” جنات” طفلة عراقية من ذوي الاحتياجات الخاصة …توفاها الأجل قبل أن ترى معرضها الذي أقيم في العاصمة اليابانية طوكيو قبل أيام
جنات الطفلة الجميلة صاحبة الابتسامة المشوبة بالحزن السرمدي, كأنها تعرف بان رحلتها في الحياة قصيرة,أبنت الأربعة عشر ربيعا من ذوي الاحتياجات الخاصة جسديا لا فكريا” , مميزة ترسم بأقدمها لوحات أحدثت انعطافة في بنية الخطاب الثقافي العالمي ,وضعت بعدا روحيا ربعا”في الألوان والبنية, وركزت على إشاعة الجمال, اختارت المفردة من بيئتها المتخمة بالضجيج ومن عراقها الجريح أشياء حزينة حولتها الى مفاهيم جميلة كثفتها وضغطتها في نصها الثقافي لتتشظى أبداع وتحاكي الذائقة الجمعية, أنها البنت البارة لبلدها “العراق” المبتلى بإدارات لا تعير اهتمام للمواهب ولا الكفاءات, كانت تتمنى ان يحتفي بأعمالها “العراق” كما احتفى “بككامش ومسلة حمو رابي والثور المجنح”, ووسط الأهل والأصدقاء وتنشر الفرح بوجه الام التي لازمتها كظلها منذ نعومة أظافرها وخففت عنها وطئت الإعاقة بعد ان حققت لها رغبتها في الرسم ونمت موهبتها ,اختيرت امرأة عام 2016من قبل العديد من المنظمات , واهتم بها بشكل خاص في مؤتمر “تيداس ” ولكن الحدث الأبرز هو اهتمام الحكومة اليابانية التي أقامت لها معرض في العاصمة ” طوكيو” حضره عدد كبير من الزوار اليابانيين والأجانب حقق حضورا كبيرا على مختلف الأصعدة وحظي باهتمام المثقفين والتشكيليين والإعلاميين داخل اليابان وخارجها , احتراما”وتثمينا” لتميزها بالرسم وأقدمها على تحدي الإعاقة الجسدية, واعتبارها رسالة أمل واطمئنان الى معاقي العالم بان الأمل ضوء لا تثنيه التحديات, اليابان النموذج الأمثل والحي لمعنى الإنسانية , شرعت إلى تُجهز كل السبل لخدمة البشرية واستفادة من تجارب الحروب , (فوسائل المواصلات المختلفة مثل المطارات والسكة الحديد والحافلات، والمرافق العامة الهامة في اليابان تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة من حمامات تناسب التعامل مع الكراسي المتحركة وكذلك استخدام الترتيبات التيسيرية كالخطوط الصفراء البارزة التي اخترعها أحد المبتكرين اليابانيين. عندما فقد صديقه نعمة البصر وقد صرف عليه من ماله الخاص وبذل كل جهده حتى تم تعميمه وانتشاره. ومن المرجو أن يكون قرار استضافة طوكيو لدورة الألعاب الأوليمبية وأولمبياد المعاقين عام ٢٠٢٠ الفرصة المواتية للدفع بمزيد من التدابير مثل إزالة اختلاف مستوى الأرصفة في الطرق وتجهيز المسارح
والملاعب الرياضية وغيرها من التدابير المادية بالإضافة إلى الدعم المعنوي بما يسمح لذوي الإعاقة والمسنين بالتنقل والتعامل دون أي مشاكل أو عوائق.)”منقول”,وعندنا في العراق المعاق ابن البلد النفطي وللأسف يقطع مسافات ليتقاضى 50 ألف دينار شهريا, ما يعادل40دولار,أذا حالفه الحظ , ومن لم يحالفه اما ان يمتهن التسول لسد رمقه, او يعيش غريب في بلده يفضل الموت على الحياة, في وقت ينعم أبناء المسئولين بملايين الدولار, عسى ان تصل الرسالة إلى أصحاب القرار وعلي القوم والاهتمام بهذه الشريحة التي اختارها الله ان تكون مثل للأصحاء, وان الله بالمرصاد لمن يتصدى للمسؤولية ولا يشيع العدل بين الناس .