19 ديسمبر، 2024 12:08 ص

بغداد تتجه الى تمييع قرارات البرلمان

بغداد تتجه الى تمييع قرارات البرلمان

بغداد تتجه الى تمييع قرارات البرلمان ذات الشأن بالاستفتاء ووجوب إحالة مسؤولي هذا التأخير الخطير الى القضاء بتهمة التآمر والخيانة العظمى
ماذا ينتظر السيد حيدر العبادي من ان يطبق قرارات البرلمان ذات الصلة باستفتاء الانفصاليين؟ لديه صوت العراق كله خلفه ضد الاستفتاء وحتى هناك من الاكراد من يرفضون هذا الاستفتاء مستعدون ان يقفوا معه ضده أيضا، الجامعة العربية رسميا كلها معه والأمم المتحدة كذلك أمريكا واوربا.. العالم بأسره معه وايران وتركيا القوتان العسكريتان العظميتان في المنطقة وتغليان غضبا ضد البرزاني مع العبادي وحتى وننهي بنتنياهو قد تراجع خطوة الى الوراء من تأييده لمسعود البرزاني في الاستفتاء. هل ينتظر السيد العبادي أصوات سكان المجموعة الشمسية كي يشرع بالتطبيق؟
البرلمان يصدر قرارات حادة اثناء وبعد الاستفتاء رحب بها الشعب العراقي كله ، كانت لها صدى قوي في نفوس الوطنيين وكان على الحكومة تنفيذها. السيد العبادي قال خلال 72 ساعة سيسري مفعول حظر الطيران ولكن لم يسرِ ليومنا وبعد 240 ساعة، وتراجعت نوعية هذا الحظر من صارم الى استثناءات كثيرة أي اصبح منخل ولم يعد حظرا. المطارات والحدود لا تزال بيد الانفصاليين، المناطق المتنازع عليها بدلا من ان تكون عراقية أصبحت مناصفة مع الانفصاليين. ويبدوان جنوب كركوك سيعود لبغداد وشمالها للبرزاني وما تحرير الحويجة من قبل الجيش العراقي والحشد وعدم اكتراث الاكراد بذلك يوحي بأن هناك تفاهم بين العبادي والبرزاني على توزيع مناطق النفوذ والتقسيم والانفصال برعاية أمريكية وما التصريحات القوية ضد الانفصال مجرد ذر الرماد في العيون ليس الا وكسب وقت وتمييع قرارات البرلمان ذات الصلة قائم على قدم وساق. وعدم مسائلة سليم الجبوري على خروقاته للحصار والاتصال بشخصيات انفصالية بحجة الحوار والإنسانية…الخ من الحجج الواهية، ولا يوجد رادع له أيضا يبدو نظريا ان الأمور مطبوخة مسبقا بين العبادي وسليم الجبوري والبرزاني.
هذا الذي اكتبه ليس محض خيال وازيد من الشعر بيت وأكرر ان محاولة لا بل اصرار سليم الجبوري على خرق الموقف الصلب ضد الاستفتاء والحوار من بعد مع الانفصاليين هو بمثابة رصاصة الرحمة في قلب الموقف الوطني القوي المدعوم دوليا ودول الجوار.
هل السيد العبادي لا يرى ولا يسمع كل ذلك؟ ان العبادي اصبح ساعة بعد ساعة في موقع المطالب بالإسراع بتنفيذ تلك القرارات ذات الصلة بالاستفتاء والتماهي لدرجة ان الأمور تصبح من الصعب اعادتها الى المربع الأول ضد الاستفتاء مضر بسمعة رئيس الحكومة. ان السيد العبادي اعطى تصريحات نارية في الساعات الأولى ضد الاستفتاء واليوم ان الأمور آيلة الى التراخي وعدم تطبيق قرارات البرلمان، سوى لا تخلو من جرعات مورفينية خطابية والشعب يقبض الهواء وحسب.

املنا كبير بأن السيد العبادي شخصية وطنية وقبطان مقدام وسيدير دفة سفينة العراق نحو الاتجاه السليم وفي الوقت المناسب دون تأخير اذ يصبح بعد هذه التجربة المريرة في قلوب الناس بطلهم الأسطوري ويخلد هكذا في تاريخ العراق، والا الشبهة تصبح تهمة ويجب الإسراع بإزاحة المتهمين بالمؤامرة العظمى من موقع القرار.