لست بصدد الحديث عن التكتيك والاستراتيجية مُدخلا لحديثي هذا فنحن اليوم بتنا لانفهم اي اغراض اي من هذه السياسات في ادارة شؤون بلدنا العراق وهو يمر باشد محنة وقع فيها منذ استقلاله ..
ولكنني اعني “المرونة حينما تكون في غير محلها فهي ضعف” وضعفُ يصل الى حد المهانة والانكفاء عن الثوابت الوطنية التي تفصح عنها هنا ملامح دويلة ناشز عرفيا وشرعيا واخلاقيا ووطنيا…يلوح بها امامنا نحن شعب العراق الموحد تاريخا وجغرافيا ..
امس حل ببغداد السيد روز نوري شاويز حامل اختام السيد مسعود البارزاني وبكل وقاحة جاء يسلم بغداد رسالة انفصال مشروطة اقبح من ذنب صاحبها للسيد العبادي والتحالف الشيعي !! ..
الاول ابا يسر .. وامانة رفضها بكل إباء وحسنا فعل والثاني استلمها بمرارة المغلوب على امره ويا لبؤس حالة مزرية وصلنا اليها مثل هذه مًر عليها لم يشهدها العراق هوانا في تاريخه المعاصر، عشناها امس ولم تكتب عنها الاجيال من قبل وفي اي زمان بمثل حروف هجاء مرارتها المعسولة ..!!
وكان حريا بالتحالف الشيعي ان لايستقبل الوفد وان لا يحاوره ولو على سبيل المجاملات ،لانه كان مُقيدا بمضمونِ رسالةٍ اشدُ ما رايت فيها اذلالا .. كتابة احدهم على زجاج سيارته في اربيل مع” السلامة عراق” وحرق اخرين للعلم العراقي ورفع علم اسرائيل فماذا تنتظرون بعد ذلك وكل العالم معنا وحتى شعبنا الكردي ..
اتساءل ألم يخجل احد منكم ان يجالس وفدا جاء يطردكم من البيت العراقي الكبير غيلة وغدرا او ما بات يعرف بمرحلة ما بعد داعش..!! اليس كان المفروض ان يكون الاجتماع شاملا لجميع المكونات الغائبة والمغيبة والمهمشة والمستبعدة ؟؟ ولو على سبيل الحشد والتعبئة النفسية .. اقول اليس كان علينا ان نظهر امامهم بمظهر الموقف الواحد والثابت عند المواقف التي تتطلب وحدة الصف الوطني ..!!
ولان صراع الشركاء اخذ بُعدا اخر غير هذا الذي يطفوا على السطح في البرلمان وحتى داخل المؤسسة العسكرية وجدنا ان حضور هذا اللقاء غير المستساغ اخلاقيا وشرعيا وقانونيا جاء وسط غياب قادة من العار ان نسميهم بقادة المكون السني ممن ارتضوا السكوت على اتفاقات مريبة انتهت بكتابة هذا الدستور الذي ندفع ثمن جرائم من كتبه خلسة ووقعه وسكت عنه تحت ابواب مصالح وسلال اتفاقات مهينة منذ 14 عاما وللان ..!!
والكثير من هولاء اشباه الساسة وثعالبها ممن نزعوا اقنعة مصالحهم وراحوا يطبرون سياسيا غرمائهم اليوم هم انفسهم غرابيب المكون والوطن ممن تنعق في خرائب العراق في الموصل والانبار وديالى وصلاح الدين ممن تتباكى على وحدة الوطن سكتوا وبلعوا السنتهم يعيشون في فنادق اربيل وتلكم حفنة رؤوس نوابٍ وساسةٍ تحملت كفخات الذل والمهانة .. يجب ان لاننتخبهم ثالثة بل ونطردهم شر طردةٍ..!!
اعيب على الدكتور حيدر العبادي انه ارتضى ان ياتي الوفد الكردي اصلا الى بغداد رغم مفهوم هذا المبدأ في السياسة والشراكة في قيادة العراق واعني بها “المرونة” منتظرا صاحب بريد البارزاني كي يسلمه او يسلم التحالف الشيعي رسالة مبتذلة مخالفة للدستور نكاد نتلمس مضمونها واهدافها وما ورائها من تصريحات البعض من ساستهم الشوفينية الاستعلائية …و بهذه الطريقة المهينة التي تنتهك كل معايير الشرف والانتماء القومي..
دكتور عبادي .. هذا الوفد ما كان ليسمح له ان يطأ ارض بغداد ليطلب لقاء قادة كانوا من اسباب خراب العراق وكتابة دستور كتب ومرر بتفاهمات كردية شيعية لتسييرمصالحهم في ظرف حساس جمعتهم فيه وحدة المصالح والخوف المشترك وبأي ثمن ..
هذا هو الثمن الذي علينا ان ندفعه لقاء عدم وحدة الموقف والرؤى والاصرار على تهميش بقية شعبنا مع الاسف .. جاءكم و كما رايناه غدرا وانتقاصا لبلد احتظنهم بل وفضلهم على بنيه الاخرين ولم يشعروا بدفئه والولاء له ابدا واعني ساسة الاجندات ..
فما كان يجب ان نظهر للعالم ولدول المنطقة وللانفصاليين انفسهم مدى ضعفنا وحال فرقتنا حتى استاسد علينا من كان يتوكأ علينا نجدة ونصرة عند اوقات شدته ..
ما كان على التحالف الشيعي ان يخرج لهم وحده بل كان عليه ان يواجههم بمنطق عراقي صميم مستل من ارث وحدة وطنية تتعرض على ايديهم للتفتت والاستلاب من اقوام استضعفتنا و جاء بعظها الى بغداد يلقي بوجهنا حالة الطلاق السياسي ” بالثلاثة”..!!!!
وتلك حالة فراق سياسي لقادة فرضوا على العراق فرضا ،وحدهم الخوف يومها وجمعتهم المصالح وقتها وحينما امتلئت ايديهم غضبا وسخطا على شراكة توزيع الغنائم فيما بينهم راح كل واحد منهم يصفع صاحبه عله يعيد له صوابه .. فمن هو البادئ ومن هو الاظلم .. تلك من سيكتبها شعب العراق يوم يفيق من نومته..