شكلت ازمة دعوات مسعود البرزاني لاستفتاء استقلال شمال العراق امتحان لكشف الكثير ممن كانوا يحاولون ان يظهروا باللوان متعددة ليخدعوا العراقيين وشعبنا خبر الكثير من خلال الماسي التي واجهها ابان القرن الماضي وبداية هذا القرن ممن سمحوا لانفسهم من ان يكونوا مطايا للاجنبي على حساب مصلحة هذا الشعب وممن نكلوا وزرعوا ارضه بالمقابر الجماعية وممن اعطوا صورة مخجلة في نهبهم للمال العام والمساومة على مصالح هذا الشعب ليتمكنوا من بقائهم في السلطة وكانت خاتمة مساوماتهم تلك تمكين مسعود البرزاني من ان يعلن عصيانه باجراء استفتاء لفصل شمال العراق حيث استفاد من الصراعات فيما بين روؤساء الكتل واحتكامهم له وجعله قبلة لحل ازماتهم فيما مضى وقد خدع مسعود البرزاني روؤساء دول عدة منهم صدام في طرد الطالبانيين من اربيل وكافة روؤساء الوزارات العراقيين لما بعد 2003 و اوردوغان الذي ظهر مذهولاً عندما طلب مسعود اخيراً الاستقلال وحتى قد خدع الساسة الايرانيين عندما طلب منهم النجدة بوجه داعش وحضور الجنرال سليماني مع 70 مقاتل من حرس الثورة الايراني ليحموه فهو تلميذ اميركا ولا يهمه ان يضهر بوجه يغيره في اليوم التالي ويستعمل نفس الاسلوب الان الذي استعمله طيلة توليه رئاسة الاقليم ولكن عندما اصبح وجوده غير مشروع وكشفت جوانب من اساليبه وليونة الحكومة الاتحادية منه اخيراً بادر باعلان استفتاءه وفي وقت كان عنوان الاستفتاء ( هل توافق على استقلال الاقليم والمناطق التابعه له ) والجواب يكون اما كلا او نعم
أي ان القضية برمتها التوجه نحو الانفصال ومن حسن حظ العراقيين والعرب رفع مسعود البرزاني العلم الاسرائيلي وكانت التصريحات شديدة قبل واثناء اجراء الاستفتاء من قبل مجلس النواب والحكومة الا ان الحكومة لم تنفذ لحد الان ما طلبه مجلس النواب منها بدقة مع ان تلك الطلبات تحدد مصير العراق وبكل ما تعني هذه الكلمة من معنى وما اعلنه السيد رئيس الوزراء بوضع اليد على المطارات والمنافذ رفض من قبل مسعود مع ان في المسالة الاولى افرغت الكلمة من محتواها بحصول استثناء حالات الطوارئ والامور الدبلوماسية والعسكرية طبقاً لما جاء في القنوات الفضائية والثانية يراد من مجلس النواب التاكد من تنفيذ قراراته وكان الوضع بالنسبة للحكومتين التركية والايرانية صادم جداُ وحقهما في ذلك لان مسعود البرزاني ربط مصيره علناً باسرائيل وقائد البيشمركة شكر نتنياهو لموقفه الداعم للانفصال مما يوكد تدفق الاسلحة باتجاه البيشمركة اخيراُ من اسرائيل وفي وقت تطالب الصحف والمسؤولين الاتراك بان تنازل مسعود عن الاستفتاء لا يكفي وانما يجب ان يتنحى عن السلطة وهذا هو الصحيح بنظرنا حيث ان مسعود البرزاني يعتبر خائن لواجباته المحددة دستوريا اتجاه العراق والتراجع الحكومي عن تنفيذ مقررات مجلس النواب واضح وضمن مختلف التبريرات واخرها يوم 3/10/2017 يعرض السيد العبادي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي بان ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها تدار من قبل مسعود و حكومة المركز بصورة مشتركة وهذا تراجع يضفي اولاً الشرعية على استفتاء مسعود ويمنحه نوع من الاقرار بضم تلك المناطق وهو ما كان يخشاه اهلها وعندما جاء في خطاب المرجعية الكريمة بالالتزام بمظمون الدستور والاحتكام الى قرارات المحكمة الاتحادية وشددت على وجوب صيانة وحفظ وحدة الوطن وتركت التفاصيل للحكومة في تعاملها مع مسالة هامة كهذه و اول من حاول الالتفاف على خطاب المرجعية هوالسيد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب في قوله ( وجوب ان يتبع الحوار طبقا لطلب المرجعية واضاف اننا لا نوافق بالتدخل في الامور الداخلية للعراق ) ولم يوضح السيد سليم الجبوري من هي الجهات التي تتدخل في الشأن العراقي فبعد استفتاء مسعود ابدت كل من ايران وتركيا تضامنها مع العراق وبشتى السبل التي يتطلبها الموقف بخطورة ذلك الاستفتاء عليها والجهات التي يتكرر تدخلها في الشأن العراقي هي اميركا والسعودية عادةً والاولى لم يتطرق السيد سليم الجبوري يوما ما باعتبار تصرفها في العراق تدخلاً اما السعودية فأن ثامر السبهان اتى لزيارة مسعود في اربيل عند اول توجهه لاجراء ذلك الاستفتاء ولم يشجب ذلك السيد سليم الجبوري ذلك رغم ان وسائل الاعلام واغلب المسؤولين العراقيين شجبوا تلك الزيارة مما يجعل عبارة السيد سليم الجبوري يقصد بها كل من ايران و تركيا وان صح مثل ذلك يعتبر اكبر انقاذ للقاعدة الصهيونية الجديدة في شمال العراق وقد سايرالسيد سليم الجبوري اعضاء مجلس النواب في مطالبهم للحكومة طيلة ما قبل الاستفتاء لامتصاص رد الفعل على ما يبدو وكانت قرارات المجلس محل احترام من قبل جميع العراقيين الا انه انفرد لوحده يوم 3/10/2017 بما ذكرناه ويخشى العراقيون ان تنتاب كافة موؤسساتنا الدستورية الثلاث افه اثار ذلك التوجه فالتعامل مع مسعود في مسالة تقسيم العراق يجب الا يبرر بما يسمى بالتساهل مع الشعب العراقي في شمال وطننا حيث لا علاقة لهذه المسالة بمسعود ولو قارنت تاريخياً لكيفية زرع الكيان الصهيوني في فلسطين لوجدته مماثل جداً لما يجري من تراجع وتبريرات الان فالبرزاني يتوسل بمنقذ له من ورطة اوقع نفسه بها وليس من حكومة بغداد وانما من تركية وايران الذي يطلب منهما السيد سليم الجبوري بعدم التدخل لينقذ مسعود من ورطته فالتعامل مع مسعود يجب ان لا يقف عند الغاء الاستفتاء وانما بتنحيته عن السلطة والتوجه بربط محافظات الاقليم بنظام الادارة اللا مركزية بحكومة المركز واحالة جميع من تعاون مع اجراءات الاستفتاء من المسؤولين الاكراد الى المحاكم وان نضع تجربة مسعود هذه نصب اعيننا وان نستفيد من الموؤازرة التي قدمت من قبل كل من ايران وتركيا ونحن نسمع الان باتفاقيات عسكرية حصلت بين العراق وكل من تركيا و ايران وقد رأينا روؤساء و موؤسسات الدولة و تحت مختلف المسميات اخذوا يتراجعون باتخاذ ما طلب منهم برلمانيا وكل كلمة يحاول ان يستفيد منها مسعود ومع تصريح السيد سليم الجبوري يوم 3/10/2017 سنسمع قريبا من الساسة الامريكان بوضع العصى علناً في عجلة الوقوف بوجه الانفصال فقد سمعنا فيما مضى من النائب سروة عبد الواحد وبعض الساسة التركمان هناك ما يجري خلف الكواليس من تامر يستهدف وحدة العراق وان بعض الساسة لديهم اتفاق سري مع مسعود في ذلك والموقف الوحيد الصريح والواضح صدر عن الاكثرية في مجلس النواب وعن السيد المالكي حيث عند مقابلته السفير الامريكي في بغداد اخيراً قال للسفير بان العراق لا يسمح باقامة اسرائيل جديدة في شماله وهذا الموقف الثاني الصريح له فهوعند حصول اول زيارة ( لبايدن ) لبغداد بعد تصريحه بان العراق سوف يقسم الى ثلاث كونفدراليات وكان رد المالكي في ذلك (ان هذا الرجل ويقصد بايدن غيرمرحب بزيارته للعراق )
وفعلا وطيلة ثمان سنوات ولدورتين لم ياتئ بايدن للعراق ويفسر كل ذلك لما واجهته حكومة المالكي من اساليب التامر سواء من دواعش السياسة او مسعود البرزاني والامريكان وما يواجهه الان يمثل الصفحة الثانية لصفحة ما بعد داعش وفق المخطط الامريكي وتعتبر ايران وتركيا نفسيهما مستهدفان بهذا المخطط وهذا صحيح جداً وقد وجدنا اخيراً ليونه تنتاب الخطاب الرسمي التركي وهذا لا يستغرب فالمسوؤلين العراقيين ينطبق عليهم المثل الشعبي (ام الولد ساكته والقابلة تنوح ) وكما يقول المتنبي
اذا انت لم تعرف لنفسك حقها هوان بها كانت على الناس اهونا
فنرى ان تصريحات الساسة في البلدين المذكورين فاقت كثيرا تصريحات المسؤولين العراقيين اما تصريح السيد سليم الجبوري فهو تراجع كامل عن ما اصدره مجلس النواب من قرارات فالموامرة اكبر مما يستطيع العراق لوحده ان يطوقها وان جيران شمال العراق مستهدفين بتلك الموامرة كما ذكرنا وهذا هو الذي يدفعهم للتحرك ويقول اوردوغان اخيراً بانني اقول للاخوة في العراق وسوريا علينا ان نضع ايدينا بيد بعضنا البعض للوقوف بوجه الخطر المحدق ببلداننا وهو يمثل ذروة التامر لبداية القرن الواحد والعشرون بالبدء بايجاد اسرائيل جديدة في شمال العراق ومجلس النواب مطلوب منه ان يجري تحقيقاً دقيقاً لمقولة السيد سليم الجبوري ليوم 3/10/2017 بانه لا يوافق على التدخل في شؤون العراق الداخلية فيما يخص تحديداً مسالة انفصال الاقليم وما لم تتخذ قرارات حاسمة في هذه المسالة فعلى العراقيين ان يوطنوا انفسهم بتقسيم وطنهم اما المسميات التي يطلقها العبادي متأملاً ان يستيقض ضمير مسعود البرزاني وهذه مجرد امنيات فمسعود رفض تسليم المنافذ والمطارات وكافة ما صدر عن مجلس النواب والحكومة وفتح ابوابه مشرعة امام المستشارين الصهاينة وان المعتمد لمد الجسور مع اميركا هو سلمان خليل زادة لديه الذي سحبه جورج بوش الابن عندما كان سفير في بغداد واصبحت السفارة في عهده وكر للتامر الذي كان ياخذ منحاً طائفياً والان خليل زادة من اكبر مالكي الشركات النفطية في اربيل وما لم يعلن تعاون عسكري رسمي مع كل من ايران وتركيا وسوريا ويوجه انذار اخير لمسعود بالانسحاب من المناطق التي احتلها ويستقيل من رئاسة الاقليم وتربط جميع المحافظات الشمالية بالمركز بنظام اللامركزية الادارية والاستفادة مما عكس على العراقيين من تجربة الميوعة في التسامح مع مسعود وحشد القوات لاستعادة كركوك ومنابع النفط وبقية الاقضية والنواحي التي ضمها والاستفادة ايضا من الدعم الذي اعلنه مجلس الامن والقوى الدولية والاقليمية للعراق وبخلافه فان الايام المقبلة ستبرهن على خسران العراق كل ذلك الدعم ولو تتبعت قضية بدأ هيمنة الصهاينة على فلسطين ابان الانتداب البريطاني وتعامل ذلك الانتداب مع جميع الاطراف المعنية في حينه لوجدتها تشبه ما يصدر من تذبذب محير يسلكه الساسة العراقيون الان وان الشعب العراقي يحذر القضاء كجهاز مستقل ومحترم من أي تدخل في شؤونه والتاريخ قد علمنا بان الاتراك لايمكن تخليهم ممن ينتمون للقومية التركية وان تجربة القبارصة الاتراك خير دليل عل ذلك وقد هددو مسعود بمثل هذا القول وهم اضافه الى ما ذكر يخشون على وحدة وطنهم وان ايران ستساندهم واوردوغان وجه انذار لاسرائيل بمسالة تدخلها في شمال العراق والوقت الان ثمين جدا ففي كل يوم يمر يستطيع مسعود ان يتمدد فاذا كانت حكومة بغداد اخذت تقلص علنا في محاصرة مسعود بزعم الرأفه بالكرد فان الايرانيين والاتراك سيجدون انفسهم قد خدعوا وان وسيلة الانقاذ الان ان تضع حكومة بغداد يدها بيد حكومات كل من الاتراك والايرانيين والسوريين لتحصل على جبهه مهابة حتى من قبل الدول الكبرى لاجبار مسعود عن التخلي عن قيادة الاقليم وان يتخذ مجلس النواب قراراً باقالة السيد سليم الجبوري لان تصريحه يوم 3/10 /2017 هو ليس انقاذ لمسعود فحسب وانما لداعش ايضا حيث بدلا من ان تتوحد جهود دول الجوار مع العراق لانقاذ وحدته يريد السيد سليم الجبوري ان يقاتل