26 ديسمبر، 2024 10:04 م

“دعه يعمل .. دعه يمر” .. شعار تواطؤ التيارات الدينية المتشددة داخل إسرائيل مع فساد القيادات السياسية !

“دعه يعمل .. دعه يمر” .. شعار تواطؤ التيارات الدينية المتشددة داخل إسرائيل مع فساد القيادات السياسية !

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

على وقع قضايا الفساد التي لازالت تلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” وعدداً من القيادات السياسية الإسرائيلية، نشر موقع “مكوميت” مقالاً للكاتبة الإسرائيلية “كرميلا كوهين شلومي”، تنتقد فيه عدم تفاعل التيارات الدينية وقياداتها مع هذا الملف، وتتهمها بالتستر على الفاسدين.

ماسورة فساد تنفجر أخيراً..

تقول الكاتبة الإسرائيلية: “لقد كانت سماء رئيس الوزراء نتنياهو ملبدة بغيوم الفساد طيلة السنوات السابقة مثل قضية الهدايا المقدرة بـ700 ألف شيكل وقضية فساد الغواصات؛ وعلى إثر ذلك تكشفت فضائح الفساد على صفحات الجرائد وتوالت التحقيقات، وتم استدعاء عدد من كبار الشخصيات العامة للاستجواب، والقبض على أغلب المقربين من نتنياهو فيما يبحث الباقون عن مخرج. ورغم ذلك فقد ظل نتنياهو – الذي أحاط نفسه بجوقة من المنافقين والمتزلفين – يطل علينا عبر وسائل الإعلام ويُلقي التهديدات المبطنة يمنة ويسرة على الهواء مباشرة”.

التيارات الدينية تدفن رءوسها في الرمال..

توضح “كرميلا” أن غيوم الفساد، التي سدت كثافتها الآفاق وأزكمت رائحتها الأنوف، لم تُثر أي رد فعل لدى السادة المبجلين من القيادات السياسية للتيار الديني اليميني الذين يصدّعون رءوس العباد ويقتاتون على حسابهم أوقات الرخاء، ثم في وقت الشدة لا أحد يسمع لهم صوتاً.

وتضيف: “منذ قرابة عام على أول تظاهرات شهدتها مدينة (بتاح تكفا) ضد فضائح فساد نتنياهو، لاحظ الجميع غياب أحد أهم الأصوات التي عادة ما تملأ الدنيا ضجيجاً. صحيح أن وسائل الإعلام – التي تكاد تغطي كل همسة لنتنياهو وتلاحقه مع زوجته في رحلاته حول العالم، والتي تثقل كاهل خزينة الدولة – قد غابت عن هذه التظاهرات ولم تتناولها بالشكل المطلوب، ولكن اللافت للانتباه هو غياب صوت قيادات التيار الديني وحاخامات (الحريديم)، الذين يتحدثون باسم التوراة، ويحرصون على الخوض في كل صغيرة وكبيرة. فلقد سكت كل هؤلاء ولم ينبسوا ببنت شفة إزاء قضايا الفساد التي امتلأت بها ساحات المحاكم وكأن على رءوسهم الطير”.

تواطؤ مكشوف..

تؤكد الكاتبة الإسرائيلية أن ما كان في السابق يثير العواصف ويُقيم الدنيا ولا يُقعدها، أصبح الآن يمر وكأنه سحابة صيف عابرة. حيث تعامل زعماء التيار الديني مع قضايا الفساد الأخيرة وكأنها صراع علماني داخلي لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وأشعروا جمهورهم بأن الأمر لا يعنيهم بل وعملوا على تغييبهم عن الواقع رافعين شعار “دعوا الفاسد فاسداً طالما تسير القافلة”. لقد أوهموا جمهور المتدينين بأن حفنة من العلمانيين يتصارعون فيما بينهم من أجل مكاسب سياسية، بينما الحقيقة أن قيادات التيار الديني قد دفنت رءوسها ورءوس أتباعها في الرمال تجاه قضايا الفساد.

أحزاب اليمين تنصلت من القيم التوراتية..

تثير الكاتبة الإسرائيلية عدداً من التساؤلات الحساسة فتقول: “كيف لهذا الموقف المخزي لزعماء التيار الديني أن يستقيم مع المبادئ والقيم الأخلاقية التي تحض عليها الشريعة اليهودية ؟.. وماذا عن الأحزاب الدينية الممثلة في الكنيست وتشارك في الائتلاف الحكومي الحالي عبر وزراء ونواب وزراء ؟.. وماذا عن حزب (شاس) وحزب (أجودت يسرائيل) ؟.. وما هو المبرر الذي سيتذرع به حزب (البيت اليهودي) ورئيسه وزير التعليم (نفتالي بينيت) ؟.. كيف سيبررون لأبنائهم ذلك الصمت المخزي ؟.. وأي قيم أو خلق سيعلمونها لأطفالهم ؟.. ترى على حساب من يجامل هؤلاء بهذا الصمت المريب ؟”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة