23 نوفمبر، 2024 7:27 ص
Search
Close this search box.

يا اميو العالم اتحدوا

يا اميو العالم اتحدوا

تصريحات احد المسؤولين لوسائل الاعلام والتي ذكر فيها بان هناك ستة ملايين امي بالعراق (اللهم زيد وبارك) ، وقد تكون هذه التصريحات ليست بالعجيبة ولا بالغريبة في زمن (الديمقراطية) هذه الديمقراطية التي جاءتنا مسلفنة وجاهزة مع التوابل والمقبلات . وقد نسب المسؤول هذا المعلومات الى بعض منظمات المجتمع المدني والتي قامت بالمسح والدراسة الشاملة وعلى اثرها حددت النسبة التي ذكرها المسؤول هذا بارك الله فيه .
   وانا اعتقد ان النسبة اكبر من هذا بكثير والاسباب كثيرة ومتعددة ، ومنها : ان وزارة التربية قد غيرت جميع المناهج الدراسية وعقدتها اكثر من اللازم ، والدليل انها تحاول ترقيع ما فتقته لإيهام الطلبة وقالت انها حريصة على نجاحهم وتزويدهم بالعلم .
   ومن هذه الترقيعات التي فعلتها الوزارة، وهي ليست خيرا ،انها سمحت للطلبة الراسبين بخمس مواد او بست مواد او اكثر ،بالامتحان دور ثاني . وكان الاجدر بها والاحسن ان تبسّط المناهج وتصلح العملية التربوية بدلها التعقيد هذا الذي الجأها الى الترقيع، اذا كانت فعلاً حريصة على طلبتنا الاعزاء .
   احد الاميين عندما قرأت على مسامعه الخبر هذا ابتسم قليلاً وفرح كثيراً ، وقد سألته عن سبب الابتسام والفرح .فقال لي : يعني انني بهذا قد تساويت مع المسؤول الفلاني والمستشار الفلاني والموظف الفلاني وسوف ارشح نفسي للانتخابات القادمة! ، اليس اغلب هؤلاء المسؤولين هم اميون بمعنى الكلمة ،لكن كتلهم واحزابهم وولائهم المذهبي قد اوصلهم الى المكان الذي لم يكونوا يحلمون به في يوم من الايام ، وان اصحاب الشهادات وخريجو المعاهد والكليات يتسكعون بالشوارع بلا عمل ، وبعضهم راح يبيع الصحف في تقاطع الشوارع والآخر يبيع قناني الماء البارد وآخر يبيع (الجبس) . صحيح ان هذه المهن هي اشرف من الذي يفجر سوقاً شعبياً او يقتل جندياً يقف في حر الظهيرة كي يحافظ على الامن ، وافضل من الذي يسرق اموال الشعب او يبددها في شراء مواد تالفة وغير صالحة للاستهلاك البشري مثل صفقة الشاي التي عثرت عليها مؤخرا اجهزتنا الامنية مشكورة، ولم نعلم الى الآن ما هو موقف الحكومة من الفاعلين ، وهل قدمتهم الى العدالة ؟! ام حالهم حال الذين فتحت لهم ابواب السجون ورجعوا الى اهلهم تحفهم السلامة ! .
   اتمنى على المسؤول صاحب التصريح ان يعيد حساباته ، وعلى منظمات المجتمع المدني كذلك ، فان العدد اكثر من هذا ، وبعد عشر سنوات سوف يصبح العراق بلد الامية وسوف يدخل (غينس) من اوسع ابوابه ولا فخر .فيا اميو العالم اتحدوا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات