لم يقصم ظهر صدام سوى دخوله الكويت وإصراره على البقاء فيها بل واعلانه انها الفرع الذي عاد الى الاصل. وهذا الكلام نفسه يردده برازاني حول كركوك منذ مدة . ألا يتعظ هذا الاخير بما جرت الكويت لصدام من ويلات ودمار سببت اخيرا في اسقاط نظامه ومن ثم اعدامه ؟
صدام الذي خرج من حرب ايران منتصرا كما يدعي وبقي لسنة ونصف منتشيا يتبختر كالطاووس وامريكا واسرائيل يضحكان في داخلهما لأنهما رسما سيناريو جديد لحرب في الكويت ورمتا الطعم لتوريط صدام بدخولها.
اسرائيل وامريكا اليوم يعيدان نفس السيناريو فالاولى تعلنها بلا استحياء انها داعمة لاستقلال وانفصال الاقليم نكاية بالعراق الموحد ، وامريكا تكذب وتخادع باعلانها النصح للبرازاني بالعدول عن ذلك ولكنها داعمة للانفصال في السر.
على البرازاني ورجالاته أن يعلموا ان اجراء الاستفتاء وخاصة في كركوك هو بمثابة دخول صدام للكويت وضمها الى العراق وستكون نتائج ذلك وخيمة سواء بالحصار أوالحرب من قبل الدولة الاتحادية وايران وتركيا وغيرهم من الدول ، والاقليم لايمتلك مقومات دولة لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا لكي يصمد ولو لشهر واحد على اكثر تقدير.
البرازاني اليوم يمر بمأزق كبير وحصار شديد فالعالم اجمع يحذر وينصح بعدم اجراء الاستفتاء وهو يكابر ويراهن على الوقت لابتزاز الحكومة الاتحادية حتى آخر لحظة ليحصل على تعهدات باستمراره بالولاية والحصول على اموال اضافية.
على الحكومة ان لاتقبل بأي تفاوض من اجل الابتزاز فالاقليم هو في موضع الضعف لا الدولة الاتحادية ، وما اعطاه المالكي من تنازلات مهينة من اجل الحصول على الولاية الثانية يجب ان يسترجع وان تطالب الحكومة بمطالب ذات سقف عالي لتفرض هيبتها على الأراضي العراقية ومنها الاراضي العراقية في اقليم كردستان.