أي فكرة عالمية أو أبعد من الشخصية ، تحتاج في التطبيق إلى شعب ، أو مجموعة لها الاستعداد إلى تحمل الأعباء والصعوبات .
ولذا لم يستغن كل الأنبياء والمرسلين عن القواعد التي تستطيع العمل بما يفكر به الأنبياء وإرادة السماء ..
مع أن الأنبياء لهم عصمة وتأييد وانتماء لله تبارك وتعالى .
لأن المادة الأولى هم الشعب وطبائعه التي تصلح تارة لتقبل الفكرة أو الثورة ، وتارة تعجل من انتصار الفكرة واختصار الزمن لها ، وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على ثقافة ووعي ذلك الشعب أو المجموعة التفاعلية مع الفكرة !
ومن غير المنطقي عندما يراد القيام بثورة لتغير واقع ما ، أو لارجاع حق ما ! لا يتم تهيئة القواعد ، تهيئة حقيقية وإيمان ينتج عن تضحية خلف القائد والقضية !
ومن أهم أركان الثورات هو وعي الشعب والقواعد التي هي اس كل عملية التحرك ضد الطغاة ، ومن هنا يمكن تفسير نجاح السيد الخميني قدس سره في إيران ، وفشل حركة السيد محمد باقر الصدر قدّس سره الشريف في العراق ، إضافة إلى ظروف موضوعية تربى عليها شعب كامل من فترات طويلة ومعقدة ..
ولعل ما يجري اليوم وبعد زوال كابوس البعث هناك من يحاول سحق الوعي الذي معه يوقف الشعب كل الفساد على مسرح المحاكم والمحاسبة ، الأمر الذي لابد من النهوض به بغية تخليص العقل العراقي من الأسر الفكري والتحزبي الديني ..