19 ديسمبر، 2024 1:18 ص

لم يحسبوا ولم يتحسّبوا لكلِّ عواقب الإستفتاء !

لم يحسبوا ولم يتحسّبوا لكلِّ عواقب الإستفتاء !

يدورُ حديثٌ في الأوساط السياسية ” لسنا متأكّين من صحّته او دقته ” أنّ الحكومة العراقية في صدد تأسيس شركة وطنية للهاتف النقّال , وبموجبها ستوقف عمل شركات ” كورك و آسيا والأثير ” بعد تولّد قناعة أنّ تلك الشركات تضرّ بالأمن الوطني وأمن المواطنين بسبب عائديتها لجهاتٍ في هرم سلطة الأقليم , واذا ما حصل ذلك بالفعل فسيشكّل ذلك ضربةً اقتصادية موجعة لإقتصاد سلطة الأقليم , وبحديثٍ ذي صلة , فقد صرّح أحد المسؤولين الأكراد أنّ بوسع الأقليم قطع شبكة الأنترنيت عن العراق .! وبالرغم من عدم القناعة بحدوث ذلك , لكنّ لابدّ أنّ السلطات المختصة قد أخذت بالأعتبار ابعاد حديث السيد المسؤول الكردي .

ربما ايضاً أنّ اندفاع وحماس سلطة الأقليم للأستفتاء قد افقدهم التركيز عن ايقاف الحكومة المركزية لأستيراد منتجات الألبان والسلع الزراعية والبضائع المصنّعة داخل وخارج الأقليم , وما يسببه ذلك من ضررٍ لأقتصاد كردستان وأذىً لأصحاب المصالح والمعامل وما يرافقه من تذمّر جماهيري هناك .

التصريح الذي صدر من ساسة الأقليم ” يوم امس الأول ” وما يحمله من نقدٍ صريح لوزارة الخارجية الأمريكية لموقفها المتشدد ضدّ الأستفتاء , يعكس بوضوح عدم تحسّب قيادة الأقليم للموقف الموحّد للمجتمع الدولي من الأستفتاء .

وَ , سياسيّاً يبدو أنّ السيد البرزاني والقادة الكرد لا يدركون أنّ بغداد ستناور لإطالة أمد الوقت قبل اجراء ايّ حوارٍ معهم , بغية أن تؤدي عقوبات السلطة المركزية مفعولها المر في الأقليم .! , والى ذلك فمن الصعب التصوّر أنّ القادة الكرد لم يحسبوا ما سيتعرّض له القطاع السياحي من ضرر جرّاء امتناع العراقيين ومن كلّ المحافظات من السفر الى كردستان سواءً قامت الحكومة بمنع السفر او عدمه , لكنّ هذا يدلّل ايضاً بعدم اكتراث قادة الأقليم لمصالح شعبهم , وموضوع السياحة هذا يمتدّ ويتفرّع الى جوانبٍ كثيرة تمتدّ الى وقف شراء المواطنين للعجلات والمركبات من مدن الأقليم وتفاصيل اخرى ايضاً .

ثُمّ , بالرغم من أنّ وحدات عسكرية عراقية قد مسكت المنافذ الحدودية من الجانبين التركي والأيراني مما يشكّل عملية خنق لأقتصاد الأقليم , إلاّ أنّ المناورات العسكرية العراقية مع الجيشين التركي والأيراني , فأنها تشكّل هاجس أمني مرعب و مخيف لقادة الأقليم , فلا ضمان من عدم التدخل عسكرياً ” في وقتٍ لاحق ” بالرغم من تصريحات السيد العبادي بعدم النيّة للتدخل العسكري , فلا ثوابت في السياسة , وليس من المستبعد أن توافق الأدارة الأمريكية على هذا التدخّل المشروط اذا ما حصلت على امتيازات ما او مساومة ما من انقرة وطهران وبغداد في وقتٍ لاحق , مع تعهداتٍ موثّقة بسحب تلك القوات في الظرف اللازم .!

من العوامل الأخرى التي لا يبدو أنّ السيد البرزاني قد تحسّب لها بدقّة , هو حالة الأنقسام السياسي التي ظهرت وبانت في بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية في الأقليم جرّاء الأستفتاء المتسرّع , بالأضافة الى انقسامات الشارع الكردى والقابلة في التوسع او التمدّد , خصوصاً في المناطق العائدة للأتحاد الوطني الكردستاني.

إرسالُ دبّاباتٍ كرديّة الى كركوك يوم امس , وما تبعها من زيارة السيد البرزاني الى كركوك , تمثّل حساباتٍ وتحسّباتٍ ما لرئيس الأقليم من الهواجس والأحتمالات الواردة وغير الواردة حول المصير المعلّق الحالي او الآني لهذه المدينة .! , وبالصدد هذا فأذ حكومتا انقرة وطهران يتشددان لإلغاء الأستفتاء , فأنّ ايّة حكومة عراقية سوف لا تترك كركوك بأيدي الكرد تحت اية حسابات محسوبة او غير محسوبة , والمسألة متوقفة على عنصر الوقت فقط .!