25 نوفمبر، 2024 10:53 ص
Search
Close this search box.

هل حققتْ داعش أهدافها ؟ تساؤلات !

هل حققتْ داعش أهدافها ؟ تساؤلات !

ينتابني شعور بالإحباط ، وتُثار عندي كل مشاعر الإستغراب وأنا أسمع من هذا المسؤول ( الكبير )، وتلكَ الدولة ( المُحترمة )، وهذا المُحلل ( الإستراتيجي ) وهم يتحدثون عن ( فشل ) داعش ، و ( إحباط مخططات) داعش .

نعم نعم نعم تمّ دحر وهزيمة داعش عسكرياً ، نعم تمّ طرد داعش من كل المناطق التي إحتلتها، ولكن لم تفشل داعش في تحقيق أهدافها ومخططاتها .

الذي /الَّذِين يعتقد / يعتقدون أنّ داعش جاءت لتأسيس ( دولة الخلافة ) هم واهمون ، والذين إعتقدوا أنّ داعش جاءت لتأسيس ( دولة سُنية ) هم ساذجون ، أهداف داعش أبعد من ذلك بكثير ، ودعوني أضع بعض مافي عقلي بشكل نُقاط حتى يسهل عليكم التتبع ، وهذا رأيي ولكلٍ رأيه ورأي الجميع مُحترم :
– داعش جاءت لإعادة ترتيب المنطقة وفقاً لمنظور الشرق الاوسط الجديد / الكبير الذي تحدث عنه الأمريكيون قبل سنوات قريبة ، مُستهدين بطروحات المُستشرق (برنارد لويس ) وثعلب السياسة الأمريكية (هنري كيسنجر) ووريثته (كونداليزا رايس ) ، لتكون اسرائيل هي الآمر الناهي في قلب هذا الشرق الأوسط الجديد وسيتسابق الجميع للتطبيع معها وفتح أسواقهم أمامها وأمام استثماراتها.
– داعش جاءت لتقسيم المُقسم وتجزئة المُجزأ ، وقرأتُ أعوام ٢٠١١، ٢٠١٢ بأن لانستغرب أنْ يكون عدد الدول العربية (٥٢) ( ماشاء الله ).
– داعش جاءت لتقسيم الدول الجاهزة والمُهيئة للتقسيم والبدء بالأخطر على اسرائيل ( العراق وسوريا ) ثم مصر وليبيا ، ولا تستثنى من ذلك حتى الدول الصغيرة ( مساحةً وسكاناً ) مثل لبنان ودوّل خليجية .
– داعش جاءت لتنشيط ( الورقة المذهبية ) بمعنى الطائفية والعرقية بدءاً بالعراق وسوريا .
– داعش جاءت لتدمير مُدن مُحددة بعينها .
– داعش جاءت لتدمير ( التاريخ والحضارة ) ورموزها خصوصاً في العراق وسوريا وفي دول أخرى لاحقاً .
– داعش جاءت لقتل خيرة الشباب سواء أكانوا في القوات الأمنية العراقية والسورية وفي الحشد الشعبي والحشود العشائرية .
– داعش جاءت لإستنزاف الدول إقتصادياً وإنهاكها معيشياً .
– داعش جاءت لتمزيق النسيج الإجتماعي في الدول التي ظهرت بها لحد الآن ( سورية ، العراق ، ليبيا ، اليمن ، وبدرجات أقل السعودية ومصر ).
– داعش جاءت لإنهاء مؤسسات العمل العربي المُشترك ( الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ).
– داعش جاءت لإعطاء المُبررات لإنشاء قواعد عسكرية اجنبية وفتح أسواق ( مُتنافسة لشراء الأسلحة الأمريكية والروسية والغربية ).
– داعش جاءت ل ل ل ل ل ل وتطول القائمة لذا اكتفي بالتعداد.

# والآن هل حقاً فشلت داعش #
من الإنصاف القول نعم ( داعش نجحتْ بامتياز) وحققت أهدافها كاملة ، يعني ( لم تفشل ) ياسادة يامحترمون أيها المسؤولون أيها المُحللون الإستراتيجيون ، إليكم نجاحاتها بشكل أسئلة ( على مستوى العراق ) :
ألم تنجح داعش في إثارة النعرات الطائفية والإختلافات العرقية ؟ ألم تنجح داعش في تمزيق النسيج الاجتماعي ؟ ألم تنجح داعش في التغيير الديمغرافي ؟ ألمْ تنجح في تهجير وتشريد الملايين ؟ ألمْ تنجح في قتل آلالاف العراقيين ؟ ألمْ تتضاعف مساحات مقابرنا وهي تحتضن أجساد الشهداء مدنيين وعسكريين ؟ ألمْ تنجح في تدمير مُدن كاملة وتحرثها حرثاً ؟ ألمْ تنجح في تدمير حضارة وتراث العراق الذي يمتد عمره لمئات بل آلالآف السنين ؟ألمْ تنجح داعش في غرس وتعزيز فكرة تقسيم العراق ( نعم كانت فكرة الانفصال لأقليم كردستان موجودة من سنوات طويلة ) لكن ألمْ تنجح داعش في خلق الظروف لطرحها الآن وبقوة ؟ ألم تنجح في تأجيج المذهبية والطائفية من جديد ؟ ألمْ تنجح داعش في إنهاك الإقتصاد العراقي وزيادة المديونية ؟ ألمْ تنجح داعش في خلق المشاكل السياسية بين الأحزاب والكتل ؟ ألم تنجح داعش في خلق المشاكل بين المحافظات ؟ ألمْ تنجح داعش في تهيئة الظروف للفساد والفاسدين ؟

# وعلى المستوى العربي #

ألمْ تكن داعش ( الارهاب ) سبباً لتوتر العلاقات العربية – العربية ؟ ألمْ تكن سبباً في تفكك أو على الأقل ( إضعاف) كيانات عربية مثل الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ؟ألمْ تكن سبباً
لإنهاء فكرة السوق الخليجية المشتركة والعملة الموحدة ؟ ألمْ تكن سبباً في زيادة القواعد الأجنبية وشراء وتكديس الأسلحة ؟ ألمْ تكن سبباً في التدخلات الإقليمية في الشؤون العربية ؟ ألمْ تكن سبباً في التدخلات الدولية في الشؤون العربية ؟ أليس الدول العربية في طريقها للتقسيم هُنَا العراق وهُنا سورية وهُناك اليمن وليبيا ومصر والأخرى في الطريق ؟ ألمْ تُهيَّأ داعش لإسرائيل ماكانت تحلم به ؟
وأخيراً إنّ داعش مولود وُلِدَ من ( أُم ) لكن تبناهُ أكثر من ( أب ) ورضعته أكثر من ( مُرضعة )، داعش حققت أهدافها وأهداف الذين ولدوها وتبنوها وارضعوها

اللَّهُمَّ نسألك العفو والعافية للعراق والعراقيين ، اللَّهُمَّ نسألك العفو والعافية للعرب وبلدانهم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات