22 نوفمبر، 2024 6:59 م
Search
Close this search box.

هل تعلم أن العقيلة زينب هي التي سبت يزيد

هل تعلم أن العقيلة زينب هي التي سبت يزيد

هكذا أرى المشهد، أراه من زاوية أخرى، إن العقيلة زينب (عليها السلام) لم تكن سبية عند يزيد أبداً بالرغم من سيرها والعيال من كربلاء إلى الشام تحت حراب جيش يزيد، فهي البطلة التي انتصرت في الواقعة ويزيد كان هو الخاسر، هذا هو التقييم الحقيقي للمعركة، فنتيجتها أن يزيد من تلك اللحظات ولنهاية الحياة على هذه الأرض، بل وبعدها في الحياة الأخرى والى ما لا نهاية أصبح في أسر العقيلة زينب، أصبح سبياً لها، أصبح بفعل تعامله مع زينب، وتعامل زينب معه سبياً مسجوناً في سجن لن يخرج منه ولن ينفعه عتق ولن ينال شفاعة الشافعين، فقد سبته زينب ووضعته في سجن تاريخي لا يمكن الخروج منه، وكيف يخرج من محاسبة ومحاكمة التاريخ؟ وكيف يخرج من محاكمة المبادئ والإنسانية وقيمها مهما مر الزمن وتغير الناس واللغات؟ انه سجن التاريخ والأخلاق والمبادئ والإنسانية.
ولتتأكد من ذلك استمع إلى خطابها ليزيد كيف تقرعه وتوبخه، وهل سمعت في يوم من الأيام أسيراً أو مهزوماً وبخ منتصراً؟ أم إن المنتصر هو من يوبخ الخاسر والمهزوم؟ فها هي تخاطب يزيد بعزتها وأنفتها وإبائها، فتقول له في مجلس حكمه وأمام أنظار وأسماع أتباعه وقياداته وجيشه:
( … اللهم خذ لنا بحقنا، وانتقم ممن ظلمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا، وقتل حماتنا. فو الله ما فريت إلا جلدك، ولا حززت إلا لحمك، ولتردن على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم، ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.
وحسبك بالله حاكما، وبمحمد (صلى الله عليه وآله) خصيما، وبجبريل ظهيرا، وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا وأيكم شر مكانا واضعف جندا، ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، إني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، ولكن العيون عبرى، والصدور حرى.
ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما، لتجدنا وشيكا مغرما، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد، والى الله المشتكى وعليه المعول.
فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين.
والحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة، انه رحيم ودود، وحسبنا ونعم الوكيل).
فلنتعلم من العقيلة زينب (عليها السلام) هذا الإباء وهذه العزة من أجل الدفاع عن الإنسانية والمبادئ والحق والدين المحمدي الأصيل الذي أنزله الله رحمة للعالمين.
وكما قال أحد المحققين المعاصرين (أصبحت ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب وصُـهرت أمامهـا النفـوس فانقادت لها بشوق ولهفة حاملة الأرواح على الأكفّ راغبة في رضا الله تعالى لنصرة أوليائه وتحقيق الأهـداف الإلهيـة الرسالية الخالدة).

أحدث المقالات