18 نوفمبر، 2024 3:17 ص
Search
Close this search box.

ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله …. وذو الجهالة بالجهالة ينعم

ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله …. وذو الجهالة بالجهالة ينعم

من يتابع ألأخبار ألمتسارعة على ألفضائيات وفي أجهزة ألأتصالات ألمرئية وألمسموعة عن مايدور فيي عالمنا ألأسلامي عموما وعالمنا العربي خصوصا يشعر بألأحباط وأليأس لما آلت أليه ألأمور من تدهور وتراجع عما كانت عليه خلال نصف ألقرن ألماضي.
فقد تسلط علينا ألجهلة وبياعي ألكلام وألبلطجية وقطاع ألطرق ومن أبرز ماظهر على السطح ثقافة الطائفية وألأقصاء . حل رجال الدين وألسياسة محل رب ألعزة وألأنبياء وألمصلحون وألمثقفون وشعاراتهم تشبه ماقاله فرعون لأهل مصر كما جاء في القرآن ألمجيد { وقال فرعون يأيها ألملأ ما علمت لكم من آله غيري …ألخ}.فقد أرغمونا على عبادتهم ؛ أما ديننا فهو ألطائفية .فبدلا من عبادة الله ؛أصبحنا نعبد ألمذاهب وأئمة ألمذاهب بدلا من عبادة الله.
لم تعد هناك آلوان في ثقافتنا سوى لونين أسود وأبيض ولايوجد وسط بينهما ؛وحسب نظرية ألحزب أوالحاكم أو ألسلطان { من لم يكن معنا فهو ضدنا!!}.
وأصبح ألصراخ وحوار الطرشان هو ألسائد في أوساطنا ألدينية وألأكاديمية ؛ ولم يعد للمصلح والمفكر وألمعتدل مكاناأو دورا في مجتمعاتنا وظهرت مجموعات من ألطفيليات تنخر في مجتمعاتنا وكما يقول المثل { من ضعفت حجته علا صوته}.
فلو رجعنا ألى ترثنا الديني والفكري بعيدا عن صراخ وأسواط رجال الدين وألسياسية ؛لوجدنا فيه الكثير مما نرجع اليه ونستفيد منه الى جانب ألأستفادة من ثقافات ألشعوب في مختلف بقاع العالم وتجاربها في مختلف ألمجالات الدينية وألثقافية والعلمية !! ولكن لاحياة لمن تنادي.
ألحوار وتبادل ألأفكار من ألأساسيات في تطور ألشعوب وألأممم لقد شددت ألديانات ألسماوية وألأنظمة ألوضعية وألسياسية على أهمية الحوار لتقدم ألشعوب وألأمم الى ألأمام ونبذ ألسخافات وألخزعبلات وألأساطير . 
جاء في ألقرآن المجيد { أدفع بالتي هي أحسن فأذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم} وجاء أيضا { وشاورهم في ألأمر…..ألخ} قال النبي {ص} كل أبن آدم خطاء وخير الخطائون التوابون ؛يقول ألأمام ألشافعي { رأي صحيح يحتمل ألخطأ وراي غيري خطأ يحتمل ألصواب }. يقول فولتير { أني أخالفك الراي ولكني مستعد أن أضحي بحياتي من أجل أن تقول رأيك} .
يعرف ألمثقف بأنه { هو ألأنسان الذي يضيق مساحة ألأختلاف ويوسع مساحة ألألتقاء}؛وبدلا من أن تلعن ألظلام أشعل شمعة .ألواقع في مجتمعاتنا عكس ذلك تماما ؛فبمجرد أن تخالفه في ألرأي دينيا أو فكريا وحزبيا فأنت كافر أومتخلف أو مجوسي أو وهابي أو رجعي !!.
مساحة اللقاء تكاد أن تضيق بمرور السنين بينما الفجوة بين أبناء ألمجتمع ألواحد تتسع بمرور الوقت !!.فمجتمعاتنا ألآن فسطاطين فهي أما  سني أوشيعي أو ليبرالي أو رجعي ؛وحبال التواصل مقطوعة أما فوهات البنادق والرشاشات والدبابات والطائرات فأفواهها مفتوحة على مصراعيها .
 سياسيات دولنا تقوم على اسس طائفية أو عرقية ؛وكمثال على ذلك ألخلافات بين الدول السنية العربية وأيران ومن يتبع منهجها المذهبي كالعراق وسوريا وحزب الله في لبنان ؛وقد أنسحبت هذه الخلافات المذهبية الى كافة المكونات في البلدان العربية وحصل نفور وكراهية بين مكونها بسبب الثقافة ألمتخلفة التي يتصدرها رجال الدين والسياسة لمصالح شخصية ودنيوية !!
ألمشتركات بين الشيعة والسنة كثيرة كألأيمان برب واحد ونبي واحد  وقبلة واحدة
