17 نوفمبر، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

واقعة كربلاء حدثت لتستمر الى قيام الساعة

واقعة كربلاء حدثت لتستمر الى قيام الساعة

لقد شاءت قدرة الله سبحانه وتعالى أن تصبح واقعة كربلاء الشمس التي تهتدي بها البشرية قاطبة ً الى طريق الهدى والصلاح ، وتظهر هذه الواقعة قساوة ودموية وإجرام من يترك طريق الله سبحانه وتعالى ويسلك طريق الهوى والغرائز الذي يقوده الشيطان وأتباع الشيطان ، فقد هيأ الإمام الحسين عليه السلام كل الأدوات من أجل بقاء واقعة كربلاء الأليمة حيَّ متوهجة في ساعات وأيام الزمان الى قيام الساعة تظللها القدرة الإلهية حتى تستلهم منها البشرية الدروس والعبر كلٌ حسب حاجته , ولولا التحضيرات التي قام بها سيد الشهداء عليه السلام من جلب أطفاله ونساءه وأخوته وأخواته وأهل بيته الخلص من بني هاشم والثلة المختارة من أصحابه لما عرفت البشرية عامة والمسلمون بشكل خاص كفر وإجرام ووحشية من تسلطوا على رقاب الناس في تلك الفترة ، ولم يتجرأ أحد أن ينقد تلك الفترة بكلمة واحدة لأن الماكينة الإعلامية الأموية التي قادها معاوية قد غيَّرت كل شيء في ثوابت الأمة وغسلت العقلية العربية المسلمة في تلك الفترة حتى جعلها تتقبل الفاسق يزيد ملكٌ عليها ، فأمة بهذه العقلية كيف توقظها وترجعها الى طريق الإسلام الحق وكيف تحمي هذا الطريق من المتلبسين بالدين والمرتزقة ووعاظ السلاطين والحكومات الجائرة والظَلمة وتُظهر زيفهم وخدعهم وفسادهم وإجرامهم عبر الزمان ، لولا الطريقة التي قادها الإمام الحسين عليه السلام في إدارة مهمة واقعة الطف لما عرف المسلمون خطورة الانحراف الذي سارة به الأمة من لحظة الإنقلاب على الخلافة الشرعية في سقيفة بني ساعدة الى تولي الفاسق يزيد مقاليد الحكم ، فأعطى كل شخص مهمته التي يبدع بها في إظهار حقيقة المشهد للأمة والأجيال القادمة ، فلم يترك أي شخص له القدرة على المشاركة مهما كان عمره وجنسه في هذا الحدث العظيم الذي سيهز البشرية قاطبةً إلا وأشركه ، فكان الطفل الرضيع وعبد الله بن الحسن والقاسم وعلي الأكبر وأخوته والعباس عليهم السلام وحبيب بن مظاهر وزهير ومسلم بن عوسجة والحر وباقي الأصحاب عليهم السلام ، وللتأكيد على قساوة وإجرام وكفر من أبتعد عن طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ونشرها ونقلها للأمة والبشرية فقد جلب معه كل الأطفال والنساء فكان دورهم المأساوي والإعلامي يبدأ بعد نهاية المعركة حيث أستشهد بعض الأطفال بعد أن داستهم خيول جيش الطاغية يزيد وبعضهم أستشهد من العطش والرعب الأموي الرهيب ، والمهمة الكبرى في قيادة العمل الإعلامي الثوري لواقعة كربلاء كان من نصيب فخر المخدرات زينب عليها السلام ، التي ابدعت في نقل الواقعة للعالم وإظهار إجرام وفساد الطغمة الأموية التي أنتجتها سقيفة بني ساعدة ، وكان المرشد والموجه الحقيقي للصديقة الصغرى عليها السلام في كل مواقفها وخطبها هو الإمام زين العابدين عليه السلام الذي قاد الواقعة من بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ، وهكذا فأن الإمام الحسين عليه السلام أراد من واقعة كربلاء أن تكون الشعلة التي تنير طريق الإسلام المحمدي الأصيل لكل البشرية وعبر الزمان .

أحدث المقالات