خاص : ترجمة – آية حسين علي :
تقدم كوريا الشمالية نفسها إلى العالم تحت شعار “أمة قوية ومتطورة”، وتواجه إرث ثقيل من الحرب الباردة.
نظام الحكم..
يشبه نظام الحكم في كوريا الشمالية الأنظمة الملكية إلى حد كبير، إذ تسيطر عائلة واحدة على الحكم منذ 69 عاماً، وهو البلد الإستانلي الوحيد الذي تنتقل فيه الإدارة السياسية عن طريق الإرث، ويتم التحكم في الشعب عن طريق الجيش من ناحية والمسؤوليين في “حزب العمال الكوري”، بنظام الحزب الأوحد من ناحية أخرى.
وإذا نظرنا إلى تاريخ كوريا الشمالية منذ البداية، لن نجد أن من أداروها قديماً كانوا يختلفون كثيراً عن سلالة عائلة “كيم”، ويبدو جلياً أنه بلد منغلق على نفسه يتبع سياسات فرض السيطرة والقمع، حسبما ذكرت صحيفة “لا بانغوارديا” الإسبانية.
وفي عام 1948 قام “كم إل سونغ”، بتأسيس الدولة وأصبح رئيساً أبدياً لها، وأساس العائلة التي تحكم البلاد على مدار 3 أجيال، لكنها فشلت وتعثرت في تحقيق الوعد الدائم للشعب برغد العيش، لذا يسعى المواطنون إلى خلق سوق غير مشروع بعيداً عن اقتصاد الدولة، وانتشرت الرشوة والفساد في جميع أنحاء البلاد، وفقاً للصحيفة الإسبانية.
وتعرض البلد الآسيوي خلال العقد الأول من تسعينيات القرن الماضي إلى واحدة من أكبر المجاعات، تسببت في مصرع ما بين 600 ألف ومليون شخص، كما كان لها بليغ الأثر على الاقتصاد وأدت إلى انهيار نظام التخطيط المركزي.
دولة عسكرية والجيش أولاً..
تعتبر “بيونغ يانغ” عاصمة دولة عسكرية، وهذا ما يبدو جلياً في العدد الضخم للقوات المسلحة بالنسبة إلى عدد المواطنين، وأعلن الرئيس الأسبق، “كيم غونغ إل”، صراحة أن “الجيش أولاً”، وواقعياً، تعد البنية العسكرية هي الركن الأساس في النظام.
وتتبع كوريا الشمالية عقيدة عبادة الشخصية، وتفرض القيادة العسكرية قيوداً مشددة على الحقوق والحريات، وتوجه لها الكثير من الانتقادات بسبب انتهاك حقوق الإنسان والاعتقالات التعسفية والتعذيب.
الأوضاع الاقتصادية..
ظل البلد الآسيوي حتى التسعينيات يفتقر إلى المعرفة الاقتصادية، وتسببت المجاعات والجفاف في موجة من الفوضى، بينما كان يعتمد على المساعدات الدولية.
وتضع كوريا الشمالية قيوداً شديدة على التجارة الدولية، لكنها تمكنت من تحقيق الاكتفاء الذاتي، ورغم العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب التجارب النووية، إلا أن الناتج المحلي الإجمالي ينمو باستقرار وسجل في عام 2017 أعلى مستوى له منذ 1999، ويشكل اقتصاد السوق 30% من إجمالي الدخل القومي.
الاهتمام بتطوير البرنامج النووي..
منذ ثمانينيات القرن الماضي تسعى “بيونغ يانغ” إلى القيام بكل ما يمكن كي تصل إلى إطلاق صاروخ تم تصنيعه محلياً، لذا عمد رؤساءها المتعاقبين على تطوير برنامج نووي تسليحي، واستمر هذا السعي حتى تمكنت من إطلاق صاروخ يحمل “قنبلة هيدروجينية” قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية.
ولهذا تعتبر كوريا الشمالية دولة نووية، وتمثل تحدياً كبيراً لجيرانها وللمجتمع الدولي، حتى أن الولايات المتحدة لم تتمكن من وضع استراتيجية بعيدة المدى للتعامل معها.
تحول شبه الجزيرة الكورية إلى دولتين متناحرتين..
يشار إلى أن شبه الجزيرة الكورية كانت تحت حكم الإمبراطورية الكورية، التي احتلتها “اليابان” بعد الحرب الروسية اليابانية عام 1905، بعدها أصبحت شبه الجزيرة الكورية تحت السيطرة اليابانية لمدة 35 عاماً، وحتى عقب الحرب العالمية الثانية 1945 وهزيمة اليابان.
وبعد الاستقلال انقسمت شبه الجزيرة إلى دولتين وحكومتين، وبدأت الحرب بينهما في عام 1950، ثم انتهت بهدنة في 1953، ومع ذلك لا يزال البلدان في حرب ولم توقعا معاهدة السلام أبداً، واعترفت الأمم المتحدة بكلتا الدولتين عام 1991، وانسحبت كوريا الشمالية من الهدنة في 2009.