كتابات، يحررها كتّابها. لكن: كتّابها من يحررهم؟ مؤكد انه الضمير، الأخلاق، الدين، وإلا، سوف لن يكونوا قادرين على إرسال موادهم الى كتابات لنشرها، على اعتبار ان كتابات منبر محترم، ومن ليس لديه وازع أخلاقي، لا مكان له في كتابات. هذا هو الأمر المسلّم به من قبل الجميع، ومن كتابات نفسها، لكن الواقع والمستجد يشير الى غير ذلك خصوصا هذه الأيام، عندما جعلت كتابات الكاتب يعرف كم زائر لمقالته، وهذا ما حدا ببعضهم، أن يلعب على وتر السياسة، وحين لم يتجاوز عدد قرائه الحد الذي يشبع غروره و أناه، توجّه الى ساحة أخرى لبث فيها ما يجول برأسه، فأخذ يلعب على وتر الطائفية، وينبش في التاريخ، عّله يجد ما يمكّنه من سد جوعه للقرّاء. ونجح فعلا، فواز الفواز في زيادة رصيده من القرّاء الى الضعف، عما كانوا أيام اللعب في السياسة، وكثر المعلّقون، المؤيدون منهم والرافضون، وكثرت الألفاظ النابية التي يطلقها السنة على الشيعة والشيعة على السنة. وهذا ما أدى بكتابات، مع الأسف ان تتحول، كغيرها من المواقع، الى منبر للسب والشتم، بعد أن بقيت بعيدة عن الطائفية طول السنوات الماضية، والفضل يعود الى فواز الفواز، في أن يبين للقارئ العربي أن العراق، التفكك والعداوة بين أطيافه، والدليل، هذا السب والشتم والألفاظ النابية التي تخلّفها مقالات فواز الفواز.
أول ما بثّه فواز في كتابات، والتي تجاوز عدد قرّائها 2000 قارئ هو سؤاله: هل محمد ابن عبد الله فعلا كان رسولا وخاتما للأنبياء؟ الجواب: نعم انه ليس برسول لو ان السيدة عائشة حاشاها لا تليق بالنبي، وإنها بنفس الأوصاف التي يوصمها بها بعض المتشددين من السنة والشيعة. نعم ان النبي عليه الصلاة والسلام، ليس برسول! وإلا، فانه نبي وخاتم للأنبياء، لو كانت سيدتنا عائشة وهي كذلك منزّه عن الأحاديث المروية عنها. وليس هذا فقط، فبدون تنزيه سيدتنا عائشة، لا قيمة للإمام علي عليه السلام، ولا وجود لأولاده المعصومين، لأن لو صح الكلام الذي يقال عن السيدة عائشة لكان النبي غير كامل وكذلك الإمام علي غير كامل الإنسانية. ولا نعرف ما علاقة الإمام علي وأولاده بهذا، طيب والصحابة؟ هل هم مشمولون بحكمك؟ أم إنهم أصحاب إنسانية كاملة رغم ان النبي غير كامل! وليس هذا فقط، بل ان الدين الإسلامي كله سيكون من خيال رجل ينتم الى الصحراء!! إذا: فواز يرى ان بدون السيدة النبي لا شيء حاشاه، والنبي العظيم محمد هو سيد الكون ورسول الله ونبيه. إذا فهو كامل الإنسانية، ومعصوم عن الخطأ، وكذلك الأمام علي وأبناءه معصومون لأن أم المؤمنين عائشة منزّه عن الخطأ ومثالية ،تليق بالرسول.. وفي نهاية المقالة يقول فواز: ختاما اعتذر للعقول الناقصة التي سوف تدخل في دوامة الشك!!! وهل من يدخل في الشك ناقص؟ إذا: من كان يعتقد بأن السيدة عائشة غير جديرة بالنبي وليست بالزوجة ( المدللة ) عنده سوف لن يغير قناعاته حتى لا يكون عقله ناقصا!! المقالة الثانية التي أتحفنا بها فواز : لماذا أولاد الأمام الحسين معصومون وأولاد الأمام الحسن غير معصومين؟ يصرح فيها بأنه لا يعترف بالكتب أو أقول العلماء أو رجال الدين ( الدجالون) !! لأنها لا تكتب بالمعقول، كما لو ان العقل خاصته لا يشاركه به أحد. ثم يعترف بان الشك يصل بنا الى بر الأمان!! طيب: الم تقل بأن التي تشك هي العقول الناقصة؟ أم انك تريدنا ان نشك في هذه المقالة وتلك لا؟ ثم يقر بأنه ضد فكرة العصمة لسوى الله، ومن يعتبر إنسانا معصوما فهو مشرك!! ولم يقل لنا كيف، لكنه وعدنا بمقالة عن مفردة العصمة. ولو أتينا الى العصمة لنعرف : هل المعصوم هو ندٌ لله في خلقه؟ أم هي مجرد مزية وهبها الله لعباد اصطفاهم على خلقه؟ ثم ان فواز يشك في شيء هو غير مقتنع فيه ، وهذا ليس بشك، لأن الشك يعني: التردد بين نقيضين بلا ترجيح لأحدهما عن الآخر عند الشاك. طيب أنت لم تتردد بين أي شيء، فكيف تكون شاكا؟ حاول ان تجد صفة أخرى وأيضا حتى لا تكون من ذوي العقول الناقصة!! نأتي الى العصمة، التي تعني لغةً : الحفظ والوقاية. وعقائديا: لطف يفعله الله تعالى بالمكلف. ويعلل العلامة الحلي ذلك بأنه لو جاز عليه السهو والخطأ، لجاز عليه في جميع أفعاله وأقواله، فلم يبق وثوق بخياراته عن الله، فتنتفي الفائدة من البعثة. . فهل في هذا أي مس بالذات الإلهية؟ ثم ان العصمة وفق تعريفها ووفق ما يقوله فواز، فان الله معصوم عن الوقوع في الخطأ!! هو وحده من لا يخطئ!! حاشا لله. هو تساءل عن أمر لا يعترف به، وأدعى أمورا ليست موجودة ، فلم يدخل أماكن لا يعترف بها؟ لكنه يعلل، بأن السبب في عصمة أولاد الحسين هو أنه تزوج من فارسية، فلو تزوج الأمام الحسن عليه السلام من فارسية لكانت العصمة لأولاده لا لأولاد الحسين!! ثم يخطأ فواز خطأ فادحا، حين يتوهم أن للأمام الحسن أولاد أسمائهم عمر وأبو بكر، والصحيح أن عمر وأبو بكر هو أسماء أولاد الإمام عليه وليس الإمام الحسن، ذلك ان ولد الأمام الحسن هم زيد والحسن وعمرو والقاسم وعبد الله وعبد الرحمن والحسن الاثرم وطلحة بالإضافة الى بناته. هذا يعني ان فواز لم يكلف نفسه بأن يفتح كتابا واحد ليعرف عمن يتكلم، لأنه لا يثق بالكتب!! انه حاول ان يقول ان الإمامة او فكر الشيعة هو فكر مجوسي، فارسي، لأن أمهات الأئمة من الفرس ومن المؤكد ان الفرس سيكون لهم الأثر الكبير في الفكر الشيعي. وفي ختام مقالته الأخيرة، يجيب على أسئلته بطريقة يظن أنها ستعبر على القارئ، فيقول: هل الزواج من بنات كسرى فيه تفضيل رباني بحيث يصبح أحفادها معصومين وغيرهم بلا معصومية ؟ هل نتزوج من الفارسيات حتى نحمي جلودنا من نار جهنم؟ وهذا ما يعني انه مقتنع بأن لزواج الإمام الحسين من بنات كسرى السبب المباشر في عصمة أولاده. فيقول لنا: أنتم يا شيعة مذهبكم قائم على الفرس، ولو الفرس لما كان لديكم أئمة معصومون!! هذا هو فواز!!