المقام العراقي يصدح على ضفاف التايمز

المقام العراقي يصدح على ضفاف التايمز

تصدح الفنانة العراقية فريدة بصوتها بمقامات بغدادية ملتاعة بالشوق وآخرى بالحنين وثالثة بالأمل في امسية فنية على مسرح “باربيكان” في العاصمة البريطانية لندن مساء يوم السابع والعشرين من ايلول (سبتمبر). وستكون فريدة مع فرقة المقام العراقي التي أسسها الفنان محمد حسين كمر أول فنانة عراقية ترتقي خشبة “باربيكان” المعروف بحفلاته السمفونية لاشهر الفرق العالمية.
وسيشارك حفل قارئة المقام العراقي فريدة الفنان العراقي اليهودي المغترب يائير دلال وعازف العود أحمد المختار في أمسية أطلق عليها أسم “على ضفاف دجلة” في محاولة لتقريب المسافات المتباعدة وإعادة الروح بالموسيقى الى ما فرقته السياسية وبعض “رجال الدين” في العراق.
والحفل جزء من مشروع يعيد حكاية هؤلاء الفنانين المغتربين الذي استطاعوا أن ينشروا التراث العراقي الأصيل الى العالم من خلال صوت سيدة المقام العراقي فريدة وفرقة المقام التي أسسها الفنان محمد حسين كمر في مقر إقامته بهولندا، حيث أستطاعت هذه الفرقة ان تترك بصمة متميزة في كل مشاركاتها العالمية والعربية.
وعبرت فريدة عن سعادتها أن تكون مرة أخرى في لندن، التي اعتبرتها “العاصمة العربية في اوروبا”.
وقالت “سبق وان وقفت بمعية فرقة المقام العراقي على مسارح “كوين اليزابث هول” وقاعة “ألبرت هول” و”كنسغتون تاون هول”، وكنت أول فنانة عراقية وعربية تقدم حفلا غنائيا على دار الأوبرا الملكية في لندن”.
وعبرت الفنانة العراقية التي سبق وان وصفتها صحيفة “الغارديان” بالصوت الحزين الذي يؤدي القصائد الصوفية القديمة الملتاعة عن الاغتراب، عن أفتخارها بالانجازات الفنية التي تقدمها باسم بلدها العراق.
وأعتبر الفنان محمد حسين كمر الذي لحن أغلب اغاني فريدة ويقود مجموعة المقام العراقي، لندن من المراكز الثقافية المهمة كونها تجمع اهم المحطات الاعلامية والمؤسسات الثقافية والفنية.
وقال “حفلتنا على مسرح باربيكان اضافة مهمة لنجاحاتنا ومشاركاتنا السابقة، لانه أحد أهم المسارح الاوروبية”.
وسبق وان وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” صوت فريدة بالصوفي المتفرد أثناء أداءها المقام العراقي كأول امرأة في الولايات المتحدة عام 2001، فيما شبهت صحيفة ” شيكاغو تريبيون” صوتها بالحلاوة المترعة بالقوة التي يمتلكها صوت مغني الاوبرا الايطالي بافاروتي.
وأنشأ الفنان محمد حسين كمر وهو زوج فريدة وملحن متخصص أضافة الى عازف بارع على آلة الجوزة التاريخية، مؤسسة المقام العراقي في هولندا عام 1997 للحفاظ على هذا النوع من الغناء.
ولا يقيم محمد كمر وزوجته فريدة في بغداد، بل في بيت متواضع في ضاحية مدينة أوتريخت الهولندية منذ 16 عاماً.
ويصف “الفريد هكلنك” مراسل صحيفة “الغارديان” غرفة استقبال بيت فريدة ومحمد، بان جدرانه مزدانة بمجموعة من الاثواب الفلكلورية المطرزة لسيدة المقام العراقي.
وسبق وان قالت فريدة لصحيفة “الغارديان” “لست مغنية بالمعنى التقليدي للكلمة، عندما ألاقي الناس في الشارع يقولون هذه سيدة المقام”.
ويمتد صوت فريدة على أوكتافين في علم الموسيقى، ويتميز بقوة الزخرفة والتدرجات المرنة.
وفريدة المولودة عام 1963، لم يكن لديها أصلا نوايا لان تصبح مغنية، كانت تحلم بأن تكون ممثلة، لكن عند انتقالها الى بغداد انتمت الى فرقة الاطفال في الاذاعة والتلفزيون وشاركت في مجموعة من النشاطات الى أن اكتشف صوتها الموسيقار العراقي الراحل منير بشير.
وأكملت فريدة دراستها في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد وساعدها في ذلك زوجها الفنان محمد حسين كمر، وغادرا بغداد بعد الظروف المريرة التي عاشها العراق عام 1990 أثر الحصار والظروف السياسية الصعبة آنذاك.
ومنذ عام 1997 يقيمان “فريدة وزوجها محمد كمر” في هولندا حيث أسسا فرقة المقام العراقي مع مجموعة من العازفين ويشاركان في حفلات داخل هولندا والعالم العربي وبعض البلدان الاوروبية.
وشرعت فريدة وزوجها مع أثنين من أبرع مؤدي المقام العراقي حسين الاعظمي وحامد السعدي على تسجيل أنواع المقام في مشروع فني يسعى للحفاظ على هذا الارث الثقافي العراقي من الاندثار.
ويقول محمد “هناك 52 مقاما متداولا حالياً والكثير منها يعود الى القرن الخامس عشر وفريدة تتقن ما يقارب نصف هذه المقامات وبقية أنواع المقامات تكاد تندثر”.
ويسعى محمد كمر الى الحفاظ على هذه الانواع من المقامات عبر رعاية
منظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي لتمويل المشروع وتسجيل 10 اسطوانات موسيقية أضافة الى كتابين من النصوص والوثائق.
وغنت فريدة، التواقة الى العودة لبغداد، مع مجموعة من الفنانين العالميين الاسبان والاميركيين في فرصة نادرة لتزواج موسيقى الشرق والغرب.
ويقول محمد ان عودتهم الى العراق غير ممكنة في الوقت الحاضر فالحكومة الحالية لا تولي للثقافة والفن شيئاً من إهتمامها، وحاولنا الاتفاق مع وزارة الثقافة على مجموعة من العروض لكننا لم ننجح.
أما فريدة فسعيدة في حياتها بهولندا لكن قلبها دائما صوب العراق، وتشعر انها مسكونة باغاني الحنين ودائما ما تغير جملة بلدي الحبيب في الاغاني الى عراقي الحبيب.
ميدل أيست أونلاين

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة