كل مشروع يراد له التطبيق والتنفيذ لابد من وجود من يجيد هذا التنفيذ على اكمل وجه ولهذا نجد الكثير من المشاريع فشلت او تم تاجيلها لعدم وجود المنفذ واتذكر في افلام هوليود كيف يبحث زعيم العصابة عندما يخطط لسرقة مصرف او خطف شخص تجده يبحث عن اشخاص يجيدون المهمة ونرى كيف انه يتنقل بين المناطق حتى يحصل على مراده لنجاح مهمته, وهذا ما سعت له الولايات المتحدة لتطبيقه في العراق بعد 2003 وكان المخطط المعد للعراق موجود وكامل ولكن ينتظر من ينفذه كما تريد اميركا!! لهذا نجد ان عملية اختيار الاشخاص ليست بالمهمة اليسيرة والسهلة على الرغم من عقد العديد من مؤتمرات المعارضة وتشخيص بعض الاقطاب المهمة فيها لكن هذا غير كافي في نظر المحتل الاميركي لهذا بادر بطلب العون من (السيستاني) لترشيح اسماء تكون محل ثقته وجديرة في مهمة إقناع الشارع الشيعي كونه يمثل الاغلبية العراقية لهذا وافق السيستاني فورا على هذا الطلب ووجد فيه فرصته لمسك سلطة القرار في العراق!! فكانت قائمة (الشمعة 169) حجر الاساس في العملية السياسية لتنفيذ المشروع الاميركي للهيمنة والتغلغل وشكل التحالف الشيعي قاعدة العملية السياسية بمباركة وتزكية السيستاني لهم فحصل التصويت بنعم للدستور الاميركي الذي شكل الدعامة الاساسية وتجاوز مرحلة الخطر الذي كانت تخشاه اميركا للحفاظ على قبضتها في العراق , ومنذ تلك اللحظة انطلقت العملية السياسية وفق منظور المحتل لتحقيق اهم اهدافها وهو ضرب المشروع الإسلامي باعتماده (احد مصادر التشريع)!! وليس المصدر الوحيد كما كانت تطبل الاحزاب (الإسلامية) في كراريسها وادبياتها الحزبية!! وكذلك القبول( بالديمقراطية الغربية الماجنة) كمسار ملازم للاسلام في هذا الدستور وهكذا مر الدستور بمباركة السيستاني واذنابه في العملية السياسية ! اما المناطق السنية كانت غير مستعدة للقبول بالتغيير السياسي بوجود المحتل ولهذا عارضت الدستور وجرى ما جرى من تزوير على ارادتهم بمخطط نفذه (الحزب الاسلامي). اما الكرد فكان واقعهم يختلف نوعا ما بوجود ادارة منفصله عن سلطة النظام السابق وبحماية دول التحالف للخط عرض( 36) وكان من الممكن ان تمنح اميركا الاكراد( تقرير المصير ) منذ تلك الحقبة لكنها لم تفعل !! كما عمل الاحتلال الانكليزي عندما احتل الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الاولى في الوقت الذي منح (اليهود) ذلك!. وبعد هذه المقدمة نريد ان نستعرض ( مسرحية الاستفتاء الكردي) ومن خطط ونفذ والمنتفع منه بعد ذلك لاننا سوف نعرض ابعاد هذه المسرحية والتي نقول لمن يضن انها تمر علينا كما مرت على غيرنا, اقول وجود (التشكيلة السياسية الحالية) من الصعوبة الاستغناء عنها بعد ان حققت للمحتل مكاسب كبرى لم يكن يحلم بها ! ولهذا نجد ان المحتل الاميركي متمسك بها لعدم وجود البديل حاليا!! والان سنبين كيف ان المحتل متمسك بالشخوص السياسية التي تتصدر المشهد منذ 2003 ولغاية الان وتعيد انتاج نفسها بالرغم من فسادها وفشلها وإجرامها لكن يبقى (طوق النجاة) الاميركي موجود كلما اوشكت على السقوط والهزيمة والامثلة عديدة ومتنوعة واهمها (ظهور داعش) عندما ثار الشعب العراقي بتظاهرات عارمة واعتصامات ترفض فساد السلطة الحاكمة وضرورة رحيلها الذي يتعارض مع الرغبة الاميركية ونظرتها للشان العراقي وكيف دعم المحتل بقاء هذه السلطة من دون محاكمتها على سقوط المناطق (الغربية العراقية) وكيف منحتهم انتصار (مزيف) لتحسين صورتهم ومنحهم جرعة البقاء في المناصب!!! ونجحت بابعاد الخطر عنهم وشغل الشعب بشبح ( داعش) وبعد ان شارفت صفحة داعش على النهاية وتعالت الاصوات الوطنية باقصاء الطبيقة السياسية عن سدة السلطة اكتملت فصول مسرحية الاستفتاء الكردي وكلنا يعرف ان الكرد يمثلون (بيضة القبان) في العملية السياسية ولا يمكن التفريط بهم وللتخلص من الاثار المادية والنفسية لمرحلة ( ما بعد داعش) لابد من خطه تعيد مسك الملف من جديد وتتحاشى النقمة الشعبية والخصومات السياسية وتعطل اهم منجر اميركي وهو ( دستور بريمر) سارعت اميركا للعرض المسرحي الكردي لاعادة الامور الى نصابها وهكذا جاء الاستفتاء لعبة ممكن ان تحقق للمحتل تنشيط العملية السياسية التي اوشكت على الانفراط وتصاعد الدعوات المطالبة بتغيير الدستور وطرد الطغمة الحاكمة وبما ان هذه الطغمة لا يوج بديل لها في الظرف الحالي إلا (الانقلاب العسكري) وهذا لايحبذه المحتل لهذا بادر الكرد باعلان الاستفتاء وهم على يقين انه لن ينجح لكن لو شاهدنا كيف غطت هذه الازمة على هموم ومطالب الشعب العراقي وراح يتناغم مع الاحداث ساعة بساعه, فجاءت قرارات البرلمان والحكومة وكان لعبة تبادل مراكز وإستغفال مضحك لكسب فوائد جما ومنها( توحيد الطبقة السياسية وإعادة المعمل بالدستور وكسب حلفاء المنطقة وسنجد هذه اللعبة واضحة عندما يركز الكرد على (الحوار) بعد الإستفاء والتعنت الكردي على رفض التاجيل يدل على ان الامر إعلامي ليس اكثر!! ويمكن للكرد التراجع في اي وقت بعد ان تعيد السلطة الاتحادية سيطرتها على المناطق المتنازع عليها ومسك المنافذ الحدودية والمطارات وكان ما حصل عليه الكرد في عصر العسل لن يعود ابدا, وستعود الطبيقة السياسية بحلة الوحدة والدستور وسلطة المركز وهذا ما تخطط له اميركا لإعادة ضبط الوقت والموقف وهناك ستكون هذه الطبقة السياسية باقية وقوية بعد ان سمعنا رئيس الحكومة العبادي يصر على عدم سقوط دماء في الحفاظ على وحدة البلد.