تشتهر مدينة النجف بالاكلة الشعبية (الدهين) شأنها شأن بقية المدن كالناصرية مدينة المليون عريف والشورجة ذات المليون (بسطه) والعراق ذات المليون موقع أثري وسوق (امريدي) ذي المليون نوع من التزوير لاي مستند دولي او حكومي او شبه حكومي او اهلي 0 الا ان الصراع القائم قد بلغ اشده هنا وقد أخذ مداه الكبير يستحق ان يقف مع أقرانه من الازمات (الكهرباء والماء والخدمات) والصراع وقع بين صانعي( الدهين والداطلي) فقد عرف عن الدهين انه اصبح المادة الاساسية في الهدايا وقد اعتدنا جميعا في أرسالها الى الاحبة ويذكر ان السيد بريمر قد تذوقها واعجبته جدا واقترح ان يسجلها في منظمة الغذاء العالمي التابع لهيئة الامم المتحدة وان الذي اثار انتباهي ان (الاخ دهين) اخذ يصول ويجول بين صفحات مجلاتنا للدعاية واحتل الصفحة الرابعة من غلاف أي مجلة او لقاء في صدر الصفحات لصاحب وصانع المعجزة (ابو علي) صانع ومخترع ومكتشف الدهين الذي لا يحمل براءة اختراع لامن الحكومة ولا من هيئة الامم المتحدة و لا من منظمة نوبل التي تمنح جائزة السلام العالمية 0 واتجول في السوق الكبير او الشوارع الرئيسية فأرى الاعلانات الضؤية وبأحجام مختلفة أحتلت واجهات المحال لتعلن ( هنا دهين ابو علي الاصلي)ورحت ابحث عن(ابو علي) واكحل عيني بطلعته البهية التي وضعت مع الاعلانات التي عبرت المحافظات بذكره فايقنت ان الشهرة التي نالها لم ينالها حتى المتنبئ او نيوتن ولا حتى مكتشف الكاهي والكبة والتي كانت تلمع وتزهر في مدنها فقط بين فترى وأخرى 0 وبعد دخول القوات الامريكية وسقوط القائد الضرورة الذي لم يستطيع ان يمحو الدهين من المائدة العراقية بل أخذت بالازدهار والتطور والانتشار شأنها شأن الملف النووي الكوري والايراني وزلزال الصين وأخذت تنتشر وتتربع صفحات المجلات والصحف كصاحباتها في النشر سابقا وعلى اجهزة التلفزيون للدعاية عن البقلاوة والزلابية والطرشي ومالف لفهم 0
مما حد بصاحبة الجلالة (الصحافة) ان تنفرد في نشر كيفية صناعة الدهين وبانوعه ومنه ان المادة الاساسية التي تدخل في صناعته وهي مادة الطحين الواردة ضمن وجبة التموينية ويكثر هذا النوع من الصناعة عند ابواب الكراجات تعلوه كمية من الاتربة ودخان مخلفات السيارات الداخلية والخارجية ويقلبها صاحب العربة بين فترة واخرى ليظهر لمعانها ثانية امام المارين 0 ونوع اخر يصنع من مادة الطحين(الصفر) الذي يكثر هذا النوع في المحال مع هدية ماعون وعلاكة طبع عليها اسم (دهين ابو علي) وفي علبة كارتونية انيقة 0 وراح بعض الصاغة في السوق الكبير بترك مهنة الصياغة واخذوا يبيعون( الدهين) بالدهن الحر والفستق الحلبي 0 ودخلت ذات يوم على احد الزملاء الصحفين وامامه علبة زنة 2 كغم من (الدهين) الممتاز كرشوة لغرض السرعة في نشر دعاية المحل لبيع (دهين ابو علي) بعد شراه الصحافة الرابعة من غلاف المجلة بـ(000. 400) اربعمة الف دينار أي اكثر من(300$) امريكي وتم الاتفاق واستلام العربون وتوثيق هذا العقد وايداع نسخه منه في محكمة العدل الدولية لضمان عدم نقضه من احد الاطراف 0 وعلى هذه الاخبار السارة والسمعة الحسنة وبجهود ومباركة (منظمة النوايا الحسنة) فقد انتفض صانعي (الداطلي) بمسيرات صامتة وحاسده وحاشدة وراحوا يبحثون عن مخرج من هذه الازمة وليقطفوا ما قطفوه اصحاب (الدهين) بشراهم سيارات البطة والناقة والهمر والبعير 0 فأول خطوة اتخذوها اخذو يصنعون (الداطلي) في المحلات وامام اعين المشترين ليشتروها حارة ولذيذة وبدون غش وتحت رعاية وأمانة منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الامم المتحدة 0 ولا زالة الجهود حثيثة من قبلهم لقبول عضويتهم في منظمة التجارة العالمية(الجات) 0 بالاضافة الى ما تقدم اضع مقترحاتي المتواضعة امام انظارهم لترويج مادة (الداطلي) باتباع ما يلي : ـ
1ـ تقديم هدية (10 كغم ) من (الداطلي) للصحفي الذي ينشر دعاية في مجلته او جريدته 0
2ـ يتم الاتفاق مع احد مطربي الجيل لتسجيل اغنية شعبية عن (الداطلي) وبأمهر الملحنين اسوة بأغنية البرتقالة 0
3ـ الزام اصحاب محلات بيع (الداطلي) بتعليق لافتة كتب عليها مطلع أغنية (بس تعالو) وسوف اعتقد من مقترحي هذا التنافس الشريف مع الطرف الاخر من اصحاب محلات بيع (الدهين) وعندئذ سيقوم اصحاب بيع (الداطلي) بشراء المحلات المتبقية في السوق الكبير وسيعلن عاجلا ام اجلا ان السوق الكبير في النجف اصبح لاصحاب محلات (الدهين والداطلي) فقط وستحمل صفحات الغلاف الاربعة من المجلات دعايات (لدهين والداطلي) لذا ارجو من الجهات ذات العلاقة اخذ الموضوع الاهمية الكبرى لتلاقي وقوعه بين المهن الاخرى كا صاحب الطرشي والهريسة والباقلاء بالدهن الحر وان لاتضاف الى مشاكلنا الاخرى الرئيسية او الفرعية التي يعاني منها المواطنين التي لا يفرجها رب العالمين والا المسؤلين الى حد الان وايضا ستستغل ا لفضائيات هذا الخلل الحاد وستنفرد قناة الجزيرة بلقاء بين اصحاب الدهين والداطلي عبر برنامج( الاتجاه المعاكس) الذي يبث كل ثلاثاء 0
لقد عانيت كثيرا من احد اصدقائي المعنيين في الصحافة وفي احدى الايام كنت اتصفح بعض كتاباته خلسة فوضع نظري على مقالة لة تحت عنوان(البعد الفلسفي في اكلة الدهين واثره على النفوس) ولا اعرف متى تنشر هذة المقالة وفي اية مجلة فجزاء رئيس التحريرمن هذه المقالة (2)صينة (دهين)اذا لم يخنني التقدير في الكمية المهداة واخشى اليوم الذي يلزمني بحمل الكاميرا لتصوير معمل الدهين او الداطلي بينما يحمل في حقيبتة حبوب السكر ويلعن اليوم الذي تعرفنا على (الدهين) وصانع (الداطلي) وصحفيي(الدهين والداطلي)
[email protected]