طبل و زمر الکثيرون لسقوط النظام السابق في العراق بعد الاحتلال الامريکي للعراق و قدوم رموز معارضي الحکم السابق، حيث جاء معظمهم على دبابات أمريکية او في ظلالها و تحت رحمتها، وقد رسموا في البداية صورة وردية زاهية عن مرحلة مابعد صدام حسين وکيف إن الشعب العراقي سيعيش في رفاه و رخاء و يطوي الظلم و المعاناة الى الابد، لکن لم يدر بخلد أحد بأنه سيتمنى لو لم يحدث أي شئ مما قد حدث وليت لو کان قد بقى العراق على حاله!
النظام السياسي الذي خلف النظام السابق و تم تأسيسه على أنقاضه، لم يکن إطلاقا کما تم تصويره للشعب العراقي بشکل خاص و العالم بشکل عام، حيث جاء نظاما غريبا و فريدا من نوعه، فقد جمع في داخله کل التناقضات و حفل بالاتجاهات الطائفية و العرقية و القبلية و جمع کم کبير من الفاسدين و شذادي الآفاق، فکان ولايزال نظاما مشوها يزعمون في ظاهره بأنه نظام ديمقراطي دستوري يحترم القانون و يعمل على أساسه، لکنه في الحقيقة ليس کذلك إطلاقا، وانما الذي حکمه و يحکمه مجموعة التناقضات التي ألمعنا إليها رغم إن التيار الاقوى الذي يکاد أن يسيطر على زمام الامور هو تيار ديني ـ طائفي متطرف موال للنظام الايراني، بل وان زعمائه يتفاخرون بکونهم”جنود” تحت أمرة المرشد الاعلى لإيران.
العراق الذي يوجه اليوم مشکلة الاستفتاء الذي يزمع الاکراد القيام به في 25 أيلول الجاري، والذي هو حاصل تحصيل النعرات القومية و الطائفية التي غذاها المحتل الامريکي و تبناها النفوذ الايراني خصوصا وإن النظام الايراني معروف عنه لعبه على التناقضات و الصراعات و الاختلافات، فهو يريد أن يکون الجميع ضعفاء حتى يکونون تحت أمرته و لەس بإمکانهم أن يفعلوا شيئا، وإن إلقاء نظرة على لبنان و اليمن و سوريا، يوضح هذه الحقيقة و يبين بأن النظام الايراني إذا مادخل أي مکان حل به البلاء و المصائب و الخراب وحتى يمکننا القول بأن الشعب الايراني ذاته المنکوب الاول على يد هذا النظام، ومن هنا، فإن مشکلة الاستفتاء يعود في الاساس الى النظام الايراني الذي أوصل العراق بنفوذه الخبيث الى هذه الحالة المزرية، وإن بقاء النفوذ و الدور الايراني على حاله في العراق يعني إحتمال حدوث الکثير من المشاکل و الازمات الخطيرة التي نحن في غنى عنها تماما.
حل المشکلة العراقية تکمن في تحديد شکل النظام السياسي القائم و بتجفيف الاصول الدينية المتطرفة التي تتحکم به من طهران، بل وحتى يجب تحريم ذلك لأنه أساس الشر و البلاء و کل مايجري من مصائب في العراق.