وفرائض خمسة واحدة أما بالفروع فهي لاتشكل أنحرافا في العقيدة لكلا الطرفين وأنما أجتهادات مذهبية يمكن التحاور حولها ومحاولة التقريب بينها ؛ولكن رجال الدين والسياسية يقفون بالمرصاد لأي محاولة للوحدة بين هذه الطوائف والمكونات ؛وأقرب مثال على ذلك هوعدم حضور ألسعودية ألى ألمؤتمر الرباعي الذي أنعقد مؤخرا في القاهرةلمناقشة الوضع السوري والذي حضرته وفود مصر وتركيا وآيران أحتجاجا على حضور ألآخيرة الى هذا المؤتمر وكذلك أبعاد العراق من أي مؤتمر يتعلق بمناقشة ألشأن السوري ؛أما هجوم مجموعة من ألسلفين على المؤتمر الذي حضره سمير القنطار عميد ألأسرى اللبنانين ألذي قبع في ألسجون ألأسرائيلية لعشرات السنين في الدفاع عن لبنان وعروبته ؛علما بأنه حضر بدعوة من منظمات أسلامية تونسية تتعاطف مع أللبنانين والسبب تغير عقيدته من درزي الى ألمذهب ألجعفري!!.
تشارك حوالي ثلاثون دولة أجنبية وعربية بمناوارات في الخليج بحجة حماية الممرات ألنفطية في مضيق هرمز؛معظم الدول العربية المشاركة فيها خليجية ؛وهي أشارات تهديد ووعيد تقوم بها أمريكا وأسرائيل ألمشاركة في هذه المناوارات للضغط على آيران في قضية مشروعها النووي ألذي يهدد أسرائيل وألمصالح ألأمريكية وألغربية في ألمنطقة!!.ألهجوم ألمنظم من قبل دول مشايخ الخليج وألمنظمات السلفية التي تسلطت أخيرا على الحكم بعد أختطفت ثورات الشعوب ألمسحوقة وجيرتها لحساب تنظيماتها  على حزب الله وكأنه منظمة أرهابية يهودية كالهجانا وألأرغون وغيرها أو أنها ألمسؤولة عن مجازر شارون في صبرا وشاتيلا ضد الفلسطينين في لبنان!!.
بالمقابل كان يمكن لهذه الدولة أن تستوعب آيران وألدول التي تحكمها حكومات شيعية وتتحاور معها لوجود مشتركات كثيره بينهما منها الدين والجوار وخاصة أن من أحتل ألأراضي ألعربية وأغتصبها هو ألكيان ألأسرائيلي وليس آيران أو الشيعة!!.
تتعرض غزة لحصار قاتل منذ سنين يموت ألمئات من أبناء هذا الشعب العربي بسبب نقص الغذاء والدواء ولا أحد يسمع ولا يريد أن يساعد او حتى يسمح للمنظمات المدنية  بمد يد ألمساعدة لهم أو فك ألحصار البحري عنهم أو مطالبة ألأصدقاء ألأمريكيون بالضغط على حليفتها لفك الحصار أو أرسال بوارجها الحربية لرذ الرماد في العيون.
ترك ألعرب أخوانهم في السودان في حرب أهلية أستمرت لعشرات السنين وكلفت خسائر في ألأرواح من الطرفين الى جانب تدمير ألأقتصاد ألسوادني ألمتعثر أصلا ؛ربما لأن لون بشرتهم تختلف عن أحفاد قحطان وعدنان ؛تقسمت السودان الى شمالية وجنوبية.
يتفرج ألعرب على مايجري في العراق من حرب بين مكوناتها بدعم مادي ومعنوي من قبل حكومات الخليج وألمنظمات السلفية والتكفيرية والوهابية وترفض تطبيع العلاقات  مع حكومتها ألمنتخبة لأن رئيس وزرائها من ألطائفة الشيعية .العراق ذات أغلبية عربية وأقلية كردية وهناك خلافات بين المركز وألأقليم فلماذا تتدخل لأصلاح ذات البين لحفظ وحدة العراق وشعبه من مآساة قيام حكومتين عربية وكردية وربما ثلاث حكومات سنية وشيعية وكردية ولكنهم في أتفاق تام مع أمريكا وأسرائيل والغرب بتقزيم آيران وتدميرها ؛ليس لأسباب أسترتيجية ولكن لأسباب طائفية صرفة ؛فأصبح أصدقاء العرب آسرائيل وأمريكيا  وأعدائهم آيران والشيعة .
هذا الضخ ألأعلامي على الصعيدين ألديني وألسياسي لشرذمة ألشعوب ألعربية وألأسلامية وضخ  روح ألعداء والفرقة فيهاعلى أساس طائفي .أللوم هنا لايقع على ألمكونات السنية فقط بل يشمل أيضا وبنفس القدر المتسلطين من رجال الدين والسياسين على  ألمكونات ألشيعية بتحريضهم ونشر ثقافة طائفية مقيتة  تقودها عقول متحجرة لازالت تفكر بعقلية أهل الكهوف و البعيدة عن ألحضارة وتطور الفكر ألأنساني ألذي يخطوا  بخطى سريعة نحو التكامل ألأقتصادي وألأجتماعي وألسياسي ؛ وألدليل على ذلك هو  قيام ألأتحادألأوربي من عشرات ألدول ألمختلفة ثقافيا وعرقيا ودينيا وتربويا  بينما تجمع الدول العربية في معظمها قومية واحدة ودين واحد وحدود مشتركة ألا يدل ذلك على تحجر ألعقلية ألعربية وأنغلاقها على نفسها وتراجعها الى ألقرون ألوسطى.

أحدث المقالات