معروضة الى مناضلي آخر زمن في العوامات…
جيفارا لم يمت … ولم يمت هوشي منه ايضا
بل ماتت نخوة العرب وتدنت شواربهم في اول فندق
ربطا مع حكاية منقولة، عادت بي الذكريات ، فعسى ان تنفع الذكرى بها عند البعض
في مطلع السبعينات قررت الولايات المتحدة الأمريكية التفاوض مع الثوار الفيتنامين فأرسلت لهم أن يرسلوا وفدا يمثلهم في باريس للتباحث حول وقف الحرب بعد أن أوغل ثوار فيتنام بالجنود الأمريكان ..
وفعلا أرسل الثوار وفدا مكون من أربع ثوار هما امراتان ورجلين وكانت المخابرات الأمريكية قد جهزت لهذا الوفد إقامة بأرقى فنادق باريس وجهزت لهم كل أسباب الراحة والمتعة وكل مالذ وطاب وعندما وصل الوفد الفيتنامي إلى مدينة باريس ونزل في المطار كانت هناك سيارات تنتظر الوفد لتقله إلى مكان إقامته ولكن الوفد رفض ركوب السيارات وطلب مغادرة المطار بطريقته وأنه سيحضر الإجتماع في الوقت المحدد واستغرب الوفد الأمريكي ذلك وسأل رئيس الوفد وأين ستقيمون فأجاب سنقيم عند طالب فيتنامي في أحد ضواحي باريس فتعجب الأمريكي وقال له قد جهزنا لكم إقامة مريحة في فندق فخم فأجاب الفيتنامي نحن كنا نقاتلكم ونقيم في الجبال وننام على الصخور ونأكل الحشائش فلو تغيرت علينا طبيعتنا نخاف أن تتغير معها ضمائرنا فدعونا وشأننا وفعلا ذهب الوفد وأقام في منزل الطالب الفيتنامي ليقوم بعدها بمباحثات أدت لجلاء المحتل الأمريكي عن كل فيتنام .
من يبيع ضميره باع وطنه..
والانسان يستطيع ان يعيش بصمامات يركبها الاطباء في قلبه.. ويمكن ان يعيش بنصف رئة..
لكنه لا يستطيع ان يعيش بنصف ضمير..
هل من السهل ان نجد اليوم مثل هؤلاء في العراق؟
اسألوا عنهم سجلات الاقامة وادارات فنادق من صنف الخمسة نجوم *****
اكتب هذا وانا ارى المشهد يتكرر للأسف ، وهناك من المناضلين الوطنيين العراقيين الاحياء يتذكرون و يشهدون على ذلك الموقف في 1983 عندما تم تكليفي من قبل الامانة العامة للجبهة الوطنية القومية الديمقراطية” جوقد” لتمثيلها بوفد منها يتكون من د. عبد الكاظم العبودي، و د. فؤاد معصوم ( رئيس الجمهورية الحالي) ، لحضور مؤتمر طلبة كردستان خارج الوطن” أكسا” ببرلين الغربية ، وبحضور جلال الطالباني نفسه ، وبعد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ذهب جلال الطالباني وفؤاد معصوم الى فندق ببرلين بخمسة نجوم ، في حين اصر عبد الكاظم العبودي على المبيت في احد الاقسام الداخلية وتعشى بين الطلبة، وعندما عدنا كل على انفراد الى دمشق فوجئت بطلب فؤاد معصوم تعويضا ماليا عن مهمته، وقدم حينها فاتورة كلفة سفره والفندق بمبلغ مبالغ فيه من بضعة الاف من الدولارات، بينما كانت كلفة سفري واقامتي لحضور ذلك المؤتمر لم تتجاوز كلها مبلغ 220 دولار فقط بما فيها كلفة تذكرة عودتي الى دمشق.