العراقيين على جبهتين بوجه داعش ومسعود البرزاني ومسعود في القريب العاجل سيعلن استقلاله بزعم ان حكومة بغداد لم تستجب للحوار معه وهو مدعوم من قبل اميركا واسرائيل والبحرين والسعودية وقد رفض مسعود مقررات مجلس النواب والحكومة جملة وتفصيلاً وحتى قبل ان تصله مكتوبة وانما عن طريق القنوات الفضائية وسيد الموقف الان هو التحالف الوطني ومن يتعاون معه في مجلس النواب ويجب ان يتابع المجلس تنفيذ قراراته وعدم التسامح في المسائل الهامة كتنفيذ الاتفاقيات العسكرية مع ايران وتركيا ومحاكمة جميع من ازروا الاستفتاء من مسؤولين الاقليم ونوابه واقالة من يتهاون في حفظ وحدة العراق حتى وان حصل ذلك من رؤساء المؤوسسات الدستورية ونتذكر جيدا عندما وصلت اساطيل اميركا الى ميناء انطاكيا لضرب العراق في عهد صدام وبدا جنودها والياتها بالنزول واتخذ مجلس النواب التركي قرارا بعدم السماح بذلك وطبقت الحكومة التركية ذلك القرار بحرفيته وهذه هي قوة المجالس النيابية في الانظمة الديمقراطية وفسر بعض المراقبين التهاون من بعض رؤساء الكتل خشية عودة النواب الاكراد لمجلس النواب بنفس الوتيرة التي حصلت منذ بدية تشكليل مجلس النواب في العهد الجديد ولحد الان حيث يعطي مسعود قيمة لاصوات نوابه بالنسبة لهذه الكتلة او تلك ليشيع الفرقة بين مختلف اعضاء المجلس وهو سيصبح اكثر قوة في ذلك المجلس ان لم يحاسب النواب الكرد الذين ازروا مؤامرة التقسيم والخطر يكمن في حقيقة الامر بما يستتبع توجهات المجلس امام أي مسالة هامة فالجميع يتذكر تاييد مجلس النواب لاقوال وزير الدفاع السابق السيد العبيدي ضد السيد سليم الجبوري ولكن في اليوم الثاني تغير كل شيئ فتعامل اميركا وبريطانيا وفرنسا مع شعوب العالم الثالث كتعامل الوصي مع الموصى عليه وعلى العراقيين ان يفتحوا اعينهم جيدا في هذه الايام فوطنهم واستقراره وامنه مهدد واي زيارة يقوم بها مسؤول كبير يخشى من نتائجها حيث عندما سمع مسعود بزيارة السيد العبادي الى باريس بادر بعرض اجراء لقاء معه هناك وهذا الاسلوب بالضبط هو الذي كان يقوم به الصهاينة عند اول وضع ايديهم على ارض فلسطين وعلى العراقيين ان يعلموا ان التحرك السياحي لم ينقطع عن الاقليم وبقية انحاء العراق ودول العالم وحركة الطائرات لم تتوقف في مطاري السليمانية واربيل وهذا ما ذكره السيد العبادي في خطابه الاسبوعي يوم 3/10/2017 كما ان شاحنات نقل المواد من تركيا وايران لم تتوقف وان ضخ النفط مستمر وتتحشد قوات البيشمركة في المناطق المتنازع عليها ويهيئ مسعود لانتخابات رئاسية ونيابية في بدية الشهر القادم وعند انتهائها سيعلن الاستقلال ولابد ان يطلب العراق من الامريكان بالانسحاب من ارضه استناد لمضمون الاتفاقية الامنية التي اباحت له ذلك مثلما فعلت سوريا اخيراً فمأسي شعوب هذه المنطقة تكمن بالتواجد الامريكي على ارض بلدانها ووجود اسرائيل في هذه المنطقة ولا ندري ما هو رد من تزاحموا على زيارة الرياض اخيرا حول زيارة ثامر السبهان وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي لمسعود البرزاني وتقديم الدعم المادي والمعنوي له في توجهه نحو الانفصال عن العراق واين اصبحت كلمة وشائج اللحمة بين الاشقاء وخلاصة القول للعراقيين ان يدركوا بان الحرب قد فرضت عليهم مثلما فرضت في معركتي الجمل وصفين وان يختاروا بين الدفاع عن انفسهم في مدن الوسط والجنوب او ان يواجهوا عدوهم على ارضه ويتذكروا قول الامام علي عليه السلام ( والله ما قاتل قوم في عقر دارهم الا ذلوا ) فحليف نتنياهو يحث الخطى في تحقيق حلم اسرائيل من الفرات الى النيل .