كنت أترقب صدور أي موقف من قبل مرجعية السيستاني حول مسألة استفتاء الانفصال الكردي عن العراق فلم يكن للسيستاني ومرجعيته أي موقفاً رافضاً أو مؤيداً للاستفتاء وهذا الأمر على نحو التصريح أي لم يكن هناك تصريح من قبل هذه المرجعية التي يدعي العديد من العراقيين إنها حفظت وحدة العراق ! فها هو الاستفتاء سوف يحصل بعد يومان من الآن ولم يصدر من صمام أمان العراق أي شيء ؟ وهذا ما يجب أن يلتفت له العراقيون جميعاً الذين يتهجمون على الأكراد ويتهمونهم بالعمالة لإسرائيل لأنهم يردون الانفصال.
طبعاً توجد هناك قواعد عامة في الفقه الشيعي منها السكوت من قبل المشرع على أي فعل يصدر من المكلف أو غيره يعتبر إمضاءً وموافقة على هذا الفعل من قبل المشرع, ونحن كعراقيين نلاحظ إن السيستاني إلى الآن أتخذ جانب الصمت حول هذه المسألة التي تهم العراق كوحدة أرض وكقضية تمس أرواح الشعب حيث إن تبعات الانفصال سوف تؤدي إلى كوارث كبيرة خصوصاً وإن هناك احتمالاً كبيراً بنشوب حرب بين العرب والأكراد وملامح هذه الحرب موجودة وبينة للعيان, فلماذا السيستاني الذي يعده العديد صمام أمان ؟؟ لماذا اتخذ جانب الصمت والسكوت حول هذه القضية خصوصاً وإنها تشبه إلى حد كبير مسألة احتلال داعش للمحافظات العراقية لكن الفرق إن السيستاني أفتى بالجهاد ضد داعش لأنهم هددوا محل إقامته فأصدر الفتوى خوفا على نفسه وليس حفاظا على الأراضي العراقية ولو كان الأمر كذلك لماذا لم يصدر موقفاً إزاء قرار الإنفصال الكردي ؟ نحن لا نقول بان يفتي بالجهاد ضد الأكراد بل نريد موقفاً من خطوتهم تلك.
هل سيصدر منه موقفاً بعد الإنفصال ؟ كما حصل مع داعش حيث وكما أعلن الغراوي في لقائه مع قناة البغدادية عقيب سقوط الموصل بأنه ابلغ مرجعية السيستاني بمحاولات داعش لاحتلال المدينة إلا انه لم يحرك ساكن لكنه أصدر الفتوى بعد سقوط الموصل, فهل سيكرر المشهد مع القضية الكردية ويصدر موقفه بعد خراب مالطا وانفصال الأكراد ؟ ولمن ينتظر موقف السيستاني نقول له لا تنتظر لأن مهما صدر من موقف الآن لم يعد مجدياً لان الاستفتاء بات وشيكاً إلا في حالة واحدة وهي إن هناك اتفاق بين السيستاني والأكراد حتى يظهر هو بمظهر المنقذ ويحصلون الأكراد على ود الشيعية بحجة سماعهم مشورة السيستاني.
ومن أجل أن ندفع الاستغراب عن سبب سكوت السيستاني عن هذا القرار نود أن نعلم الجميع بأن السيستاني من الداعمين لانفصال الأكراد ومن الساعين إلى تمزيق وحدة أراضي العراق وذلك لأنه اتخذ جانب الصمت والسكوت هذا من جهة ومن جهة أخرى انه قد دعم الدستور الذي يتذرع به الكرد لانفصالهم فالسيستاني وكما يعلم الجميع قد أفتى بوجوب التصويت على الدستور بنعم وحرم الزوجات على أزواجهن في حال لم يشارك الناس في التصويت وإذا عارض السيستاني قرار الانفصال فان الأكراد سوف يعترضون عليه بالدستور الذي أيده ودعمه السيستاني نفسه, لذا نقول إن من يسميه بعض العراقيون بصمام الأمان وحافظ وحدة العراق هو من قسم العراق ودعم تقسيمه ويدعم مشروع الاستفتاء الأكراد وإنفصالهم.