الأخلاق قيمة إنسانية وما الدين إلا مهذب لها فمن ضاعت إنسانيته ضاعت أخلاقه ومن ضاعت أخلاقه ضاع دينه. مانعيشه اليوم هو غياب الإنسانية فغاب كل شيء فأصبحت الأخلاق والدين لعق على الألسن. فكيف تبنى الأمم وقد ضاعت الإنسانية في متاهات الصراعات السياسية؟ تذكر جيدا ايها السياسي لم تكن بمقدورك ان تصل الى ماوصلت اليه من جاه ومنصب ومال دون ان تكون هنالك اناس تحدت الصعاب والظروف لتنتخبك وتفوز بكرسي تمليك , ان النعم التي أنت فيها تحتاج إلى شكر والشكر هو مواساة الآخرين بما انعم الله عليك من الفضل والخير وماتقدمه للآخرين من الكلمة الطيبة والعطاء الجميل هو خدمة لنفسك في دنياك وأخرتك لآمنة عليهم بل الله يمن عليك بفضله كرمه, فحوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم تذكر البطون الجائعة حينما يصيبك الم الجوع وأنت صائم ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء,
وتحننوا على ايتام المسلمين يتحنن على ايتامكم بعد ان تفارقوا الحياة واجعل معيشتك بسيطة
وتذكر الموت دائما والتمس النصيحة والعبرة من الروايةً عن رسول الله(ص)عن جبريل عن الله تعالى:يامحمد :عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن ِقيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس, فلا تعيشوا حياة الترف وشعبكم يعيش في الذل والفقر والعوز والنقص والحرمان,شعبكم في ذمتكم وفي اعناقكم يعيشون حالة من ازمات كبيرة وخصوصا ازمة السكن مانراه ونلتمسه اليوم ان الاعم الاغلب يسكن في بيوت سقفها من الصفيح واخرى من البردي لاتقي من الحر الشديد والبرد القارص والبعض يسكن في منازل متهالكة هاوية السقوط واخرون يسكنون في بيوت مؤجرة باسعار مرتفعة تثقل من كواهلهم فوق كاهل المعيشة الصعبة وغلاء المعيشة فانتبه ايها المسؤول قبل الندم وفوات الاوان , ايها الساكن في القصور العالية فمهما بلغت من الرفعة الدنيوية فانك مفارقها الى حفرة ليس فيها رفيق الا عملك, هذا اذا كنت مرحومًا لتحصل على هذه الحفرة. اما ان تكون رمادا او طعما في بطونً الاسماك او الطيور والحيوانات فلاتغرنك المناصب والمواقع الدنيوية لانك راحل الى يوم لاينفع فيه مناصب ولا مال ولابنون, الا ماقدمت يداك من خير او شر فسعى ان ترحم عباد الله وترك اثراً طيباً في قلوب الناس البسطاء والضعفاء والمظلومين والمحرومين لتكون مرحوماً لاملعوناً . ايها الراعي لاتنسى رعيتك وانت تتنعم وتتلذذ باشهى واطيب الماكولات والولائم ووتنام على الحرير والتبريد وشعبك يعيش أسوء الحالات ويتحسر على لقمة العيش الكريمة يبحث عنها هنا وهنالك فلا يغرك الدنيا وزخرفتها وإشباع البطون فتذكر دائما رسالة أمير المؤمنين علي( عليه السلام): الى عامله في البصرة عثمان بن حنيف الانصاري عندما
استجاب لوليمة قوم من اهلها فمضى إليهمأَمَّا بَعْدُ، يَابْنَ حُنَيْف، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعَاكَ إلى مَأْدُبَة (1)، فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا، تُسْتَطَابُ لَكَ (2) الاَْلْوَانُ (3)، وَتُنْقَلُ إِلَيْكَ الْجِفَانُ (4)، وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيبُ إِلى طَعَامِ قَوْم، عَائِلُهُمْ (5) مَجْفُوٌّ (6)،وَغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ.
فَانْظُرْ إِلَى مَا تَقْضَمُهُ (7) مِنْ هذَ الْمَقْضَمِ، فَمَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ (8)، وَمَا أَيْقَنْتَ بِطِيبِ وُجُوهِهِ فَنَلْ مِنْهُ.
أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُوم إِمَاماً، يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ.
أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ (9)، وَمِنْ طُعْمِهِ (10) بِقُرْصَيْهِ (11).
أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَع وَاجْتِهَاد، [وَعِفَّة وَسَدَاد] (12).
فَوَاللهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً (13)، وَلاَ ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً (14)، وَلاَ أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً (15).
ويكمل الامير رسالته قائلاً:
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ (31) الْعَيْشِ! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا (32)، تَكْتَرِشُ (33) مِنْ أَعْلاَفِهَا (34)، وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا، أَوْ أُتْرَكَ سُدىً، أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً، أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلاَلَةِ، أَوْ أَعْتَسِفَ (35) طَرِيقَ الْمَتَاهَةِ (36)! وَكَأَنِّي بِقَائِلِكُمْ يَقُولُ: إِذَا كَانَ هذَا قُوتُ ابْنِ أَبِي طَالِب، فَقَدْ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ عَنْ قِتَالِ الاَْقْرَانِ وَمُنَازَلَةِ الشُّجْعَانِ. اين اليوم السياسيين اصحاب التصريحات والاقوال ولسوف نقوم ونبني ونصدر ونفعل كذا ؟ فجعلوا من هذه الوصية موعظة وعبرة واقتدوا بها يامن تدعون الانتساب لخط الامام؟ قبل الندم والحسرة الم تكن حياتهم متناقضة بين مايعيشه المسؤول وبين مايلقاه المواطن من الويلات ومتاعب للحصول على كسب حلال .