خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :
في سابقة تاريخية بجهاز الاستخبارات والمهام الخاصة، “الموساد”، الإسرائيلي، يتم لأول مرة ترقية امرأتين في وقت واحد لمنصب رئيس قسم, وهو ما يوازي رتبة “لواء” في الجيش الإسرائيلي.
هذا ما أعلنته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية, التي لم تذكر اسم السيدتين واكتفت بالقول إنه تم مؤخراً تعيين السيدة “ش” في منصب رئيس قسم، بعد وقت قصير من تعيين زميلة لها وهي السيدة “ي”، في منصب مشابه. وبذلك انضمت السيدتان إلى “قائمة” – رؤساء الفرق، وأصبحتا ضمن القيادة العليا لجهاز الموساد. وهذه سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الأجهزة الأمنية والسيادية والاستخباراتية والدفاع المدني في إسرائيل.
سياسة “النهوض بالمرأة” في الموساد..
تضيف الصحيفة الإسرائيلية أن السيدة “ي” شغلت عدة مناصب في الموساد، ومعظمها في إطار قسم الموارد البشرية، الذي يحتل أهمية كبرى في هذا الجهاز بشكل خاص، نظراً لأنه يعتمد في الأساس على مهارات الأفراد الذين يلتحقون به بالإضافة إلى شدة ولائهم وتفانيهم في خدمة الجهاز.
أما السيدة “ش” فقد التحقت بالخدمة في الموساد عام 1992, وبدأت عملها في قسم الاستخبارات, وعملت كثيراً في مجال مكافحة الإرهاب, ثم انتقلت إلى قسم العلاقات الخارجية السرية في “الموساد”، الذي يُطلق عليه اسم “تيفل”، حيث تولت فيه العديد من المهام، ثم انتقلت للعمل في قسم “تسومت”، المعني بتجنيد وتشغيل العملاء.
تؤكد “يديعوت أحرونوت” على أنه بالإضافة إلى ترقية كل من “ش” و”ي”، فقد أوصى رئيس الموساد “يوسي كوهين” بتعيين المزيد من النساء في مناصب قيادية، ضمن خطة النهوض بالمرأة وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل في جميع إدارات الجهاز.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن تلك الخطوة الرائدة، المتمثلة في النهوض بالمرأة داخل جهاز “الموساد”، لم تأت من فراغ لأن هذا الجهاز الاستخباراتي هو صاحب السبق في دمج المرأة داخل المناصب القيادية والتنفيذية، بما في ذلك المهام الخطيرة مثل “المراقبة والتنصت والتسلل إلى المباني وتصوير المستندات” وغير ذلك. ويعتمد جهاز “الموساد” في كثير من الأحيان على العنصر النسائي، لأن تحرك الأفراد في مجموعة مختلطة من الرجال والنساء في الشوارع يُعتبر أقل إثارة للريبة من مجموعة تضم الرجال فقط.
وتلفت “يديعوت أحرونوت” إلى أن السبب الأهم في اعتماد “الموساد” على العنصر النسائي، هو أنهن أفضل بكثير من الرجال في تنفيذ العديد من المهام العملية. وعلى سبيل المثال، فإن متوسط سن تجنيد النساء في بعض المهام أقل بكثير من الرجال, فيما يقول مسؤول كبير بالموساد: “إنهن أكثر نضجاً وجهوزية للعمل من الرجال في نفس العمر”.
عليزا ماغين هلليفي..
في الختام توضح الصحيفة الإسرائيلية أن المرأة التي وصلت إلى أعلى منصب في “الموساد” الإسرائيلي قبل الآن، كانت “عليزا ماغين هلليفي”، وأنها جاءت من القسم الذي كان حتى الآن يُعد معقلاً للرجال، وهو قسم “تسومت”. فكانت “هاليفي” هي المرأة الوحيدة، حتى الآن، التي شغلت رئاسة الفرع التابع لـ”تسومت” في أوروبا، ثم تولت رئاسة قسم الموارد البشرية، إلى أن شغلت منصب نائب رئيس الموساد (خلال فترتي شبتاي شافيت وداني ياتوم).
يُعرف جهاز الاستخبارات والمهام الخاصة في إسرائيل بلقبه المُختصر “الموساد”, وهو أحد مؤسسات الأجهزة الأمنية وأحد مؤسسات الأجهزة الاستخبارتية الخمسة في إسرائيل.
ومن مهام الموساد جمع المعلومات السرية وتنفيذ المهام الخاصة خارج حدود إسرائيل, وإدارة الدبلوماسية السرية وإحباط الأهداف المدنية والعسكرية للأعداء. وبخلاف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وكذلك جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، فإن أهداف “الموساد” أو تكوينه أو صلاحياته وسلطاته لا يحكمها قانون أساسي أو أي تشريع. وهو يدير نشاطه وفق إجراءات لم يتم الإعلان عنها مطلقاً. ومن المعلوم ان “الموساد” يتبع ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي.