خاص : ترجمة – لميس السيد :
من المتوقع أن يعلن الرئيس “دونالد ترامب” قريباً إنه لن يصدق على الإتفاق الدولي التاريخي النووي لإيران لعام 2015، للحد من أنشطة برنامج إيران النووي، ضارباً بالإتفاقات التي توصلت إليها ست قوى عالمية، بما فيها الولايات المتحدة، عرض الحائط.
في ذلك الإطار، تعرض صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية بعض الأسئلة والأجوبة حول الاتفاق النووي والعواقب المحتملة إذا أخذ السيد “ترامب” تلك الخطوة المثيرة للجدل.
ما هي الدول التي تفاوضت على الاتفاق النووي مع إيران وما الذي حققته ؟
تفاوضت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة) إضافة إلى (ألمانيا)، والمعروفة بإسم مجموعة (5+1) على الإتفاق مع إيران.
ويعتبر دعاة نزع السلاح هذا الإتفاق انجازاً كبيراً لإدارة “أوباما”، لتجنب الصراع العسكري المحتمل مع إيران وسباق التسلح النووي في الشرق الأوسط. ويحد الاتفاق من قدرة إيران على تخصيب “اليورانيوم” وغيره من الأنشطة الضرورية لصنع أسلحة نووية.
وفي حين وعدت إيران مراراً بأنها لن تسعى أبداً إلى الحصول على أسلحة نووية، فإن الإتفاق يوفر ضمانات على ذلك لأول مرة.
في المقابل، تم إلغاء أو تعليق مجموعة واسعة من العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، بما في ذلك العديد من العقوبات الأميركية والحظر النفطي الأوروبي.
لماذا وصفه السيد ترامب بأنه “أسوأ صفقة” و”محرج” ؟
إعترض “ترامب” على أن مفتشي “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، وهى هيئة الأمم المتحدة التي تشرف على الإمتثال للاتفاقية، لا يتمتعون بسلطات مراقبة كافية. وقد اشتكى الرئيس الأميركي من أن بعض الأحكام الواردة في الإتفاق ليست أحكاماً دائمة، وأنها لم تشمل القيود المفروضة على إختبار القذائف.
كما إنتقد الإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المحتجزة التي أعيدت إلى سيطرة إيران ووصفها بأنها هبة وخفضت النفوذ الأميركي.
كيف إستجاب السياسيون الأميركيون لشكاوى “ترامب” ؟
تتفق الأصوات المعادية لإيران مع آراء “ترامب”، ويرى نقاد إيران في الولايات المتحدة، من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، أن الاتفاق به عيوب، لكنهم يقولون أنه أفضل من لا شيء وعدم إلتزام إيران بأي اتفاق في ظل طموحاتها. ويخشى آخرون من أن تفقد الولايات المتحدة المصداقية الدولية وتقصي الحلفاء الأوروبيين إذا تخلت عن الصفقة أو قوضتها.
ويشير نقاد الاتفاق أيضاً إلى أنه على الرغم من إدانات “ترامب”، فقد وجدت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” مراراً وتكراراً أن إيران تمتثل لشروط الإتفاق، كما تؤكد الأطراف الأخرى في الإتفاق على أن طهران تعمل وفقاً للشروط، وأن بعض مستشاري “ترامب” قد أحاطوه علماً بأن الإتفاق في صالح الأمن القومي.
لماذا يعادي “ترامب” الاتفاق ؟
تعهد “ترامب”، خلال الحملة الانتخابية لعام 2016، بالتخلص من الاتفاق مع إيران أو إعادة التفاوض بشأنه، حيث قال إنه اتفاقاً أضعف الأمن الأميركي وإسترضى عدو طويل الأمد للولايات المتحدة وإسرائيل.
وعلاوة على ذلك، وبموجب قانون أميركي، يجب أن يشهد “ترامب” بنفسه للكونغرس كل 90 يوماً أن إيران تمتثل لشروط الاتفاق، مما يخلق لـ”ترامب” مأزقاً سياسياً غير مريحاً أربع مرات في السنة، حيث أنه عندما شهد مؤخراً على إمتثال إيران، أكد أنها ستكون المرة الأخيرة التي سيقوم فيها بفعل ذلك.
هل عدم التصديق يقوض الاتفاق ؟
لا يعتبر المسؤولون الإيرانيون أن تصديق الإدارة الأميركية مهماً، ويصنفونه بأنه مسألة سياسية أميركية داخلية، ما دام لا يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة.
هل فرض عقوبات جديدة يقوض الاتفاق ؟
رجح المسؤولون الإيرانيون بشدة أن يتخلوا عن بنود الاتفاق، أو على الأقل، لم يعدوا يشعرون بالإلتزام بقيوده النووية.
وفي الوقت نفسه، لا تزال الحكومة الإيرانية مترددة للغاية في إتخاذ مثل هذه الخطوة، لأنها قد تعرض العلاقات الاقتصادية للخطر، لا سيما تلك التي طورتها مؤخراً مع “فرنسا وألمانيا”.
كما أن الحفاظ على الاتفاق باقياً قيد الحياة يزيد احتمالية أن تتمكن إيران من شراء طائرات من طراز “بوينغ وإيرباص” بقيمة مليارات الدولارات، بموجب أحكام الاتفاق الذي يسمح بهذه المعاملات.
لماذا لا يمكن إعادة التفاوض بشأن الاتفاق ؟
قد يكون ذلك ممكناً، لكن قادة إيران سخروا من هذه الفكرة، حيث قال وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، الذي قاد الفريق الإيراني إلى الصفقة في عام 2015، لصحيفة “نيويورك تايمز” في مقابلة الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة تريد فقط إعادة التفاوض بشأن الأحكام التي لم تعجبها.