قبل الاف السنين،حين دب مرض الحسد بروح قابيل وقتل اخيه هابيل، هناك كانت الولادة الاولى لصراع الخير والشر، صراع ازلي ومستميت، في مضمار سباق الخير والشر، ابيدت الشعوب، وأحترق الاخضر من الزرع، وذبحت الطفولة على اكف الباطل، يوم اذن الله للعقل حرية الاختيار بين الجنة والنار، ‘فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ، فكان العالم في تباين مستمر، بين من يحيى نفسا ومن يقتلها، وفي اخر المطاف تكون كلمة الفصل له سبحانه.
في الارض التي حرثها ابراهيم، وألتحف بتربتها ادم ونوح، وامتزج ترابها بدماء ريحانة الرسول، بأرض رقد في اقصى جنوبها “الزبير”، وفي اقصى شمالها النبي “يونس”، وفي وسطها “علي” عليه السلام، في ارض اختلط باطنها بالبترول و ظاهرها بدماء ابنائها، ارض ولادة للحروب، فما أن يسدل الستار عن حرب حتى يزاح عن اخرى، ” العراق جمجمة العرب وكنز الرجال، ومادة الامصار ورمح الله في الارض فأطمئنوا فأن رمح الله لا ينكسر” هكذا وصف الخليفة “عمر بن الخطاب” ارض العراق، وكما قال “كسنجر” وزير الخارجية الامريكية السابق لم اجد اعند من رجال العراق.
يقال اننا نصنع الازمات ثم في مابعد الازمات تصنعنا، في كل مرحلة من مراحل الانتقال والتحول في النظام المتحكم بمفاصل الدولة، وبعد ان يراهن العالم على ان العراق سائر الى الهلاك، تكون للمرجعية كلمة الفصل، واعادة الامور الى نصابها، على عقود انقضت، واجيال استرجع التراب من ابنائها عناصره الاساسية، كان للمرجعية الاثر الواضح، وافعال كالنار على العلم، لا يمكن لاي فرد ان ينكر فضها، او يمحي ملامح نتاجها، بتاريخ يعيد نفسه، نرى دور مرجعية السيد “محسن الحكيم” في محاربة الحركة الشيوعية وشيوع الالحاد والكفر في ذلك الزمان، ثم من بعده تعاقبت الاحداث والازمات في بلاد الرافدين، ومع كل طوفان تبحر سفينة المرجعية عابرة بالشعب الى بر الامان.
في وقت كان العدو قد طبل لعصر جديد، وظهور من ادعوا الاسلام، فجائوا بدين ليس بدين الله وابحكام ليست كاحكام “محمد” عليه افضل الصلاة والسلام، حين تسمرت العقول، وارتعشت مفاصل الدولة العراقية، وكشر عن انيابه ذئب “يوسف”، وضنت الطيور الجوارح، ان لا دور لحمامة السلام، شقت عصا الشيعية بحر داعش، حين اطلقت مرجعة السيد “السيستاني” فتوى الجهاد في سنة 2014، راهن على سباتها اشد المتفائلين، فراح تفتك بجسد الانقلاب، وتحرق رايات رفعت لنصرة الباطل، فنصر الحق بسواعد ادخرها الله ليوم تزيغ فيه الابصار، وتبلغ القلوب الحناجر، ويظنون بالمرجعية ظن السوء، فرسمت اجمل لوحات الانتصار، ونقلت اجمل الحكايات في التضحيات.
صمام الامان؛ هكذا وصف زعيم الكرد الراحل “جلال طلباني، بعد ان راى دور المرجعية في حفظ امن العراق، والوقوف ضد حرب الطائفية، وما كان عليه وضع العراق في عامي 2005-2006،
كان “السيستاني” يدرك مدى دناءة وخسة اللعبة التي مورست لنشوب حرب اهليه وقودها السنة والشيعة، فبعد تفجير قبة الامامين العسكريين في سامراء، ظن متعصبي المذهبين السني والشيعي ان لا مفر من حرب طائفية، نقطة انطلاقها من المرجعية، فظهر خطاب المرجعية بقوله السنة انفسنا، فخابت امال الحاقدين، لاريب ان ماتتعرض اليه المرجعية من تشويه وتزيف للحقائق، هي ليست بالامور المستبعدة، بعد ان احس العالم اجمع مدى التفاف الشعب العراقي حول مرجعيتهم بجميع طوائف الشعب العراقي من غير الشيعة والمسلمين، فالطائر المذبوح يعبث بقديمه التراب، كما هو حال الخاسر الاكبر في حرب داعش والعراق.
يقال ان الاشاعة يؤلفها (الحاقد)، وينشرها( الاحمق)، ويصدقها (الغبي)، فدعونا لانكون احد هؤلاء الثلاثة، في زمان يعج بالاشاعة، والاكاذيب، ومقاطع الفيديو المفبركة في زمن التطور الالكتروني، فنحن وكما يقال عبدة الدليل، لا تقام حجتنا ولا نستمد صدق عقيدتنا الا من خلال ماهو ملموس، برأي الكاتب ان يغير اسم “نوبل لسلام” الى “السستاني في العراق”، وتمنح لمن ينشرون السلام في هذا العالم.