أرتفعت أصوات طبول الحرب مع جيش الكرد ومازلت معركتنا مع سرطان داعش لم تنتهي بعد , وكل مرة تلبس حروبنا ثوبا يختلف عما سبقه من الحروب , فهذه المرة معركة قوة القانون و الدستور .
يقول الأكراد أنهم يريدون تحقيق حلمهم بدولة كردستان وأن كل ما يحمله المواطن الكردي من لغة وثقافة تختلف عن مواطني بقية العراق , معلوم ان زواج الاكراه باطل شرعا وعرفا فلم هذه الزاوج الذي مصيره الانفصال يوما ما ؟ لم لاننفصل بحكمة و عقل بعيد عن الكراهية و الدماء ؟
ليقيموا دولتهم في محافظاتهم الثلاثة ( اربيل , دهوك , السليمانية ) , و ليبنوا أو نحن نبني سور الصين بيننا ليرتفع حتى يعانق السماء , وهم أحرار في دولتهم و مشاكلهم و أيضا في خلافهم مع الوحوش الكاسرة ( ايران و تركيا ), وما يهمني أن نعيش بسلام دائم يمنع أي حروب للاجيال القادمة .
أصل الخلاف هو كركوك و مناطق أخرى حددتها المادة 140 و سمتها خطا بالمناطق المتنازع عليها , لو كان من حكم العراق شجاع و ذكي لارسل قوات عراقية الى هذه المناطق بقوة القانون و الدستور منذ 2003 و تبقى هذه القوات ليومنا هذا , ولكن الذي حصل هو العكس , فقد أستثمر الكرد حب قادة بغداد للكرسي اللعين فارسلوا قواتهم لهذه المناطق و سيطروا عليها خلاف للقانون و الدستور .
ولو يملك العبادي شي من الذكاء و الشجاعة لارسل قواته الى كركوك و هذه المناطق قبل الأستفتاء و ترك أستفتائهم بالمحافظات الثلاثة , ما أقيم هذه الاستفتاء أصلا و ما حصلت كل هذه التطورات , و سيضع البرزاني في مأزق أخر غير مأزقه في عشقه لحكم كردستان في مملكة لا يقبلها السوران في اربيل و السليمانية , لكن العبادي تاخر رغم مناشدات بعض الساسة العراقيين العلنية و السرية له , لقد تأخر العبادي في الحركة منتظرا حق أقره الدستور له قبل مجلس النواب , بينما سارع البرزاني الى باطل دون دستور و مجلس نواب كردستان وهذه هو الفرق بينهما .
ويخطى من يظن أن قرارات الحصار سوف تركع الحلم الكردي وتجعله كابوس , بل هم مصريين على دولتهم ويراهنون على موقف امريكا الثعلب و سقوط حكومة العبادي بالانتخابات القادمة أو مصالح دول الحصار .
والغريب أن القوى السنية تريد من ابن الجنوب أن يكون قربان لهم في تسليم كركوك لهم كما حصل في الموصل حيث تفرح أمهاتهم بينما تقضي أمهاتنا أعمارهن نوحا على ابناهن الذي سيستشهدوا في معركة قوة القانون و الدستور , وهذا ما يدفعني للقول أنني أطلب من السنة أن يقيموا دولتهم في أرضهم حيث مناجم الفسفور و صيد الصقور و سأبني الجدار مرة أخرى حتى لا ارى القرد و لا القرد يراني .
نعم للدولة الكردية في محافظاتهم الثلاثة وبعقل و بحكمة أقولها و ليسمعني المواطن العراقي و ينصفهم بدولتهم التي طالما حلموا بها .