بعد أن تسلط حزب البعث وإستولى على الحكم في سوريا كان في حقيبته كم هائل من الشعارات الكاسدة والتي حاول أن يبيعها على السوريين . ومثل ذلك أيضا حصل في العراق حيث لم تختلف السياسة المرسومة للحزب وبالنتيجة الإقصاء والحرمان والترويع والإجرام . ورغم كل الشعارات الرنانة التي اطلقها حزب البعث فإنه فشل فشلا ذريعا في تحقيق أيّ منها وقد ساهم بشكل كبير في إحداث شروخ وتشوهات كبيرة جدا . وفي ظل هكذا واقع يعيشه الشعب السوري فلا عجب أن نشهد تظافر المعطيات التي تؤشر إلى قرب إمكانية التغيير في سورية بعد أن أصبحت إرهاصات هذا التغيير من الوضوح بحيث يُعتقد أن حدوث التغيير أصبح مسألة وقت لا أكثر. ورغم اشتداد القبضة الأمنية مؤخرا تجاه كل من يعمل أو يتكلم أو يروج من داخل سورية إلى فكرة التغيير فإن هذا لم يمنع السوريين أن يجعلوا أحدايثهم في خلواتهم عن التغيير ومتى سيكون . كما أن المواطن السوري الذي نكدت أجهزة أمن النظام عليه عيشه ما ينفكّ يستشرف آفاق هذا التغيير وكل ذلك حق مشروع للشعب السوري فهو من حقه أن يقرر مصيره بنفسه ويسترجع حقوقه خصوصا بعد صحوة الربيع العربي في المنطقة . سورية لم تترك وشأنها ، وبشار الأسد ( البعثي ) لم يكن وحده في حلبة الدفاع عن حكومته والصراع من أجل البقاء ، بل لاقى دعم كبير وبمستويات مختلفة من سوريا والصين وبشكل أكبر من إيران وكذلك من قبل النظام في العراق المتمثل بحكومة التبعية الإيرانية برئاسة المالكي . الملفت للنظر أن إيران وكل المتشدقين في العراق ضد حزب البعث وكيف أنهم حظروا حزب البعث في العراق وقتلوا وشرّدوا رجالاته إلى الخارج نجدهم اليوم بكل صلافة يدافعون عن نظام بشّار ويحاولون إضفاء سمة المذهبية عليه ويحاولون الترويج لـ ( تشيع بشار ) ! ولا أدري هل أن البعث المتشيع يختلف عن البعث غير المتشيع ؟! ومن المفارقات المضحكة ان الدستور العراقي قد حظر الترويج لفكر البعث بمعنى أن البعث فكرا فضلا عن كونه شخوصا لا مكان له في العراق فلماذا يا ترى الدفاع عن بشار ؟ أليس هذا من الكيل بمكيالين ؟ ثم أن بشار في الواقع ليس شيعيا بل أنه علويا وعلماء الشيعة يفرقون بين الشيعة والعلويين ويعتبرون ( العلويون ) فرقة ضالة كونها تعتقد بعقائد فاسدة فلماذا الكذب والخداع والنفاق يا إيران ويا من لفّ بلفها ؟! الحقيقة واضحة لكل لبيب أن إيران تدافع عن بشار ليس لعقيدة معينة بل لمصالح معينة وبما أن إيران تدافع فعلى حكومة المالكي التابعة لها أيضا ان تدافع كونها ولدت من رحم الجارة إيران وبالنتيجة إن إيران والمالكي ومن دار في فلكهما كلهم مدانون كإدانة بشار أمام الشعب السوري وأمام المجتمع الدولي .