23 ديسمبر، 2024 10:29 م

اجتماعات الالقاب والعناوين وغياب الفائدة للمواطنين ؟

اجتماعات الالقاب والعناوين وغياب الفائدة للمواطنين ؟

ينقل عن صاحب الذكر السيئ صدام حسين أنه قيل له : لماذا أصبحتم تدخنون السيكار الكوبي الغالي الثمن وأنتم تدعون من طبقة كادحة ؟ فقال بزهو : نحن أصبحنا حكام ؟
وأجتماعات المسؤولين العراقيين اليوم من هم في السلطة ومن هم يملكون ماتملكه السلطة ولو بالواسطة , وقد أصبحت الواسطة بمعناها ألاجتماعي المريض وليس بمعناها الفيزيائي مرضا عضالا ووريثا شرعيا لآحزاب السلطة التي تعمدت توزير ألامي , ورفع ألاستشارة لمن لايتحرك ألا بألاشارة , ولا يتحمس ألا بنقر الطبلة على الهوارة الهوارة ذات النكهة اللبنانية بألاستعارة ؟
أجتماعات تمتد فيها الموائد مالذ وطاب من خيرات العراق صاحب ألالف مصاب من النجف وحرها اللهاب الى أربيل والسليمانية بين الجبال والهضاب .
يتنادون لها كل ماجد غير الجد ولاح غير المستطاب من خلافات تباعد ألاحباب , وتقرب كل من يعادي العراق ويتحين به الوقيعة والعقاب ؟
حكام ينطبق عليهم قول الشاعر :-
قومي رؤوس كلهم … أرأيت مزرعة البصل ؟
وحزبيون ينطبق عليهم قول الشاعر ألاخر :-
ثلاث عجائز لهم وكلب … وأشياخ على ثلل قعود ؟
حكام يتنافسون على المواقع والصلاحيات , وحزبيون مفلسون شعبيا , ولكنهم يحرصون على البقاء في مكاتبهم كما كان يحرص السلاطين والملوك من الذين قال أحدهم لآبنه :-
” لو نازعتني الملك لآخذت الذي فيه عيناك ” ؟
يجتمعون من أجل ألاجتماع , بعد أن أنتفت الحاجة للآتفاق وألاقتناع …
فهم في الهوى سوى .. أنشقاقات أحزابهم ملف يوخز الضمير وينفي الحاجة للآنتخابات الحرة , فيستعدون للتزوير …..
أو شراء الذمم ولو كلف المال الكثير …
فوارداتهم ومداخيلهم لايخاف عليها من التبذير …
لآن متدينهم قد غادر مفهوم الصلاة على الحصير ..
وألاكتفاء بالشويهة والبعير …
وأصبح يحلم بالخورنق والسدير …
وعلمانيهم : نسى الديمقراطية بعدما أغدقوا عليه , وحذروه من الدين الخطير ؟
 فأصبح جلادا لايضاهيه أي دكتاتور متغطرس ولا عنجهية أي أمير ..
وحواشيهم أصبحوا كواسرا تريد بدون ريش تطير …
وأتباعهم على قلتهم يكثرون من الزعيق والصياح كما يفعل المصاب المستجير ..
وهو مشهد في العراق لايحلو له المسير , ولا يجتمع حوله ألا من كان في نفسه داء , ولا يمدحه ألا من لعنته السماء , وحذرت منه ألانبياء ؟
أجتماع الوحوش على الفريسة , وأجتماع الكواسر على الجيفة
والدود على فضلات الطعام , وأجتماع الذباب على مايستهويه ليسلب ما لايمكن أسترجاعه على قاعدة ” ضعف الطالب والمطلوب ”
أجتماعات للغاصبين حق غيرهم تكثر في العراق , ونداءات للمستأثرين بما ليس لهم هو مايميز مايسمع في العراق .
عراق الكوفة الحمراء , والبصرة التي أقتربت من الماء ونينوى التي بعث فيها نبي الى مائة ألف أو يزيدون , فهو جغرافية مطرزة بالرسالات منذ نوح الى أبراهيم الذي والاه من أتبعه , والتي ختمت بصاحب الجمل كما تسميه التوراة , والذي يسميه القرأن ” طه ” و ” ياسين ” و “أحمد ” الذي كان بشارة عيسى الى قومه الذين تأمروا عليه , فرفعه الله اليه ؟
في العراق يجتمع التاريخ حتى لايعرف صحيحه من سقيمه ألا بمرجعية الراسخين في العلم .
والراسخون في العلم أول ماحوربوا في العراق , ثم أنتشرت عدوى الحرب حتى أصبحت سلوكا وعقائدا  تغري الناس بزخرف القول , فكان ألارهاب بدعة العصر وكذبة من أدعى الدين والدين منه براء .
ولهذا كتب على من يجتمع في العراق بدون مرجعية أهل العلم وهم كل من :-
1-  الراسخون في العلم
2-  وأهل الذكر
3-  وأولي ألامر
أن لاينجحوا في شيئ ألا مؤقتا حتى لايظن الناس أن الدنيا معقودة على من لايتبع الحق كما حدث من سوء أعتقاد في الحكم في زمن بني أمية , ولكنها برهة من زمان ومضغة من عيش ليس لها قرار كما يقول ألامام علي بن أبي طالب عليه السلام .
وهذه العدوى عمت العالم اليوم , فهذا نتنياهو في أسرائيل يستجمع ويقرع طبول الحرب ؟
وهذا مت رومني المرشح الجمهوري لآنتخابات الرئاسة ألامريكية يشحذ الهمة لمؤازرة أسرائيل ويقول أن الشرق ألاوسط لايحكم ألا من قبل أمريكيا ؟
وما يعزز قول مت رومني وتبجحه , ويطلق العنان لتشدد نتنياهو وتعصبه الصهيوني هو فشل أنظمة الحكم في منطقتنا , وفشل التجربة العراقية التي أصبحت مفتوحة على كل ألاحتمالات ولذلك نرى الساسة ألامريكيين لاينفكون عن التردد المستر بالسر وبالعلن لزيارة العراق .
وأجتماعات المسؤولين وأحزاب السلطة والكتل الحزبية على كثرتها وكثرة ماينقل عنها من أخبار أصبحت مادة لفضائيات فاشلة مطعون بولائها للعراق , ومشكوك بمصادر تمويلها , وهي لاتجلب سوى الملل والغثيان وتبعث على ألاشمئزاز والقرف من تصريحات ممجوجة وأصوات مبحوحة لايهمها ألا علفها سائمة في صالونات الفنادق ألاجنبية وألاسواق الحرة في مطارات العالم بعد أن أصبحت فقراء العراق عندهم منسية , والمواطنين لافائدة من أجتماعات المسؤولين عندهم مرجوة ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]