشيعية ستسلم قريباً مقاليد السيطرة على “الحويجة” للشرطة المحلية والقادة القبليين من السنة.