جميع المؤشرات السياسية تؤكد إن الإقليم ماضٍ في إجراء إستفتاء الاستقلال المشؤوم ، الذي قد يؤدي إلى مزيد من الأزمات والنزاعات والتي لا يستطيع أحد التنبؤ بشكلها ونوعها ،ولا يمكن التكهن بحجم ردود الأفعال المحلية والدولية التي يمكن أن تصدر على خلفية إجراء الإستفتاء للاقليم .
وبالرغم من كل التحذيرات والممانعات والمناشدات التي ابدتها جهات وطنية ودولية ، في عدم المضي بمشروع الإستفتاء إلا إن حكومة الإقليم كانت في عنادٍ مستمر يذكرنا بتعنت صدام في قضية الكويت والتي أصبحت في ما بعد شماعة لتصفية الحسابات مع العراق وشعبه وماجرته من ويلات ومآسي راح ضحيتها العديد من العراقيين نتيجة نقص الدواء والغذاء سببه السياسات الرعناء.
كردستان اليوم تقرر إمضاء مشروعها بغض النظر عن دستوريته وبغض النظر عن موافقة العراق من عدمه وبغض النظر عن مواقف دول المنطقة وبغض النظر عن إرادة الدول العربية وبغض النظر عن رأي الأمم المتحدة وبغض النظر عن وجهة نظر مجلس الأمن الدولي الموحدة والمعلنة ، الدول الداعمة للاقليم اليوم هي رافضة للانفصال ، إصرار البرزاني على تحقيق مايسمى بالحلم الكردي ، إنما هو تنفيذ لأجندة الكيان الصهيوني في العراق وجلب إسرائيل وتسليطها على تاج العراق ، وتحقيق حلم إسرائيل في التوسع وبلوغ نهر الفرات تدريجياً الذي إليه ينشدون إذا ماحدثت خيانة أخرى من خارج إقليم كوردستان ، لذلك فإن الوقوف بوجه إرادة مسعود هو الوقوف ضد التمدد الإسرائيلي واحتلال شمالنا الحبيب تحت مسمى الاستقلال ، عن أي استقلال يتحدث الكرد ، استقلال تحت حصار الدول المجاورة ، استقلال في ظل إغلاق كافة المنافذ الحدودية ، استقلال في حروب محتملة مع دول الجوار بسبب التواجد الإسرائيلي المرتقب ، استقلال والعراق لن يترك شبر مغتصب تم الإستيلاء عليه في لحظة إرباك الحكومة المركزية وانشغالها بسقوط الموصل ، شمالنا الحبيب ليس اقطاعية لآل البرزاني ، وليس إرث حصل عليه مسعود من أجداده ، لكي يقوم ببيعه لإسرائيل أو غيرها .
العراق لن يسمح لأيٍ كان النيل من وحدة شعبه ووحدة أراضيه ، ولن يسمح لأحد أن يستهين بدماء الشهداء التي روت أراضيه ، ولن يسمح لمشروع بديل لداعش إن لم يكن مكملا له.
إخواننا العراقيين الأكراد الذين قبلتم ووافقتم على الدستور العراقي الحالي ، وكنتم جزءاً منه ، فلنلتزم بما ألزمنا به أنفسنا كعراقيين ونحافظ عن البلد الذي قررنا العيش على أراضيه بملئ إرادتنا ، ولنتعايش بسلام من أجل مستقبل آمن لأجيالنا وكفانا مامررنا به للعقود الماضية