17 نوفمبر، 2024 9:49 م
Search
Close this search box.

الحياة تحضّر أولى متطلباته أنسنة علاقة الفرد مع الطعام بجعله لذة لا ملأ موسمي للبطون

الحياة تحضّر أولى متطلباته أنسنة علاقة الفرد مع الطعام بجعله لذة لا ملأ موسمي للبطون

اشتهر المحتل بطرقه الخبيثة في المحافظة على مرتكزات احتلاله للبلد المحتل, ومن انجعها لربما اشفال الفرد ابن البلد المحتل بلقمة عيشه بأن يجعل الحصول عليها بالطرق العشوائيّة ,أي مثلما نقول “الرزق على الله” وأشهر مؤسسة اعلامية تناولت هذه المشاغلة هي السينما المصرية اشتهرت منها افلام سينمائية تظهر فيها كيف يتصرف الثري ابن المحلة او المنطقة مع ابناء منطقته غالبيتهم العظمى منتكسون اقتصاديا بأن “يذبح لهم العجل” بحلول مناسبة معينة فيكيلون له المديح وذلك لأنّه أشبع بطونهم “لحمة” ..أما في اليوم التالي فغير مضمون قد يجد أو لا يجد طعاما.. ومن تراثنا “بيت المال” كي لا يجوع انسان وكي تنتظم أجندة المواطن باتجاه الابداع بعد أن تكون قد أمنت له الدولة سبل حصوله على لقمة عيشه كما يحصل في الدول المتقدمة في العصر الحديث او التي يليها من بلدان كما كان العراق سابقا بوظيفة مهيأة للفرد المواطن مسبقا وفق خطط التمدن والتحضر بل يصبح الطعام عندها متعة وفنون في الطبخ لا أن يملأ المواطن بطنه بموسم معين ويبقى حائرا تأكل أعصابه الوساوس والقلق من حصوله وعياله على سد الرمق في اليوم التالي أم لا ما أن تنفظ تلك المناسبة ,فيتلف البلد بعدما تضيع الطبقة الاجتماعية الوسطى كما يحصل في عراق التفتت اليوم عن طريق لصوص ذكرى قتل الحسين بإعلاء الغيبيات دون عقاب من الدولة بل تمجيد! من تحريضهم المواطن على الاقتناع بالغيبيات “وبالمقدر والمكتوب” وبالماورائيات والتي لا جدوى منها سوى هدر الاموال في المواسم وفي نظيراتها ..لذا على المحيون لذكرى الحسين إن تجرّؤوا بإعلان بطولتهم من خلال احيائهم لذكرى عاشوراء مثلًا إحياء دائم لسلوكهم اليومي ما عرفوه عن الحسين الذي يظنون أنه عاش ومات عليه عندها سيجد الفرد ليس بحاجة لهيجان موسمي طالما وعي السلوك القويم وسيشعر أنه والحسين كتف بكتف بمواجهة الصعاب والمسالك الرديئة التي سبق للحسين وكافحها وكافح جميع ما يتغنون وينشدون وفق ما مسطر ويقرؤونه عن أمجاد الحسين وسيغدو الطعام برنامج وعلاقة تحضر يومي لا موسمي.

أحدث المقالات