اشار الصديق شعلان شريف اكثر من مرة في الفيس بوك الى ما يمكن ان نسميه فصام المبادئ لدى الليبراليين العرب الذي برز واضحا بعد خسارتهم في انتخابات مصر. واحببنا هنا ان نتواشج مع الموضوع وان نوضح بشيء من التفصيل راينا الشخصي في الامر اذ كانت لنا بعض التعليقات التي نظنها كانت سريعة وخاطفة فجاءت مشوشة بعض الشيء:
يؤاخذ الليبراليون العرب على الاحزاب الاسلامية ان مبادئها ديكتاتورية وانها لا تعترف بحق الاخر المختلف ولكنهم في الوقت نفسه ينسون انفسهم غير منتبهين الى انهم انما يحذون حذو تلك الاحزاب في عدم اعترافهم بحق الاخر _الاحزاب الاسلامية بالمشاركة في الحكم بل ويريدون محوهم من الوجود.
فحين فاز الاسلاميون في مصر وهو فوز مؤلم ومحزن ومفجع لكنه جاء بارادة اغلبية الشعب المصري وهي انتخابات يحسب لها نزاهتها وشفافيتها وهي بحق تعتبر مثالا راقيا بعد انتخابات تونس في الديمقراطية العربية اليافعة اخذوا ينوحون ويلطمون كون الديمقراطية لم تخترهم للحكم والقوا سيوفهم واقلامهم وراياتهم معلنين الحداد وعلقوا على جدران بيوتهم لافتات سوداء وطفقوا يشتمون بكل بذاءة الشعوب العربية باعتبارها متخلفة وغير جديرة بالديمقراطية.
بينما كان الاجدر بهم ان يتصرفوا بروح رياضية وان يباركوا لخصومهم فوزهم وان يلزموهم باحترام القوانين الديمقراطية وحق الاخر المختلف وان يهيئوا انفسهم للعيش المشترك مع الخصم وان يغتنموا الفرصة للتحضير للمعركة القادمة في الحرب الابدية تحت خيمة صاحبة الجلالة .فهم خسروا معركة اولى كما يقال عادة في مثل هذه المواقف الكارثية لكنهم لم يخسروا الحرب بعد.
لكن يبدو ان هذا امر اكبر من افق صدورهم وابعد من مرمى ابصارهم التي تحكمها الية احادية متعصبة وضيقة هي ذاتها التي ينسبونها لخصومهم من الاسلاميين.
ان فوز الاحزاب الاسلامية هي نتاج طبيعي لمطالب شعوب مسكينة ترى في الايديولوجيا الاسلامية تعبيرا حقيقيا يتلامس مع عقائدهم وينسجم مع تقاليدهم ونفسياتهم فلماذا لا يقدر الليبراليبون على قبول هذه الحقيقة وان كانت صعبة ومريرة فتلك قوانين الديمقراطية وعليهم احترامها اذا كانوا ممن يؤمن بها وان يكرسوا طاقاتهم من اجل النهوض بهذه الشعوب من واقعها المرير المتردي الذي تحكمه الخرافات والجهل وتعاليم دين بائسة وظلامية لكي يأسسوا قاعدة شعبية ذات فكر متنور ومدني تهيء الجمهور المغلوب على امره لتقبل الفكر الليبرالي. نعم قد خسر الليبراليون معركة الانتخابات لكنهم انتصروا بانتصار الديمقراطية فالاحزاب الاسلامية مجرد مرحلة انية وهي زائلة لا محالة امام انوار العالم المتمدن الحديث . لكن ذلك يجب ان يتم بأسس واليات ديمقراطية وهو آت لا محالة… فقط لو يقدر الليبراليبون ان يعملوا بجد ومثابرة وان يكونوا اكثر صبرا واكثر ليبرالية.
Facebook: Fadeel Kayat